نازحون إلى مدينة الأبيض يلوذون بالمدارس من جحيم الحرب
غادر المئات من مواطني إدارية البركة بولاية شمال كردفان غربي السودان منازلهم باحثين عن الأمن المفقود بسبب تكرار حالات النهب المسلح على مناطقهم التي يأملون العودة إليها قريباً لإعادة تعميرها بعد اسقرار الأوضاع.
التغيير ـ فتح الرحمن حمودة
بدأت منذ أيام حركة نزوح لمدنيين من قرى ومناطق مجاورة لمدينة الأبيض إلى النزوح داخليا بحث عن الأمن .
وكان قد تعرضت مناطقهم إلى هجمات متتالية بسبب انتشار عصابات النهب المسلح التي ما زالت تمارس القتل والنهب في مناطق بالقرب من الأبيض ومناطق أخرى بولاية شمل كردفان.
ولقد ظل سكان مناطق البركة على مدى سنوات طوال يعيشون حياة بسيطة لم تشهد أي تغييرات تذكر.
و تسببت حرب الجنرالات التي اندلعت في الخامس عشر من ابريل الماضي في موجات نزوح و فوضى و نهب مسلح تحولت على إثرة إدارية البركة بولاية شمال كردفان إلى منطقة غير آمنة.
ومؤخرا فر الغالبية من سكان المنطقة الي مناطق اخرى آمنة بعضهم قرر الاستقرار بمنطقة كازقيل و أخرين زحفوا نحو مدينة الأبيض.
و تقع إدارية البركة التي تضم أكثر من «17» قرية جنوبي مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غرب السودان.
ويقول نازحون لـ «التغيير» إنهم ظلوا يتعرضون إلى هجمات متكررة من قبل مسلحين ينتمون إلى مكون قبلي واحد ظل العديد منهم يمارسون القتل والنهب في تلك المناطق.
ووصل النازحين إلى مدينة الأبيض في رحلة البحث عن الأمن ليتخذوا من بعض المدارس الحكومية الواقعة في الاحياء الشمالية منازلا لهم ولأطفالهم ونسائهم.
وتضم مدرسة الأبيض الصناعية بحي الربع الأول «152» أسرة تتكون من «310» من الأشخاص كانوا قد نزحوا من قرية محمود.
فيما تحتضن مدرسة العمدة عبد العزيز بحي الرحمة الشرقي بالأبيض «132» أسرة تشمل «150» فردا وهم أيضا نزحوا من قرية البركة المحطة.
و تضم أيضاً مدرسة ثويبة شرق المدينة أكثر من «20» أسرة تصل أعدادها حوالي « 300 » فرد جميعهم نزحوا من قرية البركة المدينة .
أما مدرسة اليرموك بحي الرحمة تضم حتى الآن نحو «60» فرداً يترقبون وصول آخرين قلوا إنهم في الطريق إليهم وجميعهم ينتمون إلى أسرة واحدة كانوا قد نزحوا من قرية حلفا.
ويقول أحد النازحين لـ «التغيير» إن هنالك عربة واحدة «لوري» ظلت تعمل على نقلهم من القرية إلى المدينة ما يقارب لثلاثة أيام متتالية تذهب وتأتي في مشوار يمتد إلى أكثر من «12» ساعة في رحلة الذهاب و العودة .
و أضطرت الأسر بإدارية البركة إلى النزوح بسبب تكرار حالات النهب المسلحة ما دفع الأسرة المتواجدة حاليا في مدرسة اليرموك التحرك نحو المدينة بعد أن هاجمتهم عصابة نهب قتلت منهم «10» افراد على الأقل بينهم امراة.
ويبلغ عدد الأطفال داخل المعسكر أكثر من «50» طفل إلى جانب «20» إمرأة و «13» رجلاً
ويأمل النازحون في العودة إلى ديارهم عقب توقف الحرب وتوفر الأمن والإستقرار لإعادة بناء المنطقة و تعميرها لجهة أنها ديارهم التي ولدوا فيها.
و كان قد شهدت ولاية شمال كردفان منذ اندلاع الحرب ثلاثة اشتباكات دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع مما أدت إلى وقوع عشرات الإصابات وأكثر من « 200 » من قتيل من المدنيين .
و ظل غالبية سكان الولاية منذ اندلاع الحرب يعيشون أوضاعاً مأساوية كارثية إلى جانب حالات الفوضى و النهب المسلح وانعدام الأمن.
المصدر: صحيفة التغيير