اخبار السودان

موسفيني …هل سيفعلها؟

أشرف عبد العزيز

 

الصباح الجديد
أشرف عبدالعزيز

كلف مجلس الأمن والسلم الأفريقي لجنة برئاسة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني لتسهيل لقاءات بين قيادة الجيش والدعم السريع ، وذلك في إطار مجموعة من الإجراءات يتخذها المجلس لإنهاء أزمة الحرب في السودان.
فشلت منظمة (الإيغاد) في وقت سابق في عقد لقاء بين قائدي الجيش والدعم السريع ، وذلك لتعنت الأول ، ولكن يبقى السؤال هل يواصل البرهان رفضه هذه المرة أم أن اللقاء سيتم على مستوى قيادات الصف الثاني؟
من الواضح أن الرفض المعلن من الحكومة في ذلك الوقت كان تكتيكياً ، وشاهد العدل على ذلك أنها سمحت لنائب البرهان الفريق الكباشي لقاء قائد ثاني الدعم السريع عبدالرحيم دقلو في المنامة ، وتوصل الرجلان لإتفاق برعاية أمريكية وسعودية وإماراتية ومصرية تنصلت عنه الحكومة في اللحظات الأخيرة وخسرت بذلك أهم حليف لها من حيث الموقف العسكري (مصر).
تأتي خطوة الإتحاد الأفريقي هذه المرة والموقف الدولي موحد إزاء أزمة الحرب في السودان وحتى روسيا التي تحاول الحكومة فتح خط جديد معها لدعمها لمواصلة الحرب تؤيد الحلول التي إقترحتها الإيغاد وسار عليها مجلس السلم الأفريقي.
تولي يوغندا زمام الملف يعني أيضاً طي الخلاف بين بعض الدول داخل الإتحاد الأفريقي وهذا من شأنه يعجل بالحل، خاصة وأن الرئيس موسفيني يتمتع بعلاقة راسخة مع طرفي النزاع في السودان وله تجارب في التوسط لاستئصال شأفة النزاعات التي دارت في السودان سواء في الجنوب أو دارفور.
في المقابل حرص الإتحاد الأفريقي على عقد مؤتمر للحوار السوداني السوداني من شأنه أن يقرب الشقة بين أطراف مدنية يمكن أن تخرج بإتفاق مجمع عليه حول كيفية وقف الحرب في السودان ومستقبل الحكم في أعقاب التوقيع على إتفاقية سلام.
خطوة الإتحاد الأفريقي قد تكون بمثابة الفرصة الأخيرة لإنقاذ ملايين السودانيين من المجاعة وسلسلة الهجمات على المدنيين عن طريق القصف الجوي وعمليات النهب المستمرة وغيرها من التداعيات القميئة للحرب التي لم يعد الشعب السوداني قادراً على تقديم مزيد من التضحيات الجسام لها بعد أن طالت كل أسرة وهدت سقف كل منزل.
من المؤكد أنه مهما حاولت الحركة الإسلامية التأثير على قرار الجيش هذه المرة فقد لا تستطيع لأسباب موضوعية أولها تزايد حجم الضغوط عليها من قبل المجتمع الدولي ، ولعل حادثة إبعاد المصباح طلحة قائد كتيبة البراء من السعودية ليست ببعيدة ، كذلك هناك عامل آخر أفقد الحركة البريق والسيطرة وهو الإنهيار المخيف للإقتصاد السوداني وفقدان عائدات نفط الجنوب فضلاً عن الهزائم المتوالية للحركات المسلحة المتوالية معها هذا بالإضافة لعجزها البائن في التحشيد والاستنفار ..ولذلك تتضاءل الفرص أمام مجموعات (بل بس) فهل يفعلها موسفيني ويلتقط القفاز وينجح فيما فشلت فيه (الإيغاد) من قبل؟.

الجريدة

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *