موجات تسونامي تضرب هاواي الأمريكية، وسواحل اليابان، وأوامر إجلاء في الدول المطلة على المحيط الهادئ

صدر الصورة، Getty Images

ضرب زلزال قوي بلغت شدته 8.8 درجات، سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، يوم الأربعاء، ما دفع إلى إصدار تحذيرات من تسونامي في مناطق واسعة من المحيط الهادئ، شملت اليابان والولايات المتحدة والصين.

وبحسب وزير الطوارئ في إقليم كامتشاتكا الروسي، سيرغي ليبيديف، فقد وقع الزلزال على عمق 18 كيلومتراً، وهو ما يُعد ضحلاً نسبياً، وأدى إلى توليد موجات تسونامي بلغ ارتفاعها ما بين 3 إلى 4 أمتار في المنطقة.

ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن الزلزال الحالي يُعد سادس أقوى زلزال في التاريخ، مساوياً في شدته زلزال عام 2010 في منطقة بيوبيو في تشيلي، وزلزال عام 1906 في إقليم إسميرالداس في الإكوادور.

وقد ضربت ثلاث موجات تسونامي بلدة سيفيرو كوريلسك الساحلية في روسيا، التي يبلغ عدد سكانها نحو ألفي شخص.

وأفادت وكالة “تاس” الروسية الرسمية أن الموجة الثالثة كانت “قوية”، وألحقت أضراراً بالبنية التحتية في الميناء، وجرفت عدداً من السفن الراسية إلى عرض البحر.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

كما أُصيب عدد من الأشخاص في روسيا، بعضهم أثناء عمليات الإجلاء.

ويُعد زلزال الأربعاء الأقوى في المنطقة منذ عام 1952، وحذرت السلطات من احتمال وقوع هزات ارتدادية قوية.

وقالت هيئة الجيوفيزياء التابعة لأكاديمية العلوم الروسية في كامتشاتكا إن “هزات ارتدادية قوية وملحوظة قد تستمر لمدة شهر على الأقل، وقد تصل شدتها إلى 7.5 درجات”.

موجة قوية تجرف مبنى يقع بالقرب من الشاطئ، بعد زلزال قوي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا، في سيفيرو كوريلسك، منطقة سخالين، روسيا، 30 يوليو 2025

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، موجة قوية تجرف مبنى يقع بالقرب من الشاطئ، بعد زلزال قوي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

وضربت أول موجة تسونامي سواحل اليابان، وبلغ ارتفاعها نحو 30 سنتيمتراً، حيث وصلت إلى مدينة نيمورو الساحلية في شمال شرق جزيرة هوكايدو، وكانت السلطات اليابانية قد حذرت في وقت سابق من احتمال وصول الموجات التالية إلى ارتفاع 3 أمتار.

وامتدت أوامر الإجلاء في اليابان لتشمل مئات الكيلومترات على طول سواحلها المطلة على المحيط الهادئ، من هوكايدو شمالاً حتى محافظة واكاياما جنوباً.

وأعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية، المشغّلة لمحطة فوكوشيما دايتشي النووية، أنها قامت بإجلاء جميع العاملين، مؤكدة أنه لم تُسجَّل أي مؤشرات غير طبيعية حتى الآن.

وتُعد محطة فوكوشيما دايتشي موقعاً لكارثة نووية كبرى عام 2011، إثر زلزال مدمر بلغت شدته 9.0 درجات، تبعته موجات تسونامي اجتاحت الساحل الشرقي لليابان.

أما في الولايات المتحدة، فقد وُضعت مناطق من هاواي وأجزاء من ألاسكا تحت أعلى مستوى من التحذير، ما يعني ضرورة التحرك الفوري لحماية الأرواح والممتلكات من خلال التوجه إلى أماكن مرتفعة.

وضربت أولى موجات التسونامي سواحل هاواي، فيما خضعت بعض المناطق الساحلية في هاواي لأوامر إجلاء، ووجّه حاكم هاواي، جوش غرين، رسالة إلى السكان قائلاً: “أطلب من الجميع التزام الهدوء، وإذا كنتم في مناطق منخفضة، رجاءً توجهوا إلى أماكن مرتفعة”.

أما ولايات كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن، فشملتها تحذيرات أقل شدة تنبّه إلى احتمال تشكل تيارات بحرية قوية وأمواج خطرة.

ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمريكيين للبقاء في الأماكن الآمنة، وكتب على منصتي “تروث سوشال” و”إكس”: “ابقوا أقوياء وآمنين!”.

وفي الصين، رفعت الحكومة تحذيرات كانت قد أطلقتها في وقت سابق من تسونامي قد يضرب شنغهاي وتشجيانغ، بينما أبقت على حالة التأهب قائمة في تايوان.

مع وجود اختناقات مرورية في جميع أنحاء أواهو، ينتظر ركاب الحافلات حافلاتهم بعد أن حذرت السلطات السكان من احتمال حدوث موجات تسونامي مدمرة، في أعقاب الزلزال الذي ضرب في وقت سابق شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، في هونولولو، هاواي، الولايات المتحدة، 29 يوليو 2025.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، اختناقات مرورية في هاواي بعد تحذيرات من تسونامي

وقالت عالمة الزلازل، الدكتورة لوسي جونز، في حديث لبي بي سي، إن موجات التسونامي قد تُلحق أضراراً بالموانئ والممتلكات القريبة من الواجهة البحرية في هاواي، وربما في كاليفورنيا أيضاً، لكنها لا تتوقع أن تؤدي إلى خسائر كارثية في الأرواح في أي من مناطق الأميركتين.

وأضافت أن ارتفاع موجات التسونامي المتوقعة في هاواي يتراوح بين 3 و10 أقدام (نحو متر إلى 3 أمتار)، في حين يُتوقع أن تصل الأمواج في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا إلى ما بين قدم وقدمين (نحو 30 إلى 60 سنتيمتراً).

وللمقارنة، أشارت جونز إلى أن بعض موجات تسونامي عام 2011 في اليابان بلغت ارتفاعات وصلت إلى 42 قدماً (نحو 13 متراً).

وأوضحت أن “الأمر لا يتعلق بموجة كما يتخيله البعض، بل هو ارتفاع مؤقت في مستوى سطح البحر”.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.