
الاحتفال بذكرى ثورة 19 ديسمبر 2018 والمواكب التي جابت شوارع أم درمان قوبلت بالكثير من النقد والتهكم من قبل أعداء الثورة وفلول النظام السابق.
بورتسودان: التغيير
فرّقت قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع والرصاص مواكب انطلقت من مدينة أم درمان بمشاركة المئات من الثوار، فيما أحيا الآلاف ذكرى الثورة بمواكب إسفيرية افتراضية طالبت بوقف الحرب وعودة الحكم المدني ومحاسبة المتسببين في قتل السودانيين وتدمير مقدرات البلاد.
البعض وصف الثوار بأوصاف أخلاقية سيئة، كما طالب آخرون بسحلهم وقتلهم إذا حاولوا التظاهر مرة أخرى، وتهكموا على الثوار متسائلين: “أين كانوا عندما كان الجنجويد يحتلون الخرطوم التي عادت بفضل تضحيات الجيش والقوات المساندة والمجاهدين”.
واتهم أنصار “النظام البائد” الديسمبريين بأنهم خلايا نائمة للدعم السريع يجب محاسبتهم فوراً، حيث تعرض الكثير من الثوار للقمع والضرب والاعتقال.
ردود أفعال
فيما نشرت منصة “تجمع ثوار منطقة الصحافة بالخرطوم” صوراً للثوار الذين قاتلوا مع قوات الجيش ضد قوات الدعم السريع في معركة تحرير الخرطوم.
وشدد التجمع في تعميم صحفي على استكمال أهداف الثورة: الحرية والسلام والعدالة، والمضي قدماً مهما كانت التضحيات.
فيما قال بيان لتنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن ذكرى ديسمبر لا تكتمل دون أن نذكر بطولات شرفاء قوات شعبنا المسلحة، والثورة مستمرة.
أولويات حاضرة
وكتب وزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر أن السودان يعيش حالة حرب، وتتمثل الأولوية القصوى في حماية الأرواح، وصون وحدة المجتمع، ومنع الانقسام، والعمل على دعم الاستقرار.
وأضاف: في مثل هذا الظرف الدقيق، فإن أي تحركات في إشارة إلى (تظاهرات ذكرى الثورة) تُدار خارج مقتضيات الواقع الوطني تسهم في تعميق الانقسام، وتفتح المجال أمام استغلال داخلي أو خارجي يستهدف إضعاف الجبهة الداخلية.
وقال: إن الديمقراطية، بوصفها قيمة إنسانية ومطلباً وطنياً، لا خلاف على ضرورتها ولا على السعي إليها، غير أن تحقيقها لا يكون عبر ممارسات تزيد من الفوضى.
وتابع: تغيّر الواقع بعد أن وصل السودان إلى ما هو عليه من دمار وقتل وتشريد وانتهاكات جسيمة، وهو ما يفرض ضرورة إعادة فرض هيبة الدولة، وقطع الطريق أمام العملاء الذين حوّلوا مشروع التغيير إلى عمالة وارتزاق وتدخلات خارجية غير مبررة، في حين أن الثورة قامت أصلاً لتصحيح هذا المسار.
مفاجآت ومستجدات
يقول الناشط إبراهيم يوسف إن الهجوم على ثورة وثوار ديسمبر غير منطقي، وأضاف: يجب ألا يضع الجميع في قائمة واحدة مع القوى السياسية التي اختطفت الثورة ثم انقسمت لاحقاً؛ جزء كمحايدين يرفعون شعار لا للحرب، والجزء الآخر تأسيس الذراع السياسي للدعم السريع.
وأضاف: الذين هاجموا الثورة والثوار من فلول النظام البائد تفاجأوا بنجاح المواكب والتضامن الكبير في مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ظنوا أن الثورة ماتت وخمدت نارها، لذلك كانت ردة فعلهم عنيفة.
وشدد إبراهيم على ضرورة التمسك بمبادئ الثورة وتطبيق شعاراتها، قائلاً: مخطئ من يظن أن الثورة شعارات وهتاف، فثورتنا مشروع كامل للتغيير باقتلاع فساد وممارسات الإسلاميين وغيرهم من القوى السياسية الأخرى، وسيأتي النصر قريباً.
المصدر: صحيفة التغيير
