اخبار السودان

من يقف وراء دعاوى العودة إلى الخرطوم بعد عبور الجيش؟ السودانية , اخبار السودان

 

نجوم مجتمع شاركوا في دعوة المواطنين للعودة إلى الخرطوم على رأسهم الفنانة ندى محمد عثمان “القلعة” بجانب جمال فرفور والنور الجيلاني الذي عاد إلى منزله بمنطقة الكدرو، كما شارك في الحملة السياسي أمجد فريد

تقرير: التغيير

أثارت دعاوى عودة المواطنين إلى منازلهم الكثير من الجدل والنقاشات على مستوى الأسر في البيوت ومواقع التواصل الاجتماعي وذلك عقب دخول الجيش لمناطق الكدرو والحلفايا في بحري.. النقاش يدور حول هواجس العودة والوضع الأمني والاقتصادي فمن يقف وراء هذه الدعوات؟

نجوم مجتمع شاركوا في دعوة المواطنين للعودة إلى الخرطوم على رأسهم الفنانة ندى محمد عثمان “القلعة” بجانب جمال فرفور والنور الجيلاني الذي عاد إلى منزله بمنطقة الكدرو، كما شارك في الحملة السياسي أمجد فريد وغيرهم من أصحاب الحسابات النشطة في السوشل ميديا خاصة مؤيدي الحرب.

استجاب العشرات من المواطنين للدعوة ونشط خط مواصلات جديد بين مدينتي عطبرة وشندي ومناطق الدروشاب والسامراب والكدر والخوجلاب في بحري، إلى جانب خط السامراب نبتة دردوق حطاب، وايضا طريق شندي الكباشي ولكن سرعان توقفت بعض الخطوط عقب تجدد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مناطق الجيلي .

دعوة رسمية

والي الخرطوم سبق وان زار منطقة بحري مرتين واكد استتباب الأمن فيما دعا معتمد بحري وقائد كتائب البراء الشباب للعودة للمساهمة في الأمن ومساعدة الجيش خاصة في مناطق الكدرو والحلفايا والدروشاب وحطاب، مشيرين إلى ضرورة أن يقوم كل شخص بدوره وعدم الانتظار حتى اكتمال تحرير الخرطوم بشكل كامل فيما أعلنت شركات اتصالات عودة خدماتها في مناطق شمال الخرطوم بحري ابتداءً بمناطق الإزيرقاب والكدرو والدروشاب وبقية مناطق الخرطوم بحري  .

فتح مراكز الشرطة

قائد منطقة الكدرو العسكرية اللواء الركن النعمان علي عوض السيد قال: إن القوات المسلحة ظلت لعام ونصف منذ بداية الحرب هي المسؤولة عن المواطن في هذه المنطقة وانها ترعى وتحمي اكثر من 600 ألف أسرة في منطقة الكدرو وشمال بحري رعاية كاملة وتوفر لهم الحماية والخدمات العلاجية والغذائية والإخلاء لبعض المواطنين الذين أرادوا الخروج.

وأوضح النعمان في تصريحات خاصة لـ (قناة النيل الأزرق) أن عددا كبيرا من أحياء شمال بحري أصبحت آمنة تماما وتم فتح مراكز الشرطة والمراكز العلاجية في الحلفايا والدروشاب والخوجلاب، مؤكدا أن منطقة شمال بحري خلال ايام فقط ستكون آمنة بشكل كامل.

وقال اللواء النعمان أن ممتلكات المواطنين في المناطق المحررة حديثاً كلها ستكون عهدة عند القوات المسلحة وتم جمع الاجهزة الكهربائية والمركبات والمواتر التي اخرجتها “المليشيا” من منازل المواطنين وتركتها في الشوارع، كاشفا عن تكوين لجنة من قبل والي الخرطوم لحصر وفرز هذه الممتلكات لإرجاعها لأصحابها عند عودتهم ان شاء الله خلال الايام القادمة.

عودة طوعية

وفي المقابل ازدادت اعداد السودانيين الراغبين في العودة من مصر عقب دخول الجيش لعدد من أحياء بحري حيث نظمت السفارة السودانية بمصر رحلات مجانية للسودانيين الراغبين في العودة للخرطوم وفق مشروع العودة الطوعية للسودانيين الذين يرغبون في العودة إلى بلادهم مرة أخرى والمقدر عددهم بـ”12″ الف يشمل المشروع  تقديم تسهيلات للعائدين، مثل وسائل نقل مجانية، وصولًا إلى أسوان (جنوب مصر)، ومن ثم الانتقال إلى المنافذ البرية الحدودية بين مصر والسودان.

تجارب

المواطنة سعدية عمر اكدت في منشور بـ”فيسبوك” انها رجعت لمنطقة الكدرو بحري تقول: نظفنا منزلنا بعد عام ونصف من الغياب الآن نحن سعيدين رغم أننا وجدنا معظم مقتنيات واثاث البيت سرقت، نعم هناك نقص في الخدمات خاصة المياه طبعا والكهرباء طاقة شمسية ولا يوجد انترنت إلا عبر خدمة الـ”ستارلينك” وقالت: عانينا من ارتفاع اسعار الايجارات في الولايات وفضلنا العودة ولسنا نادمين رغم اننا نسمع دائما أصوات الرصاص والمدافع والدانات ولكن ليس أمامنا حل.

وأشارت سعدية إلى أن بعض جارتها في الولايات ينتظرن عكس الواقع منها تمهيدا للعودة مشيرة إلى أن اعداد الموجودين في الحي ليست كبيرة لكن هنالك أسر عادت والعدد في ازدياد .

وفيات

عضو غرفة طوارئ السامراب بحري، أحمد عبد اللطيف، قال إن الدعوة للعودة للخرطوم صدرت “من ناس بعيدين عن الواقع موجودين خارج السودان، ومن أولئك الذين يروجون للحرب، وهؤلاء لا يعرفون ولا يدركون حقيقة الأوضاع همهم تحقيق مكاسب سياسية علي حساب الأرواح يريدون أن يرسلوا رسائل بأن الجيش حرر المناطق من قبضة الدعم السريع وهذا صحيح لكن نسألهم هل استقرت مناطق امدرمان التي دخلها الجيش سابقا وقذائف العم السريع كل يوم تحصد الأرواح والأمراض تفتك بالناس؟

وكشف عبد اللطيف عن وفاة “147” شخصا بالمنطقة بالأمراض خلال “5” أيام فقط قائلا: أحيانا الموت يكون العائلة كلها الاب والام والابناء. وأضاف: رائحة الموت في كل مكان بسبب المرض الحميات والكوليرا وسوء التغذية وعدم توفر الدواء والغذاء.

وبحسب إحصائية لغرف الطوارئ في بحري كشفت عن وفاة “100” متطوع بمنطقة بحري فقط حتى الآن بمناطق الحرب بسبب القذائف العشوائية والرصاص والأمراض.

وأكدت الغرفة وجود نقص في الغذاء بجانب تراجع عدد العاملين في الخدمات من المتطوعين الذي توفي عدد منهم بسبب المرض والاعتقال آخرهم عضو الغرفة يحيى عباس.

جثث

عضو لجنة الخدمات بالكدرو، أيمن ياسين، نفى مطالبتهم للمواطنين بالعودة وقال: نحن ناشدنا الشباب فقط بالعودة لمساعدة الجيش في عمليات الخدمات والتأمين. وأضاف: الدعوة للعودة مسؤولية كبيرة لا يمكن أن نتحمل تبعاتها في ظل انتشار الأمراض وعدم استتباب الأمن .

وأضاف: عموما الوضع الآن صعب للعيش للأسر من كافة النواحي لا كهرباء ولا ماء ولا مواد غذائية وطبية كافية ولكن لابد من وجود مجموعة تقبل التحدي وتبدأ العمل وحين تنتهي الحرب يكون الوضع مناسب للسكن.

وقال: الجثث المتحللة تملأ الشوارع والبيوت المهجورة نحتاج لمن يسترها حتى لا تزيد الأمراض. ايضا هنالك الكلاب الضالة والحشرات والبيئة عموما متردية للحد البعيد. وشدد ابراهيم على ضرورة منع نشر البوستات الداعية للعودة وخداع المواطنين.

واتفق عبد الله سعيد عضو لجنة الخدمات بالحلفايا مع ما ذكره أيمن قائلا: الوضع صعب جدا هناك تدوين على الأحياء وهجمات متقطعة على بعض مناطق الحلفايا لكن عموما هنالك عودة ولكنها ليست كبيرة. وأضاف: التقيت بعدد من العائدين وأكدوا لي أن الوجود في المنطقة أفضل من الايجار في الولايات لجهة أنهم يعانون اقتصاديا ونفسيا .

اتهامات

وقال ان الدعوة للعودة صدرت من مواقع وشخصيات سماهم بـ”اللايفاتية” المنسوبين لبعض إعلام “البلابسة” أنصار الحرب بحسب تعبيره قائلا: لا اقول كلهم انا متابع جيد لما ينشر في “فيسبوك” بحكم وجود منزلي بالقرب من محطة الـ”ستار لينك” فهنالك شخصيات داعمة للحرب لكنها ترفض عودة المواطنين في الوقت الحالي .

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *