من هو عبدالغني الككلي”صانع حكام طرابلس ورجل الظل”؟

من هو عبدالغني الككلي”صانع حكام طرابلس ورجل الظل”؟
صدر الصورة، Social Media
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا بتقارير وصور عن الأحداث التي شهدتها العاصمة طرابلس والاشتباكات بين جماعات مسلحة.
وبحسب أنباء تناقلتها وسائل إعلام محلية ولم يتسنَّ التحقق من صحتها، فإنّ عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار (مجموعة مسلحة بارزة تتبع المجلس الرئاسي)، قُتل في هذه الاشتباكات، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان الككلي رقماً صعباً في المعادلة السياسية والعسكرية في غرب لبيبا، ويعد “رجل الظل وصانع حكام طرابلس”، من فائز السراج وحتى عبدالحميد الدبيبة، نظراً لقيادته أحد أكبر وأقوى التنظيمات المسلحةوهي “جهاز دعم الاستقرار” المعروفة باسم “الغنيوات”.
ودخلت ليبيا على مدار الأيام الماضية، في حالة من التوتر الأمني والحشد العسكري المتبادل بين الجماعات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس ومدن أخرى في غرب ليبيا، بسبب “صراعات على النفوذ والسلطة والسيطرة على المؤسسات الحكومية ومصادر الثروة”، ليدخل التوتر مرحلة جديدة بتناقل تقارير عن مقتل الككلي.
وأدت الهجمات على مقرات قوات الككلي في منطقة أبوسليم، إلى انقطاع الكهرباء ووقف حركة الملاحة الجوية في مطار طرابلس، والإعلان عن توقف الدراسة والمصالح الحكومية، وطالبت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المواطنين “بعدم الخروج من منازلهم”.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
قتل أم اغتيال
صدر الصورة، Socia Media
تباينت الروايات المتعلقة بمقتل غنيوة الككلي وبعض حراسه في معسكر التكبالي، التابع للّواء 444، بقيادة محمود حمزة، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور الككلي وثلاثة من حراسة قتلى.
وخرجت حسابات تتبنى رواية مقتله جراء اشتباك مع قيادات جماعات مسلحة من مدينة مصراتة وطرابلس، أثناء مباحثات لخفض التوتر وتجنب الاشتباكات المسلحة، إلا أنّ المناقشات تطورت بين القيادات المجتمعين لتتحول إلى اشتباكات بين الحراس وسقط فيها الككلي قتيلاً مع حراسه.
بينما كان هناك رواية أخرى للأحداث، تمثلت في اغتيال الككلي ومرافقيه في “كمين” أعده آمر اللواء 444، محمود حمزة، بالتنسيق مع قيادات من مصراتة، واستدرجوه إلى معسكر التكبالي بزعم إجراء مباحثات بينهم، ليتم اغتياله فور دخوله المعسكر في كمين محكم.
ولم يتسنى التأكد من كلا الروايتين.
أصدقاء الأمس أعداء اليوم
صدر الصورة، Social Media
كان الككلي من الحلفاء المقربين لعبدالحميد الدبيبة، وتداولت منصات إلكترونية صوراً لهما معاً في لقاءات وجولات ميدانية.
لكن بمجرد تداول الأنباء عن مقتل غنيوة الككلي، نشر حساب على منصة إكس يحمل اسم الدبيبة، “إشادة” بما حدث والتخلص من الككلي وقواته.
أهمل X مشاركة, 1
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة, 1
وقدم الدبيبة “تحياته لوزارتي الداخلية والدفاع، وجميع منتسبي الجيش والشرطة”، على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة، بحسب وصفه.
وأشار الدبيبة إلى أن العملية جاءت بهدف “ترسيخ مبدأ ألّا مكان في ليبيا إلا لمؤسسات الدولة، ولا سلطة إلا للقانون”.
وأشارت تقارير ليبية إلى أن الدبيبة استعان بجماعات مسلحة من مصراتة للقضاء على قوات غنيوة، وأن قتله في معسكر التكبالي كان جزءاً من خطة للبدء في هجمات متزامنة على مقراته والسيطرة على أسلحة قواته.
وقبل الأحداث بيومين، شوهدت أرتال عسكرية داخلة إلى العاصمة من مصراتة والزاوية والزنتان، ومعها أسلحة ثقيلة، وأنها دخلت بالتنسيق مع وزير داخلية الدبيبة عماد الطرابلسي.
ونشرت “كتائب ثوار مصراتة”، يوم الجمعة 9 مايو/آيار، بياناً أمهلت فيه قوات الككلي أو “مليشيا أبو سليم” 72 ساعة “لتسليم سيف الككلي إلى العدالة”، معلنة استنكارها أعمال “مليشيات أبوسليم من قتل وترويع واستباحة لمؤسسات الدولة دون حسيب أو رقيب، ما يُهدد أمن المنطقة الغربية بأكملها، ويفتح أبواب الفوضى على مصراعيها”.
أهمل X مشاركة, 2
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة, 2
وأعلنت وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة، يوم الثلاثاء، عن نجاح عمليتها بفرض السيطرة على منطقة أبو سليم في العاصمة.
واعتبر مستخدمون أن الدبيبة كان يحتفل بـ “اغتيال وتصفية” الككلي، وأعلن مسؤوليته عن هذا.
أهمل X مشاركة, 3
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة, 3
يأتي هذا فيما أعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن “قلقها البالغ” إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، “واشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة” في الأحياء السكنية ذات الكثافة العالية، ودعت الأطراف إلى وقف الاقتتال فوراً واستعادة الهدوء، والالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات.
من القمة إلى الهاوية
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
فرض غنيوة الككلي نفسه على الساحة الليبية بقوة عندما دخل في تحالف مع رئيس المجلس الرئاسي السابق فائز لسراج، للدفاع عنه ضد وزير داخليته المفوض من البرلمان الليبي فتحي باشاغا، وضد الفصائل المسلحة في مصراتة الداعمة له، ومنعوه من دخول العاصمة طرابلس ومزاولة عمله.
وأنشأ السراج مجموعة مسلحة أطلق عليها “جهاز دعم الاستقرار”، وجعل غنيوة الككلي آمراً عليها بموجب قرار حكومي في يناير/كانون الثاني 2021.
وقالت منظمة العفو الدولية وقتها، إن الككلي تولى منصبه، على الرغم من تاريخه الحافل بـ “الجرائم المشمولة في القانون الدولي وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان ارتكبتها الميليشيات تحت قيادته، ووُثِّقت على نحو وافٍ”.
وبعد انقضاء فترة السراج وتولي الدبيبة رئاسة حكومة الوحدة، عزز الككلي موقعه في السلطة وأصبح الحامي الرئيسي للدبيبة وحكومته في طرابلس، وبحسب تقارير سيطرت قواته على هيئة أمن المرافق الحكومية، المسؤولة عن نقل وتأمين الأموال بين البنوك في طرابلس.
كما وضع رجاله في المناصب الهامة في الحكومة، ومنهم محمد الخوجة، الذي أصبح مدير لإدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية، بمعنى أدق أصبح المشرف على مراكز احتجاز المهاجرين، فيما اتهمهم البعض بالاتجار في البشر وتهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
وبدأ الشقاق بين الككلي والدبيبة والفصائل الأخرى المنضوية تحت لواء وزارة الداخلية والدفاع، عندما حاول بسط نفوذه على الشركة القابضة للاتصالات رداً على قرار من الدبيبة بإقالة رئيسها، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ورفض تنفيذ القرار.
وقال أحد المستخدمين، إن سبب استنفار قوات مصراتة ضد الككلي، أنه “اعتدى” على رئيس الشركة العامة القابضة للإتصالات “المصراتي” يوسف أبوزويدة، كما أن الدبيبة أيضاُ مصراتي، “فقرروا معاقبته”.
أهمل X مشاركة, 4
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة, 4
المصدر: صحيفة الراكوبة