من رحم النزاعات المسلحة تخرج أشباح الجوع.. هكذا يُحدِّث التاريخ
من رحم النزاعات المسلحة تخرج أشباح الجوع.. هكذا يُحدِّث التاريخ
* عمر يوسف الدقير
غير الكوارث الانسانية المباشرة التي أفرزتها الحرب الحالية، فإنها تهدد بفشل الموسم الزراعي الذي يُؤمَّل عليه في تحسين موقف الأمن الغذائي ومواجهة خطر المجاعة الذي أشار برنامج الأغذية العالمي WFP، في وقتٍ سابق، إلى أنه يهدد ثلث سكان السودان في ظل إغلاق النظام المصرفي وشلل الوزرات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة بالقطاع الزراعي بسبب العمليات العسكرية، وعدم قدرتها على الحركة والتنسيق لتوفير احتياجات الموسم الزراعي مثل التمويل والمبيدات والأسمدة والتقاوي والوقود وتنظيف قنوات الري وتجهيز آلياته وطمأنة المزارعين بشراء محصول القمح بأسعار مجزية.
نأمل أن يفضي منبر جدة لتمديد الهدنة المنتهية حتى تُتاح الفرصة لإنقاذ الموسم الزراعي في كل الولايات عبر تحرك عاجل، تتكامل فيه جهود الجهات الرسمية والشعبية ذات الصلة، لدفع خطر المجاعة عن ملايين السودانيين ولكون الانتاج الزراعي أحد روافع الاقتصاد الوطني المتداعي.
* مع تقديرنا وترحيبنا بالمواقف الدولية والإقليمية المنادية بوقف الحرب والداعمة للمبادرة السعودية الأمريكية، فإن خروج وطننا من الأزمة الحالية يبقى بأيدي السودانيين لا سواهم.
الخطوة الأولى هي الوصول لاتفاق ذي مصداقية لوقف إطلاق نار يتم من خلاله الالتزام بكافة بنود اتفاق الهدنة الموقع في ٢٠ مايو الماضي الذي ينص على وقف إطلاق النار من الأسلحة الجوية والأرضية والامتناع عن احتلال المشافي ومرافق المياه والكهرباء والوقود ومنازل المواطنين والامتناع عن كافة انواع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الانسان، بما يفتح الطريق لجهود لمعالجة الأوضاع الانسانية الكارثية ويكفل حق السودانيين في الأمن والطمأنينة وكافة الخدمات الأساسية وممارسة حياتهم الطبيعية.
* لا مناص من مغادرة حالة الاستقطاب السياسي والمجتمعي واشتقاق مسار سياسي سلمي جامع لإنهاء الحرب ومخاطبة قضايا الأزمة بإرادة وطنية موحدة، ومُباشَرة انجاز مهمة التحول المدني الديموقراطي باتِّجاه تحقيق غايات ثورة ديسمبر المجيدة.
* رئيس حزب المؤتمر السوداني
المصدر: صحيفة التغيير