من رئيس مجلس سيادة الي باحث اجتماعي
عندما تمردت فئة التغراي ضد رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد ، جمع الاخير قومه وملص البدلة والكرافتة ، ودشن حكومة طواريء وخاطبهم بأنه في الفجر الباكر سيلتحق بجيش قوات الدفاع الوطني الاثيوبية ، وعندما اشرقت الشمس كان ابي احمد وسط جنوده يأكل الانجيرا ويحمل البندقية وهو يصرخ في قومه وشعبه يا غرق يا جيت حازما ، وانتصر الرجل ووقتها ايقن الاثيوبين انهم فعلا في ايادي امينة.
وعندما تمرد القوم علي إدريس ديبي رئيس دولة تشاد ، وبالرغم من أن الرجل بلغ من الكبر عتيا ، لكنه لم يمنعه ذلك من حمل البندقية، وقال لن يخرج من قصره إلا محمولا على اربعة ، واستجاب الله له وخلده تاريخ تشاد ، وعلى ذلك قس رئيس وزراء أوكرانيا الشاب ، الممثل ، المهرج ، الذي كان يرتدي فساتين النساء ويتمكيج بمكياج النساء عندما كان يحترف فن التمثيل علي خشبات المسارح ، وعندما اجتاح الروس بلده ، ظن الكثيرين بانه سوف يرتدي فستان عاهرة ، ويهرب متخفيا إلى اقرب ميناء ، لكن الرجل الشاب فاجأ الجميع بأن صمد وتخندق ، ولم يغادر قصره ورفضت زوجته أن تترك زوجها وتخندقت معه يأكلون القرقوش والعدس محاط سرير نومه بدشم واكياس ترابية ضد الرصاص في قبو رطب ، وكذلك فعلت ملكة جمال اوكرانيا ومنتخب اوكرانيا للنساء واعلن الرجل التجنيد العسكري ومحاكمة كل من تثبت ضده تهم التامر ضد الدولة.
هكذا الرجالة يا قوم ، أما صويحبنا فمنذ أن اندلعت الحرب كان قابعا في قبوا لبضع أشهر مكرها اخاك لا بطل ثم نزح الي بورتسودان هو ومن معه ، اما أسرته فقد خرجت إلى انقرة منهم من قضي نحبه ، وانحصرت مهام رئيس مجلس السيادة في شيل الفواتح ، واطلاق وعيد في الفضاء من اجل الاستهلاك السياسي ، وشرب القهوة والشاي ، وسؤال أهل الميت ، هو المرحوم مات كيف؟؟
يحدث كل هذا والقري والبلدات والمقار العسكرية تتساقط في يد الدعم السريع مثل قطع الدومينو والعسكر يرددون عبارتهم ولله ما جاتنا تعليمات بالتحرك، من غير اي مقاومة تذكر الا بابنوسة والضعين حيث عساكر يواجهون عساكر حيث لا مستنفرين او مستحمرين المستعبطين.
كان الشعب الفضل يتوقع من السيد البرهان ، ان يحذو حذو أبي احمد ، أو المرحوم ادريس دبيي ، او زيلنسكي الاوكراني ، او حتي ملكة جمال اوكرانيا ، يا مؤمن ، زعماء العصابات يقاتلون ويدافعون عن ممتلكاتهم حتى الموت ، ولا يهمهم قضاء او سجن او خلافه ، بينما رئيس مجلس السيادة بقدرة قادر تحول الي باحث نفسي ، وشيخ قبيلة ، مهمته تطيب خواطر المستنفرين الذين مشو لله ، واصبح دوره محصورا في التهديد والوعيد وتكرار نفس الخطاب ، وتوعد “تقدم” و”قوي اعلان الحرية والتغيير” بالويل والثبور.
وإذا هذا الكوماج والفنتازيا العجائبية في هذا الحوليات العبثية ودوامة القتل التي فرضها الكيزان حفدة مسيلمة علي الشعب السوداني ، نسأل أي مصير ينتظر رئيس مجلس السيادة؟ هل مصيره سيكون مثل ادريس ديبي.؟ ام علي عبدالله صالح ،؟ ام فيدل كاستروا ؟ .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة