اخبار السودان

من أجل السودان

اماني عبد الرحمن بشير

أنا السودانية، وأخت السودانيات، زوجة الشهيد البطل الفاضل محمد، وأخت الشهيدة فاطمة سليمان بشير، وأخت لكل شهيد سقط فداءً لهذا الوطن العظيم.
أكتب كلماتي اليوم بقلبي المملوء فخرًا، وبدمي الذي لا يزال يحمل وجع الفقد، لكن أيضًا يحمل عزة النصر وكرامة التضحية.

أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لقيادة قوات الشعب المسلحة، وعلى رأسهم القائد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ولكل أفراد الجيش السوداني الباسل والقوة المشتركة ورجال “ناس الثبات”، الذين كتبوا أسماءهم في سجل التاريخ بمداد من دماء الشهداء والبطولات.

لقد قاتل أبطالنا بشرف، وماتوا دفاعًا عن الأرض والعِرض، عن السودان وشعبه، عن البيوت المهدمة، والقلوب الموجوعة. سجلهم التاريخ، ولن يُنسى. نترحم على شهدائنا الأبرار، ونسأل الله لهم المغفرة والخلود في عليين.

يا أهل السودان، إن بلدنا غني بخيراته، كبير برجاله ونسائه، لكنه اليوم يئن تحت وطأة الحرب والمؤامرات. لا مكان للعنصرية ولا للحسد في وطن نريده موحدًا، نقيًا من الحاقدين والانتهازيين.

نقولها بصوتٍ عالٍ: السودان يحتاج إلى العقول، لا إلى الجهلاء. يحتاج إلى المعلمين، إلى المثقفين، إلى من يحملون الوعي والنزاهة لا الجهل والطمع. نريد إعلامًا حرًا ومسؤولاً يسلّط الضوء على الوطنيين الحقيقيين، لا على من باعوا الوطن باسم القبيلة أو الطموح الأعمى.

لا مكان بعد اليوم لمن خان أو تلطخت يداه بالدم. انتهى دورهم، وانتهت فوضاهم. آن الأوان أن نعيش في سلام، بلا تمييز بين شمالي وغربي، شرقي أو جنوبي. السودان وطن الجميع.

وأخص بالذكر مدينة الفاشر مدينة الثبات والصمود. الفاشر لم تركع، لم تخضع، ظلت شامخة في وجه العدو، مدافعةً عن الأرض والكرامة. هي قدوة لباقي المدن، ومثال للبسالة. وإني أرجو من كل مدينة أن تسير على دربها إذا ما اقترب منها الخطر.

نعم، هناك مدن كثيرة قاتلت، وضحّت، ونُقدّر جميع التضحيات، لكن الفاشر لها سطور خاصّة في دفتر المجد، لا يمكن تجاوزها.

ختامًا، لكل من بذل نفسه فداءً لهذا الوطن، نقول: شكراً لكم. رحمكم الله وجزاكم عنا خيرًا.
ولكل من بقي على درب النضال: اصمدوا، فالسودان سينهض بكم

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *