منصور الصويم يكتب.. هكذا احترقت مكتباتنا وانطفأت أنوار مدينتنا.. حرب السودان والعدوان على الثقافة
منصور الصويم
إن حاولنا جرد الخسائر التي أصابت السودان والسودانيين، جراء الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل 2023 بين الجيش والدعم السريع، سنصل إلى كوننا نبحث في الحقيقة عن الذي نجا! وأن نتيجة حصادنا في النهاية ستكون: لم ينجو أحد من الحريق والخراب بعد مرور عام على اندلاع القتال.
كيف تأثر المثقفون بهذه الحرب؟ وما مدى الخراب الذي أصاب مؤسسات الثقافة الرسمية والخاصة جراء استمرار القتال العنيف لعام كامل، لاسيما في الخرطوم، العاصمة الإدارية والثقافية للسودان.
اعطني مسرحًا
مدير البرامج السابق بالإذاعة والتلفزيون والناقد المسرحي السر السيد، يقول لـ «التغيير»: “بلا شك فإن الحرب أثرت على الثقافة والمؤسسات الثقافية تأثيرًا كبيرًا، مثلما أثرت على مرافق أخرى كثيرة. أما في ما يخص المسرح والمسرحيين، فيمكننا الحديث أولًا عن “المسرح القومي” كمكان أساسي جدًا، هذا المكان تم تدميره بشكل كبير، ومعلوم أن قوات الدعم السريع كانت موجودة فيه منذ بداية الحرب. لقد تم تدميره، خربت الأجهزة الإلكترونية، وتهدمت وتصدعت خشبة المسرح، وفي العموم تعرضت مباني المسرح القومي في أمدرمان للتخريب بشكل كامل وأصبحت بحاجة إلى عمليات ترميم وتأهيل جديدة. وهنا، لابد أن أشير أيضًا إلى مسرح الفنون الشعبية في أمدرمان، وهو مسرح مغلق ومجهز تجهيزات جيدة جدًا، نعم هو خاص بالفنون الشعبية لكنه وظف كثيرًا وشهد مهرجانات مهمة على خشبته، مثل مهرجان المسرح الحر، وقدمت فيه عروض كبيرة، ولقد تعرض أيضًا للتلف والتخريب في المناطق التي حول الخشبة والأجهزة الإلكترونية. وإلى جانب التخريب هناك عمليات نهب كبيرة تعرض لها المسرح القومي ومسرح الفنون الشعبية، فإضافة إلى تحطيم المباني والخشبة نهبت أجهزة الصوت والإضاءة، أما الشيء الأخطر في كل هذا فهو بعثرة الكوادر المسرحية، بالذات الموجودين في الخرطوم، فممثلو ومخرجو وفنانو الخرطوم تفرقوا أيدى سبأ، وهذا تأثيره كبير لأن هؤلاء هم الكادر البشري الصانع للعملية المسرحية سواء أكان في التأليف أو الإخراج أو في التمثيل، جزء منهم لجأ إلى القاهرة والجزء الآخر نزح داخل قرى ومدن السودان مثل عطبرة ومدني وغيرها، بعثرة الكوادر عطلت حراك الفنانين.
ويستدرك السر السيد ويقول: نعم هناك من حاول تقديم شيء، هناك مجموعة مثلا ذهبت إلى مدينة بورتسودان واستقرت في دار الفنانين، وإلى حد ما حاولوا العمل، لكن بالطبع ليس ذلك العمل الذي يتوافق مع طاقاتهم الكبيرة، فهم قدموا “اسكتشات” قصيرة في المدارس، ومن مرة لأخرى يقدمون عروضًا كبيرة مثل العرض الذي قدمه المخرج ربيع يوسف، وهي ذات التجربة التي قدمها في مدني قبل اجتياح قوات الدعم السريع للمدينة وإجبارهم على النزوح منها.
ما أخلص إليه في النهاية يقول السر السيد أن الحرب بعثرت وقطعت مسير كامل للمسرح، وهذا انعكس على الدراما التلفزيونية، فإذا نظرنا إلى الدراما التي قدمت خلال شهر رمضان هذا العام، سنجد أنها منتجة في القاهرة والإمارات، وهذا يدل على فقدنا لممثلين كبار كان يمكن أن يشاركوا فيها، فقدنا لأماكن سودانية كان ممكنا أن تظهر خلالها. بالتالي أثرت الحرب على الدراما بشكل كبير، وهذا لأنها فنون جماعية بعكس كتابة الرواية أو الشعر، كما أنها فنون مرتبطة بالمكان الحي والمباشر، إذ لابد من وجود جغرافيا معينة في أمدرمان، في الخرطوم وفي أي مكان من السودان.
الباحث والمترجم ناصر السيد النور، في حديثه عن تأثير الحرب على الثقافة والمثقفين قال لـ «التغيير» إن ما أصاب المؤسسات الثقافية في رموزها الأركيولوجية ومؤسساتها والاهتزاز المعنوي العنيف داخل الوجدان الإنساني بفعل الحرب يؤكد على أن الحرب لم تكن فعلًا محدودًا في تأثيره.
يبقى التأثير المعنوي وما أحدثه من شرخ في وجدان المثقف الإنسان السوداني سيضعه أمام أسئلة الحرب والسلطة والهوية
ويوضح: “لأن طبيعة الحرب الأخيرة في السودان تخطت في شموليتها كل تصور عنّ نتائج الحروب وكان أن استهدفت المؤسسات الثقافية بالتدمير مثلها بقية المقومات الثقافية الأخرى التي تدخل ضمن تعريف الأعيان المدنية. أما وقد شاهد السودانيون انهيار ما كان إلى وقت ما قبل الحرب مقدسًا ولم يجدوا تفسيرًا لما حدث إلا بالقدر الذي أثارته الحرب من تدمير اقتحم التاريخ والثقافة والقيم الجمالية والفنية. ويبقى التأثير المعنوي وما أحدثه من شرخ في وجدان المثقف الإنسان السوداني سيضعه أمام أسئلة الحرب والسلطة والهوية وكل ما ظلت تردده النخب السياسية وكيف أن المحنة الحالية هي إحدى مخرجات الممارسات الثقافية في إحدى وجوهها.
ويضيف ناصر: ولكن يبقى أن استعادة أو الحفاظ على ما شكل الوجدان الثقافي للشعب السوداني مسؤولية يضطلع بها المثقف استكمالًا لدوره في أحلك الظروف.
مؤسسة نيرفانا
الروائي والكاتب مهند الدابي، مؤسس مؤسسة نيرفانا الثقافية، وصاحب المبادرات الشبابية الجريئة في الأنشطة الثقافية والأدبية، تحدث عن تجربته مع الحرب لـ «التغيير» وقال: وما تعرضت له مؤسسته من خسائر جراء اندلاعها وقال: تعرضت مؤسسة نيرڤانا الثقافية خلال حرب أبريل 2023 إلى خسائر كبيرة قد تعرضها للإغلاق النهائي، حيث تعرض مقر المؤسسة وموقعه الخرطوم حي الرياض إلى قصف عشوائي أدى إلى إصابة المولد الرئيسي كما تم تدمير قاعة “معاوية نور” وهي قاعة جديدة أنشأتها المؤسسة لتكون مكتبة عامة وكان من المقرر افتتاحها في مايو من العام الماضي.
وقال مهند: نفذت مجموعة مسلحة عملية نهب للاستديو الخاص بالمؤسسة الذي يحتوي على أجهزة بث ومعدات تسجيل حديثة وكاميرات تصوير ومعدات إضاءة، بالإضافة إلى أجهزة موسيقية “كيبوردات ياماها وأكاي ورولاند سنسايزر” إضافة إلى عدد 2 ساوند سيستم، كما تم نهب وحدة التخزين المركزية وسيرفر المؤسسة وخزنتها ونظام المراقبة. ثم لاحقاً في أغسطس هجم مجموعة لصوص وتعرضوا للحارس وأصابوه ثم نهبوا جميع الأثاث ومكيفات الهواء وأدراج المكاتب وجميع أدوات مقهى المؤسسة وأجهزته الكهربائية من ثلاجات وماكينات إسبريسو وأفران وغيرها من المعدات، ثم لاحقاً تم سرقة أكثر من 250 مقعدًا مختلفة وتم شحنها بواسطة عربة شحن.
وأضاف مؤسس نيرفانا ومديرها العام: في أكتوبر ونتيجة لمقذوف تعرض مخزن الكتب الذي يحوي أكثر من 40,000 “أربعين ألف كتاب” إلى حريق ضخم التهم جميع كتب منشورات نيرفانا الجديدة، كما التهم الحريق جزءًا من غرفة الأستديو ومكتب المدير العام وأتلفت على إثره ملفات الأرشيف والأوراق الرسمية الخاصة بالمؤسسة.
يواصل مهند في سرد ما تعرضت له نيرفانا من خراب ويقول: لاحقاً في ديسمبر أتت جماعة تتبع لقوات الدعم السريع وأقامت بالجزء السليم من مبنى رئاسة نيرفانا، وأشير أيضًا إلى أنه في ديسمبر الماضي تعرضت مكتبة نيرفانا بجامعة البحر الأحمر للطرد من مقرها بحجة أن الكتب تفسد أخلاق الطلاب وتم تحويل موقعها هناك إلى صالة بيلياردو كما كانت بالسابق، وتم نقل المكتبة إلى ولاية سنار حيث ستفتح أبوابها للشباب من جديد هناك.
درجت مؤسسة نيرفانا على إقامة مسابقة سنوية في الرواية والقصة القصة القصيرة وتصميم أغلفة الكتب، كما شهدت مبانيها منذ إنشائها فعاليات يومية تنوعت ما بين الندوات الأدبية والعروض الموسيقية والتشكلية وورش الكتابة.
يختم مهند إفادته بالقول: توقف فريق عمل المؤسسة البالغ 18 موظفاً وموظفة عن العمل، وبعضهم أخباره مقطوعة. توقف العمل رسمياً في 30 مايو من العام الماضي.
دار الوثائق
الأكاديمي والناقد مصطفى الصاوي، من خلال رصده ومتابعته الدقيقة لما جرى للمؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية أثناء الحرب، أفاد «التغيير» بالقول: امتدت يد الحرب العبثية إلى دار الوثائق فأعملت فيها تخريبًا، وكذلك مكتبة جامعة أمدرمان الأهلية التي خربت وأحرقت.
واستمر العنف ليطال متحف التاريخ الطبيعي في الخرطوم ومتحف بيت الخليفة الذي تم تحديثه قبل سنة واحدة من الحرب وهو متحف مجتمعي.
ويواصل الصاوي بحسرة: متحف الخليفة سرق تمامًا. وتفرق المثقفون والكتاب وأصحاب الضمير الحي لكنهم هتفوا ضد الحرب ولا للحرب، وتمت مضايقتهم في الولايات وأغلبهم طيور مهاجرة أو في دوامة سرديات الرحيل داخليًا وخارجيًا.
خسارات الناشر
تقع مكتبة ودار المصورات للنشر في مدينة الخرطوم، داخل منطقة السوق العربي على شارع الشريف الهندي المتفرع من شارع الحرية، أي أن الدار بمعنى آخر كانت في قلب المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
صاحب الدار ومديرها أسامة الريح يسرد في إفادته لـ «التغيير» قصة الخراب الذي تعرضت له دار ومكتبة المصورات منذ أول يوم للحرب، ويقول: يوم السبت المشؤوم، بعد اندلاع الحرب أغلقنا المكتبة وذهبنا إلى بيوتنا. ليس لدي الآن صور أو فيديوهات توضح بالضبط حجم الخراب الذي تعرضنا له، لكن الشيء المؤكد أن الموقع الذي تقع فيه المكتبة تعرض للنهب، فجاري، وهو صاحب دكان للأدوات الكهربائية، أكد لي أن دكانه تبقى فيه فقط الرفوف الخشبية, فالشيء المتوقع أن تكون المكتبة تعرضت للنهب والتخريب مثلما حدث لبعض المكتبات في أمدرمان.
ويضيف أسامة: لكن الشاهد في هذا الأمر أننا خسرنا منذ أول يوم للحرب، فقد توقف عملنا، وتوقف دخلنا, وتوقفت إعالة عدد من أسر العاملين بالمكتبة والمطبعة، وهم نحو سبعة أو ثمانية أسر. هذا غير المتعاونين مع الدار والمكتبة من الوراقين وفريشة الكتب. الضرر الذي أصابنا بليغ جدا، ويمكن اختصاره في أن حياتنا تعطلت بالكامل. وبالطبع من المهم أن أشير إلى الأثر الفكري والاجتماعي والثقافي الكبير، فالمصورات كانت تشكل للمثقفين موردًا رئيسيا للكتاب، كما أنها ملتقى للمؤلفين والقراء والباحثين عن المعرفة، وكل هذا توقف بسبب الحرب. وهذا أثره كبير جدا، والخسارة كبيرة جدا، توقفت المعارض والنشر وكل شيء.
ويقول أسامة: المكتبة وكيل حصري لعدد من دور النشر العربية المهمة ويذكر منها المركز العربي لأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، بيروت. ويوضح أن مطبوعاتهم التي كانت بالمكتبة لحظة اندلاع الحرب بـ 15000 دولار. أما الدار الثانية فهي دار الساقي بيروت، وكتبها كانت بقيمة 6000 دولار، أما دار ابن النديم بيروت، فقيمه كتبها تبلغ 5000 دولار.
وعن إصدارات المصورات للنشر، وكتبها التي التي تركت في المكتبة ومخازن الدار يقول أسامة أنها تبلغ حوالي ١٠٠ كرتونة، بقيمة 35000 دولار. ويضيف إن التكلفة الكلية للمكتبة في حدود 79000 ألف دولار.
ورغم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها أسامة وناشرون آخرون إلا أنه يؤكد إنهم لم ولن يتوقفوا عن المشاركة في معارض الكتاب العربية، ورغم ضعف إنتاجهم بعد الحرب إلا أنهم يسعون ويعملون على إيصال الكتاب السوداني من خلال هذه المعارض.
المراكز الثفافية
تعرضت مكتبة مركز محمد عمر بشير للدراسات السُّودانية، في جامعة أم درمان الأهلية، للحرق في يوم الاثنين، 15 مايو 2023.
وبحسب الصحافي مرتضى أحمد فإن النيران “قضت بالكامل على مكتبة مركز محمد عمر بشير للدراسات السُّودانية في جامعة أم درمان الأهليَّة، وتركت حاملات الكتب خاوية تكسوها آثار اللهب شديدة السواد؛ لتروي فصلًا من تراجيديا فاجعةٍ معرفيةٍ، نظرًا لما كانت تحتويه المكتبة من كتب ووثائق ومخطوطات يدوية نادرة؛ لشخصياتٍ ذات اسهاماتٍ وطنية، برزت خلال حقب متفرقة من تاريخ هذا البلد”.
أما مدير مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي وليد سوركتي، فتحدث لـ «التغيير» عن آثار الخراب التي أصابت مباني المركز بعد اشتعال حرب الـ 15 من أبريل 2023 وقال: في بداية هذا العام ٢٠٢٤م، تمت سرقة كل أجهزة التكييف عدد ٨ مكيف فريون، عدد ٢ مكيف ماء، عدد ٣٦ مروحة سقف و٢ مروحة ستاند.
يقع مركز عبد الكريم ميرغني في حي ودونوباوي في أمدرمان غرب العاصمة السودانية، وهي المنطقة التي كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع لأكتر من أحد عشر شهرًا. تعرض المركز إلى عمليات نهب طالت جميع محتوياته.
تأسس المركز سنة 1998 وإلى أن أغلق بسبب الحرب كان منارة للثقافة والفكر في مدينة أمدرمان، فإلى جانب الأنشطة الثقافية الراتبة يعمل المركز في مجال الطباعة والنشر، وأثرى المكتبة السودانية بالكثير من المؤلفات والمنشورات، لاسيما في الترجمات النادرة المتعلقة بالتاريخ السوداني، سواء السياسي أو الاجتماعي، والمتعلق بأدب الرحلات. كما يحتوي مبنى المركز على مكتبة للقراءة العامة متاحة للجميع.
بحسب وليد سوركتي فإن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، فقد كل أجهزته الإلكترونية، ومعدات التصوير وأجهزة الصوت وحتى أدوات الكافتريا الملحقة بالمركز تم نهبها، ولم يترك المخربون شيئا.
الكاتبة والروائية سارة الجاك، مديرة مركز الفال الثقافي، تقول لـ «التغيير» إن المركز تأسس في العام 2020 بعد ثورة ديسمبر المجيدة، وهو أول مركز ثقافي ينال شهادته بتوقيع مدير المجلس القومي للثقافة والفنون، خلال الفترة الانتقالية، الشاعر عالم عباس محمد نور. وتوضح سارة إن الهدف من تأسيس المركز هو محاول تحريك بركة الثقافة الساكنة ودعم الخط العام لثورة ديسمبر المجيدة وتطوير كل ما يلي العمل الإبداعي.
وتسرد سارة رحلة تأسيس المركز منذ البداية حين كان مستضافا في دار اتحاد الكتاب السودانيين إلى أن صار يمتلك مقره الخاص الخرطوم العمارات، وهو مهيأ بقاعة تدريب مجهزة بكل الأدوات الإلكترونية المساعدة، ومكتبة تحتوي على ألف كتاب.
أقام المركز ندوات ومعارض تشكيلية، ومثل نافذة حقيقة للحراك الثقافي، ومن رحمه خرجت مشاريع كبيرة أهمها مشروع حياة الذي يضم مجلة حياة والعمل الدرامي أحاديث السيبانات ومشروع التوثيق للرواية النسوية في السودان وتدريب الشابات على الكتابة الإبداعية.
وتقول سارة: آخر عهدنا بالمركز كان يوم 13 أبريل، قبل الحرب بيومين, وبعدها توقف كل شيء.
هذا بلا شك ملمح صغير لما حاق بالثقافة ومؤسساتها وما لحق بالمثقفين السودانيين، بعد مرور عام على حرب الجيش والدعم السريع. في المنظور العام، وضمن التخريب الذي طال كل شيء، سنكتشف أن كل بناء ثقافي تضعضع وتداعي بسبب هذه الحرب اللعينة، وإن إعادة التأسيس من جديد عمل شاق ينتظر المثقفين السودانيين بعد إنهائها؛ أي الحرب.. وهم بالتأكيد قادرون عليه.
المصدر: صحيفة التغيير