د. مرتضى الغالي

زيارة كامل إدريس الهزيلة مع وفده الهزيل الذي جاء كما ذهب (بمخلاية خالية) كانت وكأنها لم تكن..! لم يكن لها صدى، ولم يسمع بها أحد إلا عبر (موجز الأخبار)..!

هذه الزيارة كانت مناسبة (غير سارة) حيث ظهر خلالها رجلان من بقايا الإنقاذ هما “أحمد سعد عمر.. وحاتم السر”..!

ولا تظن أن هذين الرجلين يخلصان للحزب الوطني الاتحادي.. ذلك أن هذا الحزب العريق يقوم على أساس الديمقراطية والليبرالية والمواطنة والحكم المدني.. وهما لا يسيران إلا في ركاب الانقلابات.. ومع سوء الانقلابات على إطلاقها.. فإن من (تعاسة نجمهما) أن يكونا في خدمة انقلابات الكيزان..!

الأول أحمد سعد عمر استخدمته الإنقاذ ضد حزبه وضد الديمقراطية وضد الشعب؛ فكان طيّعاً لهذه المهمة؛ وظل وزيراً في رئاسة مجلس وزراء الإنقاذ لسنوات طوال؛ يحرس قراراتها الظالمة و(مراسيمها الباطشة) ضد الوطن والمواطنين، وكان مشاركاً للإنقاذ في أيامها السوداء (وكل أيام الإنقاذ سوداء مكللة بالسجم والرماد)، وشاهداً على كل مخازيها ومذابحها وظلمها وفسادها وجورها.. ولم يترك عمله حتى سقوط الإنقاذ المدوّي بالرياح الطيبة لثورة ديسمبر السلمية العظمى.. مثل صاحبه حاتم السر..!

الأمر الغريب أنه بعد لقاء السيد محمد عثمان الميرغني بكامل إدريس (أصم زفة بورتسودان) قال أحمد سعد عمر إن الميرغني تشرّف بلقاء كامل إدريس.. ولم يقل إن كامل إدريس هو الذي تشرّف بلقاء الميرغني.. فهل هي (زلة لسان)..؟! أم يقصد ما قاله..؟… وما رأي السادة المراغنة..؟!

كان أحمد سعد عمر يردد في كلمته البتراء بين عبارة وأخرى (فخامة رئيس الوزراء.. فخامة رئيس الوزراء) في إشارة لكامل إدريس.. فما هي الحكاية..؟! هذه عبارة (كبييييييرة).. قد يتم تصديقها، فتنتفخ الأوداج أكثر مما هي عليه..؟!

قيل إن أحد السياسيين لم يكن يحب ملكة السويد… وبعد لقائه بها في إحدى المناسبات سأله صديقه: هل رأيت جلالة الملكة..؟ رد عليه قائلاً: (رأيت الملكة ولكني لم أرَ جلالتها)..؟!

أما الأستاذ حاتم السر، فقد عاد إلى الظهور، وأصبح يتحدث عن تأييد عسكر البرهان ومليشياته بما فيها من خوازيق وبراءون وطنابره وشاذلية و(أولاد قمري)..! ومثل بشارته باختفاء صفوف الرغيف تحدث بثقة عن بشارته بإعادة إعمار السودان..!

ما كان لهذا الرجل أن يطل رأسه بعد أن أسقطته الثورة.. فقد كانت آخر لقطة له مرافقاً المخلوع عمر البشير.. وهو يحاول مجاراة الإنقاذ في (المتاجرة بالمشاعر الدينية) عندما بشّر الشعب السوداني المكلوم بقرب زوال المعاناة والتزاحم حول الرغيف والوقود قائلاً بأن الشعب لن يصطف بعد الآن إلا في صفوف الصلاة..!

عاشت ثورة ديسمبر العظمى وذكرى شهدائها الأبرار.. الله لا كسّب الإنقاذ..!

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.