اخبار السودان

“مليون ميل.. إلّا” سودانيون يستعيدون ثقافة السودان قبل التقسيم

الدوحة يجمع غاليري المرخية في مركز كتارا للفنون ستة فنانين سودانيين هجروا بلادهم جراء الحرب وقرروا أن يستعيدوا تاريخ وطنهم وثقافته من خلال معرض جماعي يحمل عنوان “مليون ميل.. إلّا” وينظر للبلد كجغرافيا شاملة لم تقسم بعد، ويعرض أهم مميزاته الثقافية الشعبية بناء على ذاكرة الفنانين.

“مليون ميل.. إلّا” مستمر حتى منتصف يناير المُقبل، ويشارك فيه كلٌّ من: المغيرة عبد الباقي، وحسن خالد، وهاشم الرشيد، ونفيسة حفيظ، وريان خليل، وأحمد علي سلطان. ويضم 31 عملا فنيا متنوع الأساليب والاتجاهات الفنية.

وأوضح قيم المعرض الفنان خالد البيه إن “عنوان المعرض استوحي من السودان الذي كان يعرف بأنه بلد المليون ميل وذلك ليحكي فيه الفنانون سرديات إيجابية عن السودان وذكرياتهم عن السودان الذي يعيش تحت وطأة الحرب. نريد تعريف الدوحة بمختلف الفنانين السودانيين.”

وأضاف أن “الذاكرة والتنوع وسرد تصور للسودان غائبة عن الإعلام الحالي. وبعيدا عن الحرب والنزوح والتهجير، هي ما تجمعنا، نحن نتكلم عن أشياء نعرفها عن السودان ولا يعرفها الآخرون عنه.”

وتتنوع الأعمال المعروضة بين اللوحات الفنية والمنحوتات والأزياء والفيديو آرت، والتصميم الغرافيكي، والتشكيل المعدني، والتركيب، معززة بأمثال شعبية وأشعار، تحمل جميعها ألوانا وأشكالا من السودان، وتعكس فخر الفنانين بماضي وطنهم المعروف بمساحته الشاسعة قبل انفصال جنوب السودان عنه، ويحتفون فيه بالجوانب الإيجابية للسودان التي تذكر المشاهدين بجمال وإمكانات البلد الكامنة والغائبة بفعل الحرب. وكذلك تحضر الموسيقى السودانية التي ترافق المعرض لتكشف جانبا آخر مهم من الثقافة السودانية.

ومن الأعمال المعروضة في “مليون ميل.. إلّا” لوحات وبورتريهات للفنان المغيرة عبدالباقي الذي يُعرف بتركيزه على موضوعات التنوّع العرقي وديناميكيات المجموعة والتحوّلات الاجتماعية والسياسية التي شكّلت السودان منذ ما بعد الاستعمار. ولوحاته قادرة على تحفيز إحساس المشاهد بالجمال في مناطق مختلفة بدءا من الملصقة والعزل إلى التجريد النقي والتصوير الجريء، ويستعمل في ذلك الاستخدام المبتكر للوسائط والمواد والعناصر المفاهيمية التي تثير استجابات عفوية من المشاهدين الذين يمثلون دليلا على تجربة تحويلية.

وتأتي بورتريهات عبدالباقي صورا لسودانيين قد نشاهدهم في كل مكان، وهي ليست بورتريهات لشخصيات عامة ومعروفة وإنما تصور نساء سودانيات بشعورهن المميزة.

أما الفنانة نفيسة حفيظ فتشارك بعمل مهم يختصر الصوفية في السودان، وهو عبارة عن جلابية كبيرة باللونين الأخضر والأحمر طرزت عليها رموز من الثقافة الصوفية للبلد أبرزها طائر الهدهد، وتتوسطها أبيات شعرية ممّا يُعرف بـ”المدحة”، وهي من أشعار الشيخ البرعي (1923 2005) وهو أحد كبار الطريقة السمّانية.

ويقدم الفنان هاشم الرشيد عملا من الفيديو آرت ويقول إنه عبارة عن “فيديوهات مجمعة بعضها موجود على الأنترنت والبعض الآخر خاص، تعبر جميعها عن الذاكرة المفقودة، لتخيل يوم من الحياة في العاصمة الخرطوم.”

العرب اللندنية

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *