اخبار السودان

مليونية «6» أبريل أكدت استمرار ثورة ديسمبر

بقلم: تاج السر عثمان

«1»
أكدت مليونية 6 أبريل أن جذوة ثورة ديسمبر ما زالت متقدة ومستمرة ومتجذرة وسط الجماهير ، فقد خرجت المليونية هادرة في ذكراها الثامنة والثلاثين والذكرى الرابعة لاعتصام القيادة العامة واعتصامات الولايات التي فضتها اللجنة الأمنية للنظام المدحور في ابشع مجزرة لا مجال فيها للافلات من العقاب.

خرجت المليونية بهدف رفض التسوية الهادفة لتصفية الثورة ، واسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي، وعود ة العسكر للثكنات وحل الجنجويد وجيوش الحركات و”الكيزان” وقيام الجيش القومي المهنى الموحد ، وانجاز الاصلاح الأمني والعسكري والعدلي تحت قيادة سلطة مدنية ديمقراطية.

جاءت المليونية بعد فشل المواعيد المضروبة للتوقيع على الإطارى ، مما أكد مرة أخرى أن العسكر لن يسلموا السلطة للمدنيين، وسادرين في غيهم يعمهون، ومستمرين في تقض العهود والمواثيق ، فهم الذين ارتكبوا مجزرة اعتصام القيادة العامة والابادة الجماعية في دارفور وجنوب وغرب كردفان وجنوب النيل الأزرق .الخ بهدف تصفية الثورة و نهب الموارد ، ومجازر ما بعد انقلاب 25 اكتوبر الذي نفذوه مع الجنجويد وقوى جوبا لاجهاض الثورة بالانقلاب على الوثيقة الدستورية ، و”من يجرب المجرب حلت به الندامة” كما يقول المثل.

كما جاءت المليونية ردا على مخطط الفلول الفاشل المدفوع الأجر باستغلال بعض الإدارات الأهلية لإغلاق الخرطوم، وكانت مهزلة أكدت عزلتهم وتصميم جماهير شعبنا علي اقتلاعهم اقتلاعا بعد أن دمروا البلاد والعباد.

«2»
خرجت المليونية في العاصمة والأقاليم ، حيث توجهت في الخرطوم الي شارع المطار ، وفي ام درمان الي البرلمان، التي دعت لها بيانات لجان المقاومة وقوى التغيير الجذري ، والحزب الشيوعي والبعث الأصل وقوى الثورة الأخرى لاسقاط الانقلاب والتسوية التي فشلت بعد نكوص العسكر المعروف سلفا ،وتم تأجيل التوقيع عليها ، فالعسكر وقوات الدعم السريع كما أشرنا سابقا ضربا الرقم القياسي في نقض العهود والمواثيق ، وارتكبوا مجازر بشعة وابادة جماعية تنتظر الحساب، فضلا عن المصالح الطبقية المتمثلة في شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة ، بالتالي لن يسلموا السلطة الا بعد اقتلاعهم بالانتفاضة الشعبية والاضراب السياسي و العصيان المدني ،وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي.

استمرت المواكب بجسارة رغم الحشود العسكرية الضخمة في العاصمة ، واغلاق كبرى المك نمر والارتكازات العسكرية في كبرى الحديد ، ساحة الحرية ، قرب جامعة الخرطوم ، جاكسون ، وكبرى بري والمنشية . الخ. ورغم القمع الوحشي للمواكب السلمية في نهار رمضان ، واعلان السلطة كذبا اجازة يوم 6 أبريل احتفالا بالذكرى 38 للانتفاضة !!!، رغم القمع بالبمبان والقنابل الصوتية، والرصاص المطاطي، واطلاق العصابات المسلحة بالسكاكين وسط الثوار، .الخ ، استمرت المواكب حتى بعد الافطار ، اضافة لدعم المواطنين في الأحياء الصائمين بالافطار والماء ، ولا عجب في ذلك من سلطة انقلابية شيمتها الغدر والتفريط في سيادة البلاد ونهب ثرواتها ، و تلفظ انفاسها الأخيرة، وتحتاج قوى المعارضة الثورية لتنظيم نفسها والوحدة لاسقاطها ورميها في مزبلة التاريخ.

خرجت المليونية رافضة للتسوية ورافعة رايات لا شراكة ولا تسوية ولا تفاوض مع سفاكي الدماء ، وتحت شعارات ” السلطة سلطة شعب ، العسكر للثكنات والجنجويد ينحل”، ” رمضان يقين ما منو خوف ، برهان يطير زى ابنعوف”، ” صيام قيام يسقط النظام”، ” الشعب يريد اسقاط النظام”. الخ.

«3»
جاءت المليونية في ظروف تفاقمت فيها الأوضاع الاقتصادية و المعيشية والأمنية ، والصراع حول تقاسم “كيكة ” السلطة ين القوى المصطرعة ح الولاتفاق الإطارى، لدرجة رفع الدولة يدها عن التأمين الصحي ، مع الصرف الكبير الذي يصل 76% علي الأمن والدفاع بهدف استمرار القمع الوحشي لحماية مصالح الدول الخارجية في نهب ثروات البلاد ، مع استمرار الفساد الذي أزكم الأنوف على سبيل المثال ” حسب ماورد في موقع الراكوبة : تجاوزات مالية بأكثر من 5,7 مليار دولار طالت حسابات عامة وأذونات صرف وإعفاءات صادرة عن وزارة المالية بطرق غير قانونية استفادت منها مجموعات كيزانية وحركة جبريل إبراهيم.

اضافة لاستمرار نهب الأراضي كما ورد في موقع افريكا انتلجنس : في مارس وقع رجل الأعمال أشرف سيد أحمد ( الكاردينال ) ثلاث اتفاقيات استثمار مبدئية للآراضي يتعلق اثنتان من الثلاثة بمشاريع سياحية ، لكن المنطقة معروفة باحتياطياتها من النفط والذهب، وهذا يمثل أمتداد للنهب في ظل حكومة انقلابية غير شرعية ، وغياب البرلمان المنتخب ، كما حدث في ميناء “ابوعمامة ” ومشروع ” الهواد” ، وخط اسكة الحديد بورتسودان أدرى. الخ .

فالهدف من التسوية الجارية استمرار نهب ثروات البلاد وتكوين حكومة واسعة تحت هيمنة العسكر لتحقيق ذلك.

«4»
وأخيرا أكدت مليونية 6 أبريل أن ثورة ديسمبر مازالت مستمرة وجذوتها متقدة، وأن حكم العسكر والجنجويد مصيره الى زوال والي مزبلة التاريخ ، فشعب السودان في تاريخه الطويل طرد الغزاة من البلاد مثل جيش الاحتلال التركي المصرى وجيش الاحتلال الانجليزي المصري ، وسوف يطرد جيوش المرتزقة من الجنجويد الذين ينقذون مخططات خارجية ل لنهب ثروات البلاد وتكوين جيش موازى لخدمة أطماع خارجية ، وتصدير المرتزقة كما في حرب اليمن، وجيوش المرتزقة من الحركات المسلحة ، وجيوش ” فاغنر” الروسية العاملة في نهب الذهب السوداني ويستكمل سيادته الوطنية، وقيام الترتيبات الأمنية حسب المعايير العالمية بنزع السلاح وحل المليشيات وجيوش الحركات والكيزان ونسريحها، وإعادة الدمج في المجتمع ، وقيام جيش قومي مهني موحد.

فلتتحد كل قوى الثورة ، ومواصلة المقاومة بمختلف الأشكال حتى الانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *