مكالمة واحدة تكفى !!
أطياف
صباح محمد الحسن
أمس الأول تحدثنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتحركات واسعة لتفادي الأزمة الإنسانية التي فاقمها عدم السماح لوصول المساعدات إلى السودان، العقبة التي أصبحت تنذر بكارثة إنسانية تضع البلاد على أعتاب المجاعة ومعلوم أن القرار صدر من القوات المسلحة السودانية في 22 فبراير بإلغاء السماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى منطقة دارفور من دولة تشاد
وذكرنا ان تحركات مكثفة تقوم بها الامم المتحدة والولايات المتحدة لتلافي الكارثة التي خلقت موجة قلق واسعة جعلت أمريكا تطالب مجلس الأمن بالتدخل الفوري
وأجرت الإدارة الامريكية امس الأول الثلاثاء ٥ مارس مكالمة هاتفية تحذيرية مع قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان عبر مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية سامانثا باور قالت فيها امريكا (إن الوضع الإنساني متردي في السودان، بما في ذلك التحديات التي تواجه إيصال المساعدات المنقذة للحياة والأهمية الحاسمة لحماية المدنيين وعبرت عن قلقها العميق إزاء قرارهم الغاء السماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى منطقة دارفور السودانية من تشاد
وشددت على ضرورة إعادة فتح الحدود مع تشاد، وإزالة كل العوائق البيروقراطية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق لعمال الإغاثة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة بشكل عاجل).
مكالمة واحدة حملت تهديدا وتحذيرا واضحا لم تكتف المديرة فيها بالمطالبة بإعادة فتح الحدود، بشكل فوري وعاجل فقط بل طلبت ضمانات للوصول بشكل آمن ومستدام مما يعني أنه وبعد فتح الحدود فإن الحكومة تتحمل المسئولية كاملة عن كل مايتعلق بالأمر
ولأن المكالمة كانت تحذيرية شديدة اللهجة ومختلفة إستجاب البرهان فورا وأصدرت خارجية على الصادق في اليوم الثاني الأربعاء الموافق ٦ مارس بيانا استخدمت فيه اسلوبا ناعما وانيقا شكرت فيه الدول الشقيقة والصديقة ووكالات وبرامج الامم المتحدة و استخدمت عبارة (الشركاء الدوليين) وذكرت إنها ملتزمة بكل ماجاء من توصيات منبر جدة فيما يتعلق بالملف الإنساني وان الدعم السريع هو الذي لم يلتزم بها
وحملت البيان فوق طاقته من شكوى وتبرير بإذهاب مُخل وبعد أن ارعدت الخارجية وأزبدت في البيان
قالت في خاتمته (انطلاقاً من مسؤولية حكومة السودان نحو مواطنيها في مختلف أنحاء البلاد، فقد أبلغت وزارة الخارجية الأمم المتحدة اليوم موافقة الحكومة فتح الحدود و إستخدام معبر الطينة من تشاد إلي الفاشر لدخول المساعدات الإنسانية المحددة،).
فماذا قالت مديرة الوكالة الامريكية للجنرال حتي يستجيب في ظرف ساعات
فخارجية الفلول لأول مرة منذ بداية الحرب تقول سمعا وطاعة وتتخلي عن بيانات العزة و الكرامة
فكيف ألغت قراراتها السيادية في ٢٤ ساعة، وبماذا لوحت امريكا لتأتي اسرع استجابة خارجية لإلغاء قرار داخلي في العالم
وقد يكون القرار صدر عقب المكالمة مباشرة بدليل أنه في ذات اليوم أعلنت منسقة الأمم المتحدة المقيمة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلماني عبر حسابها موافقة الحكومة السودانية على إدخال المساعدات عبر الحدود من تشاد وجنوب السودان، وعبر عدد من المطارات ومن ثم بعدها أضطرت وزارة الخارجية السودانية لإصدار بيانها في اليوم الثاني لتقر فيه انها صدقا استجابت للطلب أو الأمر الأمريكي بفتح الحدود
طيف أخير:
#لا_ للحرب
قرارات قادمة قد يكون القبول والموافقة عليها أمر يستدعي الدهشة لأن لامجال للرفض ولا حتى الشجب والإدانه
الجريدة
المصدر: صحيفة الراكوبة