د. أحمد التيجاني سيد أحمد
لطالما قدّمت مصر الرسمية نفسها كأخٍ أكبر للسودان، لكنها في الواقع كانت وما زالت جارًا مفترسًا. من دعمها العسكري لقادة الجيش السوداني المرتبطين بالإسلاميين، إلى دورها التخريبي في محاولات السلام الإقليمي، يتّضح أن عمى مصر الرسمي ليس ضعفًا في البصيرة، بل هو سياسة واعية ومخطط لها.
١. النسيان التاريخي: مصر كقوة استعمارية لا كأخ
الغزو التركيالمصري للسودان عام ١٨٢١: نهب، عبودية، وتدمير.
مشروع محمد علي لبناء إمبراطورية على حساب السودان.
الهوية الفرعونية مقابل الجذور الإفريقية السوداء: من طمس النوبيين والأقباط؟
المراجع: سجلات الاستعمار المصري، كتابات المقريزي، ودراسات حديثة عن التاريخ السوداني.
٢. البنية العنصرية: العروبة كأداة إقصاء
التهميش العنصري للنوبيين والسودانيين والجنوبيين.
الإعلام المصري وتصويره النمطي للسودانيين كلاجئين.
هيمنة مصر على الجامعة العربية وإقصاء العمق الإفريقي.
المراجع: تقارير الاتحاد الإفريقي، دراسات نقدية حول العروبة والسياسة المصرية.
٣. الرعاية العسكرية: دعم مصر للجيش السوداني المتأسلم
أسر جنود مصريين في مطار مروي بواسطة قوات الدعم السريع في أبريل ٢٠٢٣.
دعم مصري للجيش بطائرات ودروع ومعدات استطلاع.
استمرار التحالف مع بقايا نظام البشير داخل الجيش السوداني.
المراجع: تقارير الجزيرة، ACLED، معهد واشنطن، وتحليلات عسكرية سودانية.
٤. تخريب السلام: كيف عرقلت مصر الانتقال المدني في السودان
معارضة مصر لتحالفات مدنية مثل تحالف تأسيس.
قمة القاهرة في يوليو ٢٠٢٣ تجاهلت قوى الثورة.
استخدام مصر لنفوذها في الخليج والاتحاد الإفريقي لعزل القوى المدنية.
المراجع: رويترز، سودان تريبيون، مركز الدراسات العربية بواشنطن، CFR.
٥. النفاق الإنساني: اللاجئون السودانيون بين الاحتضان والطرد
أكثر من ١.٥ مليون لاجئ سوداني في مصر، يعانون من العنصرية والطرد.
قوانين اللجوء الجديدة في ٢٠٢٤ تُجرّم الوجود السوداني.
استغلال أزمة اللاجئين للحصول على تمويل أوروبي.
المراجع: Refugees International، Aftenposten، تقارير UNHCR، قوانين مصرية حديثة.
٦. هوس النيل: مصر وخوفها من الديمقراطية في السودان
سد النهضة يكشف هوس مصر التاريخي بسيطرة النيل.
مقاومة أي حكومة سودانية تهدد الحصص المصرية في المياه.
مصر تعتبر السيادة السودانية خطرًا على هيمنتها المائية.
المراجع: تقارير مبادرة حوض النيل، وزارة الخارجية الإثيوبية، International Rivers.
خاتمة: من النار إلى اللهب… ولكن لن نحترق إلى الأبد
لقد تعرّض الشعب السوداني لخيانة جارٍ يدّعي الحماية بينما يخطط للهيمنة. عمى مصر ليس ناتجًا عن جهل، بل عن إرث إمبريالي مغطى بعباءة الدبلوماسية العسكرية. لكن ثورة السودان وصعود الحركات المدنية مثل تحالف تأسيس لن تُخمدها طائرات مُسيّرة أو اتفاقات فوقية.
أن طريق السلام يصنعه أولئك الذين خرجوا في ديسمبر ٢٠١٨، وما زالوا يقاومون حتى اليوم.
كسرة
مصر الرسمية، يا مناضلة، على عينيها غشاوة تراكمت عبر القرون:
أولها: غشاوة تاريخية.
فمن يحكمون مصر اليوم ليسوا من صلبها، بل هم نتاج تلاقح هجراتٍ أجنبية: قوقازية، شركسية، أرمنية، فرنسية، إغريقية، إيطالية، وعربية.
وقد أزيح أهل الأرض الأصليين من أقباطٍ ونوبيين عن طريق الحكم والسيادة.
هذا في التاريخ الحديث. أما النوباتا والمصرايم، فتلك سيرة أخرى في ذمة التاريخ، كمن انقرض من نسل أبناء سام… أولئك الذين بلغوا قمم الجبال طولًا، ثم اختفوا.
وثانيها: غشاوة التعنّت العرقي.
تعنّت يشبه حال حامل الذنب:
فإن كان ضميره حيًا، ينوء بكاهله ما اقترف،
وإن كان ضميره غائبًا، خفّ الحمل عن جسده، وزاد العذاب في داخله،
فيتشفى من الآخرين: ببقر البطون، وقطع الرؤوس.
وثالثها: غباوة الحمار الذي يحمل أسفارًا.
يحمل كتبًا ولا يفقه منها شيئًا…
يحفظ السرديات ولا يفهم دروسها.
وهكذا، قُدّر لنا أن نجاور مصر…
أن نستجير بها كالمستجير من الرمضاء بالنار
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
عضو مؤسس في تحالف تأسيس
٦اغسطس ٢٠٢٥ روما إيطاليا
المراجع
1. ١. قناة الجزيرة، ٢٠٢٣: ‘مصر والإمارات أقرب إلى أطراف مختلفة في النزاع السوداني’.
2. ٢. المجلس الأطلسي: ‘التدخل العسكري المصري في السودان’.
3. ٣. معهد واشنطن: ‘إعادة تقييم نهج القاهرة تجاه السودان’.
4. ٤. سودان تريبيون: تقارير مختلفة حول الحرب السودانية.
5. ٥. رويترز: ‘مؤتمر لندن حول السودان ينتهي دون اتفاق’.
6. ٦. Refugees International: ‘اللاجئون السودانيون في مصر لا نموذج للجوء’.
7. ٧. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: تقارير مصر ٢٠٢٤.
8. ٨. المركز العربي واشنطن: ‘الجيش السوداني يسير على خُطى النظام المصري’.
9. ٩. مجلس العلاقات الخارجية: ‘تتبع النزاعات العالمية السودان’.
10. ١٠. تقارير مبادرة حوض النيل ٢٠٢٣ ٢٠٢٥.
11. ١١. وزارة الخارجية الإثيوبية: بيانات حول سد النهضة.
12. ١٢. صحيفة أفتنبوستن النرويجية: تغطية أزمة اللاجئين السودانيين.
13. ١٣. ACLED: بيانات النزاع في السودان ٢٠٢٣ ٢٠٢٥.
١٤. International Rivers: ‘سد النهضة وجغرافيا السياسة المائية في النيل’.
المصدر: صحيفة الراكوبة