اخبار السودان

مقتل 41 مدنياً بقصف مدفعي للدعم السريع على الفاشر

أعلن الجيش السوداني، الثلاثاء، مقتل 41 مدنياً بينهم أطفال ونساء وإصابة عشرات آخرين، جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع استهدف مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غربي البلاد، وأفادت الفرقة السادسة مشاة للجيش بالفاشر في بيان، بأن “قوات الدعم السريع واصلت نهجها الإجرامي عبر استهداف الأحياء السكنية في مدينة الفاشر بالقصف المدفعي، أمس الاثنين” .

وأضاف البيان أن القصف أدى إلى “استشهاد 41 مواطناً بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، نُقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج”، وأشار الجيش في بيانه إلى أن قواته “تمكنت من صدّ الهجوم الشرس الذي شنته قوات الدعم السريع على الفاشر”، وذكر أن خسائر الدعم السريع في الهجوم “بلغت حوالى 600 قتيل، فضلاً عن تدمير أكثر من 25 مركبة عسكرية”، بحسب المصدر ذاته. وحتى الساعة 06:30 (ت.غ) لم يصدر تعليق من “الدعم السريع” بالخصوص، إلّا أنها طالبت في بيان الثلاثاء، الجيش والقوات المساندة له (لم تسمها) بـ”تسليم السلاح وإخلاء مدينة الفاشر بصورة آمنة”.

وتواصل الدعم السريع والمليشيات الموالية لها مهاجمة مدينة الفاشر منذ مايو/أيار 2024، عقب فترة وجيزة من ضرب الحصار عليها، في محاولة للسيطرة على آخر المدن الحضرية الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة الموقعة على سلام مع الحكومة السودانية، والتي تدافع عن المدينة وترفض الانسحاب منها رغم استمرار الهجمات المكثفة للدعم السريع.

وتسيطر “الدعم السريع” منذ الأشهر الأولى للحرب على أربع من جملة خمس ولايات في إقليم دارفور، وهي ولاية جنوب دارفور وعاصمتها مدينة نيالا، ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، ولاية شرق دارفور وعاصمتها الضعين، ولاية وسط دارفور وعاصمتها زالنجي، بينما فشلت في السيطرة على الولاية الخامسة وعاصمتها الفاشر، حيث تواجه هناك الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش ومجموعة من القوات المساندة لها.

وأمس الاثنين شنت الدعم السريع هجوماً كبيراً على الفاشر لتخوض المعركة رقم 207 حسبما قالت القوى المشتركة لحركات الكفاح المسلح المساندة للجيش السوداني في المدينة أمس، واستخدمت “الدعم” في هجومها المركبات العسكرية المدرعة والطائرات المسيرة والقصف المدفعي، واستمرت في ذلك لأكثر من سبع ساعات، قبل أن يعلن الجيش السوداني انتهاء المعركة بصده للهجوم.

وتعليقاً على ذلك، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في تصريح صحافي مساء أمس الاثنين، إن الهجوم على الفاشر قاده عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد الدعم السريع شخصياً، وأضاف: “نجا هارباً من قبضة الأبطال بأعجوبة”، وأشار إلى أن هذا الهجوم كان بذات آلة الإبادة التي استخدمت في مخيم زمزم للنازحين جنوب الفاشر، الذي سيطرت عليه الدعم السريع في 13 إبريل/نيسان الحالي.

وأعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر، أن الهجوم الشرس الذي شنّته مليشيات الدعم السريع على المدينة يوم أمس أدى إلى مقتل قائد القوة المهاجمة، العميد إدريس يونس. وأضافت، في بيان صحافي صباح اليوم الثلاثاء، أن عدد القتلى والجرحى من المهاجمين يفوق 600 فرد، بجانب تدمير أكثر من 25 مركبة عسكرية. وأضافت الفرقة أنه أُجلي المصابون من مقاتلي الدعم السريع إلى مدينة نيالا، أما بقية المصابين، فقد وُزِّعوا على مستشفيات مدن الضعين، كتم، كبكابية، ومستشفى نيالا التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع، مبينة أنّ بعض الجرحى تُركوا ينزفون في أرض المعركة.

وفي الصدد، قال قائد الفرقة السادسة، اللواء محمد أحمد الخضر، في بيان منفصل اليوم الثلاثاء، إن “الهجوم الغادر” الذي شنته الدعم السريع على الفاشر حصل من أربعة اتجاهات منذ الساعة الثامنة صباحًا واستمر لأكثر من سبع ساعات، وأضاف أن “الدعم” حشدت خلال الهجوم كل طاقاتها من مختلف الأصقاع مستخدمة الآليات الثقيلة، والمدفعيات المختلفة والمركبات المصفحة، والطائرات المسيرة الاستراتيجية، وأشار إلى أنه رغم كل هذا الحشد من العدة والعتاد، تمكنت قواته من صد الهجوم. وأكد قائد الفرقة أن قواتهم في أتم الجاهزية لإدارة معركتها بكل صبر وحنكة، وتابع: “عهدنا معكم النصر أو الشهادة لتبقى الفاشر ملحمة في تاريخ السودان كما كانت”.

وصباح اليوم الثلاثاء، طالبت الدعم السريع، في بيان على تطبيق تليغرام، جميع من وصفتهم بالمسلحين من عناصر الجيش والقوات المشتركة، إلى إخلاء مدينة الفاشر بصورة آمنة، مع التزام قواتها تأمين ممرات الخروج وضمان سلامة كل من يستجيب ويلقي السلاح، وأضافت أن ذلك حرصاً منها على “حقن الدماء وصون الأرواح”. وأعلنت الدعم السريع التزامها التام بمواصلة فتح وتأمين ممرات للمدنيين الذين يرغبون في الخروج طوعاً من مدينة الفاشر عبر الممرات التي فُتحت سابقاً، والتي قالت إنه أُجلي عبرها آلاف المدنيين إلى مناطق آمنة وتوفير الحماية اللازمة لهم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وكانت الدعم السريع قد أصدرت دعوة مماثلة لإخلاء الفاشر في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، أمهلت خلالها جميع من وصفتهم بـ”المسلحين والمقاتلين” داخل مدينة الفاشر، 48 ساعة لأجل التسليم ومغادرة المدينة مع ضمان حسن معاملتهم وإخلاء سبيلهم. وأعلنت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك للنازحين (مجموعة تطوعية) غرب الفاشر في بيان أمس الاثنين، أن أكثر من 20 شخصاً قتلوا في المخيم جراء القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وأُصيب نحو 40 آخرين جراء القصف والرصاص الطائش.

ورداً على المطالبة بإخلاء الفاشر، قال المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المساندة للجيش العقيد أحمد حسين، في بيان صحافي اليوم الثلاثاء، إن “الدعوات الجوفاء” من الدعم السريع تأتي بعد أن تلقت هزائم ساحقة في أكثر من مائتي وثمانية معركة سابقة، كان آخرها بالأمس القريب، ولا تعدو كونها محاولة يائسة للتغطية على فشلهم الذريع وعجزهم الكامل عن تحقيق أي تقدم على الأرض”. وأضاف: “نؤكد للجميع أن قواتنا لن تلتفت لمثل هذه الدعوات المضللة لأنها دعوة المهزوم العاجز، وستظل صامدة في مواقعها حتى آخر جندي وتدافع عن الفاشر وأهلها حتى هزيمة هذه المليشيات والقضاء على آخر مليشي ومرتزق في أرض السودان”.

العربي الجديد

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *