ظهر متطوعو الهلال الأحمر السوداني في مقطع مصوَّر متداول على نطاق واسع، وهم يرتدون الشارات المميزة ويحملون بطاقات تعريفية رسمية صادرة عن فرع الجمعية بشمال كردفان، قبل أن يتعرضوا لانتهاك صارخ للقيم الإنسانية أثناء أداء مهمتهم الإنسانية في توزيع الوجبات الغذائية..

التغيير: كمبالا: الخرطوم

أعلنت جمعية الهلال الأحمر السوداني، الثلاثاء، مقتل خمسة من متطوعيها بمدينة بارا بولاية شمال كردفان وفقدان الاتصال بثلاثة آخرين، إثر تعرض فريق المتطوعين للتعذيب والضرب أثناء تنفيذ مهمة إنسانية لتوزيع الوجبات الغذائية في التكايا.

وقالت الجمعية في بيان صحفي اطلعت عليه «التغيير» إن المتطوعين الذين ظهروا في مقطع مصوَّر تم تداوله على نطاق واسع “كانوا يرتدون الشارات المميزة للهلال الأحمر ويحملون بطاقات تعريفية رسمية صادرة عن فرع الجمعية بشمال كردفان”، مؤكدة أن ما حدث يمثل انتهاكاً صارخاً للقيم والمبادئ الإنسانية واتفاقيات جنيف التي تلزم جميع الأطراف باحترام وحماية العاملين في المجال الإنساني.

وأشارت الجمعية إلى أن ما جرى في بارا  بشمال كردفان، وما تشهده حالياً مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، يثير قلقاً بالغاً، لافتة إلى فقدان الاتصال بفريق متطوعيها في الفاشر الذين كانوا يعملون داخل مستشفى النساء والتوليد.

وأعربت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر السوداني، عايدة السيد عبد الله، عن “صدمتها إزاء هذا المسلك الذي أودى بحياة عدد من المتطوعين”، مناشدة جميع الأطراف “إفساح المجال أمام فرق الهلال الأحمر لأداء مهامها الإنسانية وضمان سلامة المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني”.

وأكدت الجمعية أن عدد ضحاياها منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بلغ 28 متطوعاً وموظفاً قُتلوا أثناء أداء واجبهم الإنساني في مناطق النزاع المختلفة.

استهداف العاملين الإنسانيين

ودعت الجمعية إلى احترام شارة الهلال الأحمر وعدم استهداف المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني، وناشدت الجهات الدولية بالتحقيق في هذه الأحداث.

وشهدت مدينة الفاشر، الأحد الماضي، سيطرة قوات الدعم السريع على مقر الفرقة السادسة مشاة، ما أدى إلى تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين، بما في ذلك القتل والاحتجاز التعسفي، بالإضافة إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان إلى خارج المدينة والمناطق المحيطة بها.

ووثقت شبكات حقوقية محلية مقتل متطوعين وأفراد من الكوادر الطبية، فيما أُبلغ عن استمرار فقدان الاتصال بعدد من فرق الإغاثة داخل المدينة، ما يزيد من حدة المخاطر الإنسانية.

وتواصل منظمات الطوارئ والحقوقيين متابعة الأوضاع عن كثب، محذرة من تدهور سريع للوضع الإنساني إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية كبيرة، تدمير البنية التحتية، ونزوح جماعي للمدنيين من المدن والقرى المتأثرة بالصراع.

وترافق هذا التصعيد مع استهداف للعاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك المتطوعين والكوادر الطبية، ما زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية وتدهور أوضاع المدنيين في عدة ولايات، أبرزها الخرطوم، شمال كردفان، وشمال دارفور.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.