الكادر الشاب كان قد ظهر في عدة مقاطع فيديو وهو يتحدث مفاخراً بمشاركته في فض الاعتصام قائلاً بوضوح: نحن “خفافيش الظلام” وقتلنا الثوار الساعة الثالثة صباحاً في القيادة العامة وهو التصريح الذي وثق تورطه في واحدة من أكثر الجرائم دموية في تاريخ السودان الحديث.

كمبالا: التغيير

أثار مقتل الكادر الإسلامي، أحمد محمد، الشهير بـ «خفاش الظلام» ردود أفعال واسعة وحادة على مواقع التواصل الاجتماعي بين من أبدى “شماتة” و”فرحاً” ومن طالب بعدم الشماتة في الموت ومن رأى في الحادثة دافعاً جديداً للمطالبة بتحقيق العدالة الانتقالية لضحايا فض اعتصام القيادة العامة للجيش في يونيو 2019.

و أحمد محمد أحد أبناء منطقة صالحة بمدينة أم درمان وهو عضو في الحركة الإسلامية السودانية، قُتل قبل أيام خلال المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في كردفان.

مفاخرة بالجريمة

الكادر الشاب كان قد ظهر في عدة مقاطع فيديو وهو يتحدث مفاخراً بمشاركته في فض الاعتصام قائلاً بوضوح: نحن “خفافيش الظلام” وقتلنا الثوار الساعة الثالثة صباحاً في القيادة العامة وهو التصريح الذي وثق تورطه في واحدة من أكثر الجرائم دموية في تاريخ السودان الحديث.

وتداول ناشطون خبر مقتله مصحوبا بفيديوهات سابقة له يظهر فيها متشفيا بمقتل المعتصمين ومبرئاً قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حمديتي” من المسؤولية ومفتخراً بانتمائه لمجموعة «خفافيش الظلام» التي نسبت إليها أعمال القمع خلال فض الاعتصام.

و جاءت ردود الأفعال متباينة لكنها عكست عمق الجرح الذي لا يزال مفتوحا لدى السودانيين خصوصا أسر ضحايا الاعتصام و كتب محمد كمبل، كان يتحدث بالأمس مزهوا بقتل الثوار كأنما بينه وبينهم ثأر واليوم مضى إلى ربه تلاحقه اللعنات والدعوات قتله شريكه في الإثم بالسلاح ذاته الذي برأه بالأمس من جريمة فض الاعتصام.

مواقف مغايرة

وفي المقابل دافع البعض عن القتيل معتبرين أنه “استشهد” في ساحة المعركة دفاعاً عن الوطن وكتب أحمد طاهر استشهد مدافعا عن وطنه اليوم وليس قتل ومن يهاجمونه الآن رفاقكم في الاعتصام هم شركاء في السلطة بل وحملوا السلاح ضد الوطن.

أما أبو سارة حميدان، قال بلغة لاذعة: والله “الدعامه” قطعوا “الكيزان” المتطرفين كلهم الكيزان الآن خوف كده ما بعده خوف من الدعامه.

و كانت هناك ردود أخرى حملت الجميع المسؤولية عن الدم السوداني دون استثناء كما كتبت سوسن محمد: ذهب إلى الله الحكم العدل الذي ينصف المظلوم من الظالم الحركة الإسلامية و الدعم السريع شركاء في دمنا اختلافهم بعد الحرب لا يجعل أحدهم ملاكا والآخر شيطانا.

أما جبار إبراهيم، فقد أشار إلى أن ما حدث هو جزاء من جنس العمل قائلاً: هذا الشاب يعترف بعجرفة بأنهم قتلوا الثوار فلقى جزاءه القتلة ودعاة الفتنة عليهم أن يتحسسوا مواقع أقدامهم فالدماء لا تسقط عند الله حتى لو سقطت من لجنة نبيل أديب.

اعتصام القيادة العامة بالعاصمة السودانية الخرطوم

جرح فض الاعتصام

وتبقى دعوة مصطفى أبو القاسم مؤثرة في هذا السياق إذ كتب: يلتقي بمن سفك دماءهم في اعتصام القيادة يقف أمام الحكم العدل وهم يأتونه بأحلامهم وسلميتهم وهو يأتيهم بدمائهم وفرحه بموته.

و الانقسام في الرأي العام لم يكن فقط حول الشاب ذاته بل حول معنى العدالة وأين تقف البلاد اليوم بعد سنوات من الثورة كثيرون رأوا في مقتله مناسبة لإعادة تسليط الضوء على أهمية العدالة الانتقالية خاصة بعد تعثر مساراتها الرسمية وفشل لجان التحقيق وعلى رأسها لجنة نبيل أديب في الوصول إلى نتائج ملموسة.

و الحادثة أعادت فتح جرح فض الاعتصام وأظهرت كيف أن الذاكرة الجماعية ما زالت تنزف وأن القصاص العادل لا يزال مطلبا مركزيا لضحايا ذلك اليوم الدموي.

 

 

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.