اخبار السودان

معلمون ضد الظلم) : صرخة حق في وجه الاستبداد

حسن عبد الرضي الشيخ

 

في وطنٍ يتهاوى بين أزماتٍ متلاحقة، يقف المعلمركيزة المجتمع وراعي الأجيالمجردًا من أبسط حقوقه، مسحوقًا تحت وطأة الإهمال والتجاهل. معلم بلا راتب لأكثر من عام، بلا ترقيات ولا علاوات، بل حتى الإعانات التي تُوزع في الأزمات لا تصله، وكأنه ليس إنسانًا يستحق الحياة الكريمة. إنه المعلم الذي يُجبر على الذهاب إلى المدرسة في ظلّ ظروف أمنية واقتصادية بالغة التعقيد، بينما لا يستطيع حتى توفير قوت يومه أو دفع رسوم امتحانات أبنائه! .

 

مدارس مهدّمة، بيئة تعليمية بائسة، مسؤولون بلا ضمير. إنه الواقع المؤلم للمعلم، اليوم، والذي لا يقتصر على الجوانب المالية، بل يمتد إلى بيئة عمل غير صالحة للتعليم. مدارس بلا صيانة، بلا وسائل تعليمية، وبعضها استُولي عليه من قبل الوافدين أو تحوّل إلى أنقاضٍ بسبب النزاعات. ورغم كل هذه المآسي، يصرّ المسؤولون على فتح المدارس وإرغام المعلمين على الحضور، دون حتى أن يوفّروا لهم حق الفطور، ناهيك عن راتبٍ يُعينهم على العيش بكرامة! .

 

صرخة قروب (معلمون ضد الظلم) : التخاذل أخطر من الظلم!!

وسط هذا الواقع القاسي، لا يكمن الخطر الأكبر في تجاهل الدولة لمعاناة المعلمين فحسب، بل في تخاذل بعض المعلمين أنفسهم، إما خوفًا أو خداعًا. هناك من يروج لخطاب “القبول بالأمر الواقع”، ومن يخشى المواجهة، ومن يبيع قضيته بثمنٍ بخس، فتجدهم يخذّلون زملاءهم، ويقفون عائقًا أمام أي حراكٍ يهدف إلى استعادة الحقوق. هؤلاء أخطر من المسؤولين الفاسدين، لأنهم يطعنون المعركة في ظهرها. فليعلم من يتغابى أن التوحد قوة، والاستسلام موتٌ بطيء.

 

في مواجهة هذا الظلم، لا خيار أمام المعلمين سوى التوحد والوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن حقوقهم. لا مجال للصمت بعد اليوم، ولا مفرّ من المواجهة. فالحقوق تُنتزع. ولن يضيع حق وراءه مطالب.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *