معارك ,,, داخل المعركة

المغيرة التجاني علي
الرؤي المتباينة التي أعقبت خطاب الفريق البرهان , القائد العام للجيش طبيعية و متوقعه حيث اثأر الخطاب عددا من القضايا المختلفة والمتشابكة من أبرزها نصيحته للمؤتمر الوطني , الحزب الحاكم حتي قيام الثورة في 2019م أن لا يعمل علي جعل الحرب منطلقا لمكسب سياسي يعود منه إلي الواجهة من جديد ليسيطر علي مقاليد الأمور وقد أحدث هذا التصريح المباشر والحرب لم تضع أوزارها بعد , جدلا واسعا في الساحة التي تقر بان أنصار النظام السابق وكوادر الحركة الإسلامية كانوا وما زالوا يمثلون الجهة البارزة في ساحات الحرب والداعم الأكبر للقوات المسلحة وذلك بتنظيمها للجهد الشعبي المناصر للجيش ولدفعها بمقاتليها للانخراط في ساحات القتال من أجل نصرة القوات المسلحة وإنزال الهزيمة بقوات الدعم السريع صنيعة نظامهم ومولود رحم ذات القوات المسلحة التي تحاربهم اليوم . وفي ظل هذا المعترك يصبح التحالف بين البرهان وهذا الكيان , وفي وقت يشاركون فيه بفاعلية في جبهات القتال , يكون قد دخل في معركة الله وحده يعلم مآلاتها وعواقبها .
وعلي الجانب الآخر يلحظ المراقب بان قائد الجيش قد أبدي شيئاً من المرونة تجاه القوي التي اعترف بتمثيلها لثورة ديسمبر وقواها الحية والتي كانت الشريك للجيش بعد سقوط الانقاذ والتي أعلنت من بعد رفضها للحرب وظلت تنادي بإنهائها والعودة الي منصات التأسيس والحكم المدني بكل مطلوباته وفي مقدمتها دمج المليشيات والكيانات المسلحة وعودة الجيش للثكنات . فالدعوة التي وجهها لها البرهان للعودة الي رحاب الوطن دعوة فضفاضة لا تعترف هذه القوي بشرطها الذي يدعوهم لغسل أيديهم من دعم التمرد وعودتهم لحضن الوطن وهي تهم ظلت ترفضها طيلة هذه الفترة فالصدام القادم بينها والبرهان هو إصرارها علي عودتها غير المشروطة وهذه معركة أخري ترفض فيها هذه القوي الاتهام المبني علي تصورات سياسية وغير الصادر من لجنة قضائية تؤكد مزاعم البرهان .
أما المعركة الأخطر, فتتمثل في موقف الحركات المسلحة وتحديدا الحركات التي اصطفت مع الجيش والمعروفة في الميدان الحربي بالقوات المشتركة. فغير خاف علي الناس محاولة هذه الحركات فرض وجودها علي المشهد السياسي في كل تقلباته , والإصرار علي كسب المزيد من الامتيازات علي صعد السلطة والمال التي تحققت لهم باتفاق جوبا أكتوبر 2020م , ومعركة الحركات القادمة ستكون في مقاومة أي اتفاق أو وثيقة تسلبهم ما حصلوا عليه من مزايا في مجالات واسعة وردت في الاتفاقية كنسب المشاركة في السلطة المركزية وسلطة إقليم دارفور ومكاسب في الوظائف السيادية وفرص التوظيف والتعليم وغيرها ومن سلوك ونهج هذه الحركات يصعب علي المرء التنبوء بطبيعة المعركة التي تخبئها الأقدار .
أما القوي الأخرى المسماه بالكتلة الديمقراطية , فرغما عن ضعف سندها الشعبي فمعركتها تتمحور في النضال لأخذ نصيبها كاملاً باعتبارها من ناصرت البرهان وحميدتي في انقلابهما علي الفترة الانتقالية فضلا عن كونها من أنتج الوثيقة الأخيرة التي تتضمن بقاء الجيش والبرهان في السلطة .
أن المعارك القادمة هي معارك حقيقية , وخطورتها تتمثل في كونها معارك داخل المعركة الكبري التي يعيش تحت دخانها شعبنا وبلدنا الحبيب السودان .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة