مصادر المعلومات المفتوحة والأمن القومي نماذج لبعض المعلومات ذات الأثر والخطر في السودان
اسماعيل ادم محمد زين
مصادر المعلومات المفتوحة ، يمكن تعريفها ، بانها مواقع تحوي معلومات أو توفرها مجانا ، لكل راغب وهي قد تكون علي الانترنيت أو ما يمكن ان تتحصل من مواقع التواصل الاذاعات : مسموعة أو مرئية. وقد ادركتها منذ عقود ، فقد اطلقت بعض الجامعات والمؤسسات الاجنبية مبادرات لتوفير صور أو مرئيات الاقمار الصناعية مجانا لمعرفتها لعدم فائدة هذه العملية خاصة والصور رقمية ، لا تنفذ ولا تنقص بتوزيعها! .
هنالك شؤون كثيرة لم يدرك الناس اثرها وخطرها علي حياتهم ، الا أخيرا! وعلي البلاد عموما وعلي امنها القومي.من ذلك الامن ، الاقتصاد ، البطالة ومعدلاتها ، الفقر أو العوز! وهي جميعها مجالات اضحت من العلوم ، تقوم عليها مراكز ،مؤسسات أو وزارات وكوادر دربة أو يفترض ان تكون كذلك! ولكن! ربما طالها الاهمال أو قصر من يقومون عليها عن اداء مهامهم ولم يطوروا في الهياكل أو من يشغرها لتقوم بواجباتها ولتواكب أو تلاحق ما يستجد من امور.
لعل بعضا ممن يطلع علي هذه المادة ، شاهد ملفا يقوم عليه احد العاملين ، ليقص كل ما قد يكون ذي صلة بالمؤسسة ويضمه الي ملف ، يسمي ما بوضع فيه بالقصاصات! ولكن مع التغير الذي حدث لم تعد إليه حاجة ، فقد استبدل بملفات رقمية ، تؤدي ذات المهمة. وهي تستوجب في زماننا هذا معرفة ببعض اللغات وبطرق البحث للحصول علي ما يلي كل جهة من معلومات! أو مستجدات تؤخذ للتطوير والبحث! .
ولكن! .
ما ذكرت من قضايا : الاقتصاد ، البطالة والفقر ادركت الامم خطورتها علي امنها القومي ، لذلك اهتمت وسعت لتحسين مؤشراتها ، الفقر بالحد منه باوجه مختلفة ، مثل الضمان الاجتماعي ، هبات مباشرة ، سكن أو علاج. وكذلك بتوفير فرص العمل المباشر للراغبين فيه ، خاصة من الشباب ، لذلك نري ونسمع عن مؤشر العمل بزيادة عدد الوظائف في كل شهر أو نقصانها ، مما يعني قلة مؤشر البطالة أو زيادته! .
هذه المليشيا والحركات المسلحة ما هي إلا مؤشرا لعدم الرضا. لذلك يخرج الناس ليحتجوا بارجلهم ان لم يتمكنوا من الاحتجاج كتابة أو حديثا! وهنا تاتي شؤون اخري ، مثل : حرية الراي والديموقراطية ، فهي ايضا وثيقة الصلة بالاستقرار عموما. وهو ما نطلق عليه الامن القومي ، ولم يدرك كثيرون خطورته ، الا بعد ما حدث! من حرب واقتتال ، نزوح ودمار و موت! .
فقد تولي هذه الشؤون اناس أو مجموعة ظنت بانها الاجدر بكل هذه المهام! وقد اولت ذوي القربي أو أصحاب الولاء ، بدلا من أهل الكفاءة والعلم. ذكوا بعضهم وانفسهم ، صنعوا اصناما ، عبدوها! .
هذه دعوة لقراءة بعضا من المعلومات التي تحصلت عليها من مصادر مفتوحة ، مما يعني بانها كانت متاحة للجميع! استمعت الي بعضها ، قرات بعضها ولعلكم تذكرونها عندما تاتون عليها ، فيما يلي.واعجب لم تم تجاهلها من جهاز الامن أو الوزارات والمؤسسات القائمة علي حراسته! مثل الداخلية والدفاع.
استمعت الي خبر حول وصول عمر البشير الي فيينا ، بالنمسا واجتماعه بالرئيس موسوفيني للتفاوض لازالة المشاكل بين البلدين ، فقد تم تعدي الشرطة اليوغندية علي سفارة السودان كما تتهمه باستضافة وتسليح جيش الرب.وقد تم الصلح.
تمت دعوة موسوفيني لالقاء محاضرة في جامعة فيينا في يوم جمعة وقد وردت عبارة ، جاءت بها الاذاعة البريطانية وهي بالعربي تعني “افريقيا ليست بحاجة الي كيانات كبيرة” و كما وردت في حديثها”Africa is not in need for big entities” , واي كيان أكبر من السودان ؟ تري كم ممن جاء في وفد البشير ذهب للمشاركة في تلك المحاضرة؟ أو للاستماع اليها؟ ولنا ان نسأل ، اين كان البشير ؟ وهل تم تنويره حول تلك المحاضرة؟ وهل علم بها جهاز الامن؟ وان علم بها ، هل ادرك مغذي هذه الجملة؟ اشك في ذلك! وهل ادركت وزارة الخارجية هذه المحاضرة ؟ عبر سفارتها أو السفير غير المقيم ، ان لم تكن لدينا سفارة بالنمسا؟.
لقد تمكن موسوفيني من تقطيع ذلك الكيان الكبير ، بدعمه للحركات المسلحة و ربما باغتيال د.جون قرنق والتعجيل بانفصال الجنوب … ومن ثم تداعي الامور الي حرب دارفور وانتقالها بحركاتها الي العاصمة والي كافة انحاء البلاد! و ما زالت تسري للقضاء علي ما تبقي من ذلك الكيان الجميل والكبير. وقد نجح البشير في عملية تقطيع السودان وتمزيقه بانشاء ما اسماه باكبر انجاز له وهو الدعم السريع! وقد اسماه بالمخزون الاستراتيجي! فيا لخطله وجهله! لقد اراد البشير التشبث بالسلطة فاضعف الجيش وقلص أهم وحداته ، مثل : المظلات ، الطيران والمدرعات. وجاء خلفه برهان ، ليجهز علي ما تبقي من الجيش.
من المعلومات التي سمعت أو قرأت عنها في الوسائل المفتوحة والتي كان بالتحري فيها والتدقيق ، تجنب الكثير من المشاكل والتداعيات ، فقد قرأت قبل الحرب وربما قبل الثورة عن ضبط بنادق قنص بمطار الخرطوم! لا ادري ان اولي جهاز الامن هذا الأمر اهميته؟ ولكن يمكنني ان اؤكد بان الاعلام قد اهمله وربما تم الضغط عليه لتفادي الحديث أو الكتابة عنها! وهنا تكمن أهمية الاعلام وحرية الراي! فهو بتوثيق الحدث ومتابعته ، كان في وسعه تنبيه السلطات الي خطورة ذلك السلاح وما يمكن ان يحدثه من ضرر! ولم يستخدم؟ وما هي نوايا من احضره؟ وقد اتضحت خطورته خلال الحرب ، فقد نشر الدعم السريع قوات القنص في مواقع حاكمة أو استراتيجية بالعاصمة ، مما جعل مهمة الجيش والقوات الخاصة عسرة وخطرة! وسمعنا عن قناصين اجانب بعد الحرب! فيا للغفلة!كان من واجب الجهات الرسمية اخطار الامن ، بل كان من واجب الامن التدخل ومعرفة كل شئ عن تلك الاسلحة الخطيرة وعن النوايا المبيتة.
هنالك معلومة اخري وهي تبعثر محتويات حاوية في مطار الخرطوم ، تحوي كلابيش أو قيود أو اصفاد! وهو أمر حدث بالصدفة أو اراد احد العاملين كشفه،ببعثرة الاصفاد ، لعل السلطات تعلم ، لتحقق و تتحري! ولكن! الجميع نيام! حاوية كلابيش تاتي عبر المطار! مما يدل علي قرب حدث مهم وخطير! فهي مكلفة وثقيلة وربما الاجدي نقلها بالبحر! أو الاستعاضة عنها بكلابيش من البلاستيك! مما يدل علي حدوث امر جلل! خاصة ، اذا عرفنا الجهة المستوردة لتلك الكلابيش! وقد شاهدنا أفراد الدعم السريع وتتدلي من احزمتهم مع مسدساتهم ومفاتيحهم! وشاهدناهم يستخدمونها في تعسف ولاتفه الأسباب! لقد تنازلت الحكومة الانقلابية عن واجباتها ولم تحسن التصرف عندما داهمتها الاحداث.لقد تقاعس جهاز الامن عن واجبه.اذ ان استيراد الكلابيش واستخدامها يجب ان يكون من مسؤلية الشرطة ، خاصة وقد حدثنا جهاز الامن بان واجبه ، اضحي في جمع المعلومات فقط! وبذلك يمكن القول بانه اهمل هذا الدور ولم يعد يقوم به!.
تقصير السلطات الرسمية وعلي وجه الخصوص جهاز الامن واضح ، فلو أنهم تحلو بالمسؤلية لقاموا بالتحقيق مع قيادة الدعم السريع ولما سمحوا لها بالتوسع وانشاء وحدات موجودة بالجيش ، مثل : جهاز المخابرات! الخدمات الطبية ، الاشغال والاخطر من ذلك انشاء مفوضية للاراضي! فقد تمكنوا من الحصول علي مواقع كثيرة!بل تم التنازل لهم من قبل قيادة الجيش عن اخطر المواقع ، مثل : موقع سلاح المظلات ، مواقع هيئة العمليات ، حول العاصمة! إذ المعلومة الأخيرة تؤكد نية قيادة الدعم السريع في الاستيلاء علي السلطة.
من المعلومات المهمة ، ما تسرب من حديث المهندس المهذب داوود يحي بولاد وعند اختلافه مع تنظيم الجبهة الاسلامية ، فقد ذكر جملة تشي بالكثير “ان رابطة الدم اثقل من رابطة العقيدة” إذ لجأ ذلك التنظيم الي اغفال رابطة العقيدة واصبح مسؤليه يلجأوون الي اهلهم وقبائلهم في الوظائف العامة! لذلك راينا مؤسسات كثيرة اصابها الفشل والترهل مع الانفاق ، بل الكثير من الانفاق. ولا داع لامثلة،اذ الجميع يعرف هذه الحقيقة! وقد اسفر عن ذلك ضعف الكوادر وفسادها بشكل مطلق. من ذلك قيام الدعم السريع ذاته علي اساس قبلي! بل قامت قيادة الجيش برفده بضباط في الجيش من ذات القبائل المكونة للدعم السريع! وتركته يستوعب مزيدا من ضباط وجنود الجيش الذين يتم الاستغناء عن خدماتهم! وهو أمر يضمن الولاء لقيادة الدعم السريع وفقا لرؤية المهندس/ داوود يحيي بولاد”ان رابطة الدم اثقل من رابطة العقيدة”. لذلك ضمن الدعم السريع سرية حركته واصبح قوة خاصة ، لا صلة لها بالدولة الا بالرضاعة من ثديهها! وقد ضاعف لها برهان العطاء ، بتخصيص 30% من دخل التصنيع الحربي للدعم السريع! ولا احد يدري الية صنع القرار في نظام برهان! بالرغم من وجود رئيس للوزراء و وجود مجلس للسيادة! وبالرغم من حرية الاعلام المحدودة.
كان من واجب جهاز الامن وقيادة الجيش بالوقوف ضد انشاء الدعم السريع بدءا! فمن الخطورة وجود السلاح لدي جهات اخري ، خاصة تلك المليشيا التي قامت علي اسس قبلية وجهوية وما زالت تتناسل ونسمع من حين لاخر عن إنشاء مليشيا اخري.
ما زال في وسع الجيش ان يجند مزيدا من المواطنين للخدمة في صفوفه ، خاصة في قوات المظلات وفي قوات الصاعقة ، في الطيران: اجنحة أو هيلكوبتر ، اضافة لقوات جديدة تتمثل في إنشاء سلاح المسيرات ، بل تصنيعها علي نطاق واسع.
علينا الا نسمح للبرهان في البقاء في السلطة ، فهو اشد خطرا من قوات الدعم السريع ويقف عثرة في توجه البلاد نحو الحرية والنماء والاستقرار. فهو خطر شديد علي الامن القومي.ولا يمكن حصر اخطائه ، فهو يسعي لتكريس سلطته ولا بهتم بأمر الوطن أو المواطنين. لعل اخطر قراراته تمثلت في تعيين قريبه عنان وزيرا للداخلية وقد هرب من ميدان المعركة وحاول برهان تبرير فعلته بقولهم “الشرطة جهاز مدني ، ليست مهمتها القتال” ايضا تعيينه لوزير الدفاع الذي هرب من قيادة الوزارة. ولعل معرفتنا لحقيقة شرائه منزلا في تركيا ، امر يعكس جبنه وخوره. فهو نموذج سئ لضباط الجيش. مثل هذه المعلومات تؤكد بان الاوضاع لا تبشر بنتائج جيدة … ومن المستحيل تحقيق انتصار مع وجود برهان. وهو في حقيقة الأمر أصبح خطرا علي الامن القومي.اذ لا بد من استعادة الديموقراطية و محاكمة قيادة الجيش الحالية التي فشلت في ادارة البلاد وفي اشعال الحرب واضاعة مقدرات البلاد.
دعوة للاعلاميين والصحفيين ان يقووا بواجبهم في كشف كل ما يؤثر علي آمن البلاد ، كما لا يجب اعفاء المواطن من تنبيه السلطات الي اي مخاطر علي الامن القومي … ولا يستقيم الأمر في ظل حكم عسكري ، لا يجيد حتي ادارة الحرب.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة