مسلسل تزوير العملة السودانية بين «الجفلن» و«الواقفات»!!
ركن نقاش
مسلسل تزوير العملة السودانية بين «الجفلن» و«الواقفات»!!
عيسى إبراهيم
** فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي (الواتسابات) يحذر من تداول عملة سودانية صدرت حديثاً وتم تزويرها من فئة الألف جنيه..
جاء في التحذير (بعد التحميدات والصلوات): هذا تنبيه بخصوص انتشار العملة المزورة من فئة ألف جنيه هنا في الأعلى يوجد نموذج للعملة المزورة وبها رسم دائري كما ترون أما في العملة الأصلية فيوجد ختم هنا فضي مميز رجاء الانتباه حتى أن الشخص لا يدخل في مساءلات قانونية وإضاعة للمال والرجاء كذلك نشر هذا التنبيه إلى أوسع نطاق والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
ملاحظات عامة على الفيديو المتداول:
** الجهة صاحبة التنبيه لم تعلن عن نفسها هل هي جهة رسمية أم لا؟.. الوصف المتداول عن العملة بكلمة “هنا” غير دقيق لأن هنا إشارة لحظية مرئية تنتهي بانتهاء المشاهدة وكان الواجب الحديث عن الجانب المعني من صفحة العملة التي بها الرسم أو الختم.. أيضا طلبت الجهة المنبهة من المواطنين تعميم التنبيه وهو أمر معيب بالطبع والجهات (إذا كانت مسؤولة) تملك وسائل النشر المطلوب!!..
** قولاً واحداً لن ينصلح حال السودان والعسكر على سدة الحكم.. فالعسكر غير مؤهلين للحكم.. العسكر تأهيلهم الأساسي هو حماية الوطن والمواطن ورحم الله عسكر “أرضاً ظرف”.. ولا ينقص ذلك من تقديرنا لهم فليذهبوا إلى ثكناتهم ويبتعدوا عن أدلجة العسكر.. ولن ينصلح حال الوطن ودول الجوار المعسكرة بأطماعها تستغل أوضاعنا السيئة لصالحها!!..
** أكبر دليل على عدم تأهيل العسكر للحكم هو فشلهم في ضبط تزوير العملة السودانية.. أكثر من ذلك هو عدم التعامل في صادر البضائع السودانية بالتعامل الرسمي المؤمن إذ أنها لا تتعامل في حالة الصادر لمصر عن طريق خطابات الاعتماد المعززة بين بنك السودان المركزي وبنك مصر.. أكثر من ذلك يكتنف الغموض شكل التعامل في أسواق المحاصيل وأسواق اللحوم الحية حيث لا رقابة مانعة من تعامل الأجانب في الأسواق العامة رغم أن القانون يمنع الأجنبي من التعامل بالعملة السودانية ولا توجد رقابة مانعة الآن لهذا الشكل من التعامل وهو أكبر مبرر لتزوير العملة السودانية وإغراق البلاد بها وزيادة تدهور العملة السودانية ورفع معدل التضخم!!..
** ولابد مما ليس منه بد تشديد الرقابة الفعالة بيننا وبين جميع الدول المحاددة لنا والبحث بجدية عن كل ما يمكن اعتباره تعدياً سافراً على أمننا الوطني والمجتمعي في جوانب تهريب العملة وتزويرها وتهريب الذهب والمحاصيل وكذلك المخدرات وتشديد العقوبات وكفانا سلبية وسبهللية!!..
** أفادني أحد معارفي أنه قرأ بياناً تصحيحياً صادراً عن بنك السودان بخصوص تزوير العملة السودانية من فئة الألف جنيه سوداني وأن كلا الطبعتين مبرئة للذمة ويمكن التعامل بهما رغم وجود الاختلاف المشار اليه.. فإذا سلمنا جدلاً واقتنعنا بوجود تصحيح لفيديو تزوير العملة المتداول ألا يبرز سؤال منطقي مفاده ما الذي يضطر بنك السودان لإصدار طبعتين لفئة الألف جنيه بينهما اختلاف شكلي قد يقود إلى تفريخ عدم اطمئنان مجتمعي للتداول بين الناس..
وسؤال آخر: لماذا لم يشرع البنك المركزي للتعرف على مصدر الفيديو المتداول عبر الواتسابات والذي روج لوجود تزوير حتى يحد من تفشي هذه الظاهرة التي في إمكانها خلق زعزعة بين المواطنين بشأن وجود تزوير في العملة السودانية!!..
المصدر: صحيفة التغيير