اخبار السودان

مسؤولون أمميون يدعون إلى الوقف الإنساني لإطلاق النار في في الأرض الفلسطينية وإسرائيل

طالب مسؤولون أمميون خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، باعتماد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.

التغيير: وكالات

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئاً حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، لبحث التصعيد في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل وللاستماع إلى إحاطات من مسؤولين في الأمم المتحدة حول الوضع الراهن.

يأتي اجتماع مجلس الأمن بطلب من عضوي المجلس: دولة الإمارات العربية المتحدة والصين. وبالإضافة إلى أعضاء المجلس الخمسة عشر، تحدث خلال الجلسة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) ومديرة قسم التمويل الإنساني وتعبئة الموارد بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف.

الأونروا شريان الحياة الأخير في غزة

فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا قال لأعضاء مجلس الأمن إن الهجمات المروعة التي شنتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر كانت صادمة، وإن القصف المتواصل من القوات الإسرائيلية على غزة أيضا يثير الصدمة.

وأضاف أن مستوى الدمار غير مسبوق، مؤكدا عدم وجود مكان آمن في غزة. وتطرق إلى أوامر الإجلاء التي تصدرها القوات الإسرائيلية للمدنيين بالتوجه جنوبا، ووصف ما حدث وما زال يحدث بأنه “تهجير قسري”.

لازاريني تحدث عن الجوع واليأس في غزة اللذين يتحولان إلى غضب تجاه المجتمع الدولي، والأونروا التي تمثله في القطاع. ووصف الحصار المفروض على غزة بالعقاب الجماعي، وقال إن الوكالة هي شريان الحياة الأخير المتبقي للفلسطينيين في غزة.

وذكر لازاريني أنه فقد 64 من زملائه العاملين في الأونروا في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأبلغ أعضاء المجلس بأنه تلقى قبل ساعتين خبر مقتل زميله “سمير” رئيس قسم الأمن والسلامة في المنطقة الوسطى بقطاع غزة، الذي لقي حتفه مع زوجته وأبنائه.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن ذلك هو أعلى عدد لعاملي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة الذين يُقتلون في الصراعات خلال مثل هذه الفترة الوجيزة من الوقت.

وتحدث عن نفاد الوقود والمياه والغذاء والدواء. وقال إن النظام المتبع في السماح بدخول الإغاثة إلى غزة سيفشل إذا لم تتوفر الإرادة السياسية لجعل تدفق الإمدادات مجديا ومتناسبا مع الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة.

وقال المسؤول الأممي إن أهل غزة يشعرون بأنهم لا يعاملون مثل غيرهم من المدنيين، “يشعر معظمهم بأنهم عالقون في حرب لا علاقة لهم بها. ويشعرون بأن العالم يساويهم جميعا بحماس”. وأكد أن “الفظائع التي ارتكبتها حماس لا تعفي إسرائيل من التزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني”.

وشدد لازاريني على ضرورة الامتثال الصارم للقانون الدولي الإنساني، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون عوائق إلى غزة ومختلف أنحائها، مؤكدا على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية، وحماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن. كما دعا إلى تمويل الأونروا لتتمكن من مواصلة عملياتها الإنسانية.

مناشدة لمجلس الأمن

واستمع مجلس الأمن كذلك إلى إحاطة من المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، كاثرين راسل التي ناشدت المجلس اعتماد قرار على الفور يُذكـّر الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي:

“ويدعو إلى وقف إطلاق النار، ويطالب الأطراف بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق وإطلاق سراح جميع الأطفال المختطفين والمحتجزين بشكل فوري وآمن، ويحث الأطراف على توفير الحماية الخاصة للأطفال التي يستحقونها”.

وشددت على ضرورة أن يعطي المجلس الأولوية لأزمة النزوح التي تتفاقم في الوقت الراهن. وأضافت أن أكثر من 3400 طفل قتلوا في غزة، بينما أصيب 6300 طفل آخر منذ بدء التصعيد، وهو ما يعني أن أكثر من 420 طفلا يُقتل أو يُصاب يوميا في غزة. وقالت إن هذا الرقم “يجب أن يزلزل أعماق كل واحد منا”.

وأشارت كذلك إلى مقتل 37 طفلا على الأقل في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأكثر من 30 طفلا إسرائيليا، فيما يظل 20 طفلا على الأقل رهائن في غزة.

وأفادت بتعرض الأطفال في كل من إسرائيل ودولة فلسطين إلى “صدمة رهيبة”، يمكن أن تستمر عواقبها مدى الحياة.

وختمت راسل إحاطتها بالقول “بالنيابة عن كل الأطفال المحاصرين في هذا الكابوس، ندعو العالم إلى بذل ما هو أفضل”.

“لا يوجد مكان آمن”

بدورها، قالت مديرة قسم التمويل الإنساني وتعبئة الموارد في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوفتين إنه من الصعب نقل “حجم الرعب” الذي يعيشه الناس في غزة، حيث أصبحوا يائسين بشكل متزايد، بينما يبحثون عن الغذاء والماء والمأوى وسط حملة قصف متواصلة “تمحو عائلات وأحياء بأكملها”.

وأشارت، في الكلمة التي ألقتها نيابة عن منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، إلى أنه “لا يوجد مكان آمن” في غزة، مضيفة أن توفير الإغاثة الإنسانية “أمر معقد وصعب للغاية” بسبب القصف وتدمير البنية التحتية، فضلا عن نقص الوقود.

وأعربت عن القلق البالغ إزاء مزاعم وجود منشآت عسكرية على مقربة من المستشفيات، وطلب السلطات الإسرائيلية إخلاء المستشفيات، قائلة إنه بالنسبة لأولئك الذين هم على أجهزة دعم الحياة، والأطفال في الحضانات، “من شبه المؤكد أن نقلهم سيكون بمثابة حكم بالإعدام”.

وتطرقت المسؤولة الأممية إلى الوضع في الضفة الغربية المحتلة مشيرة إلى مقتل عشرات المدنيين هناك، وتزايد حوادث عنف المستوطنين، مما أدى إلى تهجير مئات المدنيين.

وأدى العنف وإغلاق نقاط التفتيش، كما قالت، إلى إعاقة الوصول إلى الخدمات الأساسية وتوزيع الغذاء، كما تم تعليق تصاريح العمل لما يتراوح ما بين 150 ألفا و175 ألف فلسطيني من الضفة الغربية يعملون في إسرائيل والمستوطنات. وشددت على أن ذلك الوضع يتسبب في “ضرر بالغ” لاقتصاد الضفة الغربية والمؤسسات الفلسطينية.

وقالت دوفتين “لدينا مخاوف حقيقية للغاية بشأن ما ينتظرنا”، منبهة إلى أن هناك خطرا حقيقيا من احتمال تصاعد تلك الحرب وامتدادها إلى المنطقة الأوسع.

أشارت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إلى مشروع القرار الذي قدمته إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي، وقالت إنه كان مشروعا قويا ومتوازنا تم التشاور حوله مع جميع الدول الأعضاء. وذكرت أن أغلب أعضاء المجلس الخمسة عشر أيدوا القرار، إلا أن روسيا والصين استخدمتا الفيتو ضده.

وتطرقت إلى القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة فيما بعد، ووصفته بأنه أحادي الجانب ولم يتضمن كلمتين رئيسيتين هما: حماس، والرهائن. وقالت إن هذا “الإغفال المتعمد يوفر غطاء ويُمكـّن وحشية حماس”.

وأكدت استعداد بلادها لمواصلة العمل مع أي دولة عضو بالأمم المتحدة ملتزمة باعتماد قرار قوي ومتوازن. وقالت إن أي قرار يُعتمد من المجلس يجب أن يدعم الجهود الدبلوماسية المباشرة التي يمكن أن تنقذ الأرواح وتعزز آفاق مستقبل أكثر أمنا وازدهارا للمنطقة.

السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال إن أولوية المجتمع الدولي الآن يجب أن تركز على وقف إراقة الدماء والحد من الضرر اللاحق بالمدنيين ونقل الوضع إلى المسار الدبلوماسي السياسي.

وشدد على ضرورة تكريس الجهود الجماعية لإعادة إطلاق عملية التفاوض الكاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف تحقيق حل الدولتين المدعوم من الأمم المتحدة.

واتهم ممثلي الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي بازدواجية المعايير، مشيرا إلى مواقفهم تجاه أوكرانيا “على الرغم من أن المدنيين في أوكرانيا لا يواجهون نفس قدر التهديدات التي يواجهها سكان غزة” حسب تعبيره. وذكر أن بلاده تبذل جهودا مكثفة لتهدئة التصعيد لحل الصراع بشكل عاجل.

ودعا رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي للاقتداء بالجمعية العامة للأمم المتحدة وحكمتها “للاضطلاع بمسؤولياته لوضع حد لسفك الدماء الذي يشكل إهانة للإنسانية، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وخطرا داهما على السلم والأمن الإقليميين والدوليين”.

وقال إن إنقاذ البشرية من الجحيم اليوم يعني بالنسبة للأمم المتحدة إنقاذ الفلسطينيين في غزة، مضيفا “انظروا إلينا كبشر”. وأكد منصور أن أي اعتداء أو حرب “لن تنهي هذا الصراع، أو تبدد هذا الظلم، بل لن تفضي سوى إلى تعميقه وتوسيع نطاقه”.

وقال إنه “لا ينبغي لأحد أن يبرر قتلنا أو يجد أسبابا لإعطاء المزيد من الوقت للقاتل”. وطالب المجلس بالدعوة إلى “وقف هذا الهجوم على أمة بأسرها”، ووقف القتل في الضفة الغربية والتهجير القسري هناك.

ودعا إلى السماح لملايين الناس بالبدء في التفكير مرة أخرى في كيفية إعادة بناء حياتهم “على الرغم من عمق الموت والدمار والخراب الذي تعرضوا له، ورغم الصدمات التي لا تمحى”. وأضاف أن كل دقيقة هي الفارق بين الحياة والموت بالنسبة للفلسطينيين في غزة.

جلعاد أردان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة قال إن حماس هم نازيو العصر الحديث، وذكر أن “حماس لا تسعى لحل الصراع أو تهتم بالحوار لأن الحل الوحيد بالنسبة لها هو إبادة الشعب اليهودي”. وقال إن “إسماعيل هنية ليس هو من يقود أيدلوجية الإبادة هذه، لأن هذا الدور يقوم به المرشد الأعلى لإيران آية الله خامنئي” حسب تعبيره.

وانتقد السفير الإسرائيلي مجلس الأمن الدولي لعدم إدانة حماس بسبب “القتل المتعمد لمدنيين إسرائيليين”. وتحدث عن تاريخ أسرته وإرسال جده وعائلته إلى معسكر أوشفيتز ومقتل عدد منهم في غرف الغاز في عصر ألمانيا النازية، وقال إن العالم وقف صامتا آنذاك. واتهم مجلس الأمن بالصمت مرة أخرى اليوم في وجه الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الإسرائيليين.

ونهض السفير الإسرائيلي من مقعده، أثناء إلقاء كلمته، ووضع نجمة صفراء على بدلته مكتوب عليها “لن يتكرر مرة أخرى أبدا” في إشارة إلى المحرقة (الهولوكوست) التي تعرض لها اليهود أثناء الحكم النازي.

وقال إنه وأعضاء بعثة بلاده لدى الأمم المتحدة سيواصلون ارتداء هذه النجمة الصفراء حتى يدين مجلس الأمن الفظائع التي ارتكبتها حماس ويطالب بالإفراج الفوري عن الرهائن.

ويُذكر أن اليهود إبان النازية كانوا يجبرون على ارتداء شارة لتمييزهم دون غيرهم تمهيدا لارتكاب الانتهاكات ضدهم. وقال السفير الإسرائيلي إن الفرق بين اليهود عام 1939 واليوم هو إن لديهم الآن دولة وجيشا قويين “وإنهم سيدافعون عن أنفسهم ضد من يسعون لإبادتهم”.

واتهم حماس بالعمل داخل وتحت المستشفيات بما في ذلك مستشفى الشفاء الذي قال إنه يضم مركز قيادة حماس. وأضاف أن العملية الإسرائيلية في غزة ليست ردا على هجمات السابع من أكتوبر ولكنها عملية دفاع عن النفس لضمان مستقبلها.

الأردن والمجموعة العربية

وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، نيابة عن المجموعة العربية، قال مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، محمود ضيف الله الحمود إن “استمرار الحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، وما تنتجه من أزمة إنسانية، ينذر حتما بخطر توسعها وامتدادها في المنطقة”.

ودعا المجتمع الدولي إلى بذل جهود للضغط على إسرائيل “كي تتوقف عن مماطلاتها في إدخال المساعدات بما يسمح بعبورها بشكل عاجل، وبكميات كافية لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة”.

وتساءل الحمود “أما آن الأوان لأن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته ويحترم مبادئه ومقاصد الأمم المتحدة المنصوص عليها في ميثاقها، وأن يعمل على إيقاف الحرب والعدوان”.

وتساءل أيضا عما إذا كان الوقت قد حان لمجلس الأمن للاستجابة إلى “استغاثات أهالي غزة” وأن “يغلب مبادئ العدالة والإنسانية”. وأنهى كلمته بالقول “لم أسمع بدولة محتلة تدعي أنها ضحية كما تفعل إسرائيل”.

وكان المجلس قد عقد جلسة تحت نفس البند يوم الأربعاء الماضي، لم يتمكن خلالها من الاتفاق على مشروعي قرارين مقدمين من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول تصاعد الوضع في غزة وإسرائيل والأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

* مركز أخبار الأمم المتحدة

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *