مسؤولة بالأمم المتحدة: السودان يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم
قالت مديرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان فيكتوريا سايز أوميناكا، أن ما يحدث في السودان يعتبر من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم التي تزداد كارثية يوماً بعد يوم.
الخرطوم _ التغيير
ونوهت فكتوريا إلى أن ملايين الأشخاص يكافحون من أجل البقاء وأن 4.5 مليون شخص نزحوا داخل البلاد وخارجها.
وقالت أوميناكا في حوار مع صحيفة «الاتحاد» الإمارتية، إن هناك العديد من الأشخاص محاصرون وغير قادرين على الفرار من العنف، خاصة في الخرطوم وإقليمي دارفور وكردفان، مشيرة إلى أن القتال قد أودى بحياة الآلاف.
وذكرت أوميناكا أن هناك أكثر من 6 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، ويحتاج حوالي نصف السكان إلى المساعدة والحماية المنقذة للحياة، وأن القتال دمر البنية التحتية المدنية، مشيرةً إلى أن معظم المستشفيات خارج الخدمة، وأن المستشفيات التي لا تزال تعمل تعاني من نقص الإمدادات وتكافح من أجل التعامل مع المرضى والمصابين الجدد الذين يتوافدون عليها. وأشارت المسؤولة الأممية إلى تحمل النساء والفتيات والأطفال وكبار السن والضعفاء وطأة هذا الوضع، واصفة ما يحدث في السودان بأنه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم والتي تزداد كارثية يوما بعد يوم.
وحول جهود الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لدعم السودان في مواجهة آثار الأزمة، أوضحت فيكتوريا سايز أوميناكا، أن الأمم المتحدة تواصل دعم الشركاء المحليين وتوسيع نطاق جهود الإغاثة في جميع أنحاء البلاد، مشيرةً إلى أنه تم الوصول لأكثر من 3 ملايين شخص بشكل من أشكال المساعدة الإنسانية منذ بدء الأزمة، وأنهم يهدفون إلى الوصول إلى عدد أكبر من ذلك.
وتابعت: «لسوء الحظ تواجه الأمم المتحدة تحديات كبيرة فيما يتعلق بالأمن والوصول إلى الفئات المستهدفة»، مطالبة أطراف الأزمة باحترام القانون الإنساني الدولي من أجل تقديم المساعدات المنقذة للحياة بسرعة وأمان، ووقف الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والمرافق والأصول ونهب الإمدادات، من أجل تقديم المساعــدة المنقذة للحياة بالشكل المطلوب.
ولفتت فيكتوريا سايز أوميناكا إلى أن ضمان توافر إمدادات كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة يتطلب المزيد من الدعم من المانحين لعمليات الأمم المتحدة الإنسانية، وفي الوقت الحالي، تم تمويل خطة استجابة الأمم المتحدة لمساعدة ملايين الأشخاص في السودان بما يزيد قليلاً عن الربع.
وحول تداعيات استمرار الوضع الحالي، أشارت المسؤولة الأممية إلى أن العنف يتزايد كل يوم والوضع يزداد سوءاً، محذرةً من أنه إذا لم يتوقف القتال، فإن العواقب ستكون أكثر كارثية.
وشددت أوميناكا على أن الاقتصاد في حالة «سقوط حر»، ويكافح 20.3 مليون شخص من أجل توفير وجبة أساسية يومياً، وأن المنظمة الأممية تلقت تقارير بوفاة مئات الأطفال بسبب سوء التغذية، وإذا استمر الوضع الحالي، فمن الممكن أن ينذر بخطر المجاعة الحقيقي وخاصة إذا امتد الصراع إلى الولايات المجاورة للخرطوم، والتي تعد أكبر المنتجين الزراعيين.
وذكرت مديرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، أن استمرار التحركات الجماعية للأشخاص سواء داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة، سيشكل ضغطًا إضافيًا على الموارد المحدودة، وقد تتفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها، مع ما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية أكثر خطورة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.
وأوضحت أنه «قبل اندلاع الأزمة كان هناك 3.7 مليون شخص نازحين داخلياً في السودان، والعديد منهم في حالة نزوح طويلة الأمد منذ ذروة الصراع في دارفور بين عامي 2003 و2006، ويتأثر الأطفال بذلك بشكل خاص، حيث يحتاج 14 مليون طفل إلى المساعدات الإنسانية، ولا تزال النساء والفتيات يقعن ضحايا للعنف واسع النطاق الذي يتم الإبلاغ عنه على نطاق ينذر بالخطر».
وقف النار
قالت فيكتوريا سايز أوميناكا، مديرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان، إن العاملين في المجال الإنساني ملتزمون بتقديم المساعدة ويخاطرون بحياتهم من أجل مساعدة الأشخاص الأكثر احتياجاً خلال أصعب الأوقات، وإنهم بحاجة ماسة إلى الشركاء الدوليين والجهات الفاعلة الإقليمية لزيادة دعمهم للجهود الإنسانية ليس فقط بالتمويل، ولكن أيضاً بأصواتهم للدعوة إلى توصيل المساعدات الحيوية بشكل آمن ودون عوائق، والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق ملزم لوقف إطلاق النار قبل تفاقم الوضع.
المصدر: صحيفة التغيير