اخبار السودان

«مريومة».. من ضحية للانتهاك إلى قضية رأي عام 

في مشهد يعكس مدى تعقيد الأزمة الإنسانية والاجتماعية التي خلفتها الحرب الدائرة في السودان بين الجيش السوداني والقوات التي تقاتل معه، وقوات الدعم السريع، ظهرت قصة “مريومة”، وهي إحدى سكان منطقة الجزيرة التي أصبحت رمزًا للانتهاكات التي تطال المدنيين من قبل الأطراف المتقاتلة. 

كمبالا: التغيير

فضّلت “مريومة” البقاء في منطقتها بعد سيطرة قوات الدعم السريع، مما أثار جدلًا واسعًا حول موقفها، خاصة بعد تعرضها لاحقًا للاعتداء من قبل أحد عناصر الجيش بعد استعادة المنطقة، حيث اتهمها بالتعاون مع القوات المهاجمة.

وفي المقابل، انتشر فيديو يظهر اعتداء أحد الجنود على مريومة، مما أثار موجة واسعة من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي. وتراوحت التعليقات بين تضامن واسع معها واتهامات لها بالتعاون مع قوات الدعم السريع.

مصير المتعاونين

وأشار الدقني تبيدي في منشور له على “فيسبوك” إلى العلاقة الواضحة بين مريومة والجندي، حيث خاطبها باسمها وناداها بـ”مريومة”، مما يعكس معرفة سابقة، مضيفًا أن “أي شخص تعاون مع العدو عليه أن يتحمل العواقب”. وأكد أن الفيديو يعكس مصير المتعاونين.

أما جلال سعيد، فكتب ساخرًا: “قلتوا كانت بتسقيهم مويه، وأزيدكم كانوا جابرنها تسوق العربية وتشيل اللاسلكي”، واتهم الفيديو بأنه محاولة لتشويه سمعة الجيش.

بينما انتقد بشرى علي محاولة تحويل القضية إلى مسألة عنصرية وجهوية، وكتب قائلًا إن “قضية مريومة تظهر ازدواجية المعايير في التعامل مع المدنيين، وهي دليل إضافي على الحرب العرقية في السودان”.

إلا أن محمد يحيى أدان بشدة الاعتداء، وعلّق قائلًا: “أي اعتداء على المدنيين غير مقبول ويجب تقديم المسؤولين للعدالة. لا يصح إلا الصحيح”. وأعرب عبد الهادي محمد عن حزنه إزاء مصير مريومة، قائلًا: “مريومة أم لاثني عشر طفلًا، لم يشفع لها أصلها أو إنسانيتها، أصبحت ضحية صراع قبلي وعنصري”.

جدل وانقسام

ومع تزايد التفاعل حول قضيتها، انتشر مقطع فيديو متداول من أنصار الجيش يظهر امرأة داخل مركبة عسكرية تابعة للدعم السريع، ويُقال إنها مريومة، مما زاد من حالة الجدل والانقسام في الرأي العام بين من يدافع عن موقفها باعتبارها ضحية للظروف، ومن يشكك في براءتها بناءً على الفيديو المتداول.

الجندي الذي أهان السيدة

وقالت عبير مصطفى: “ما حدث لمريومة هو اعتداء على كل النساء. إذا كانت حية ندعو الله أن يصبرها، وإن كانت ميتة فنسأل الله أن يرحمها”. أما أكرم رمضان، فقد حاول نفي شائعات موتها، وكتب: “مريومة بخير وتخضع للتحقيق في المناقل. لا صحة لما يشاع عن تصفيتها”.

وانتقد حاتم عثمان التركيز على مريومة بينما تجاهلت الأصوات مئات الضحايا الآخرين، قائلًا: “دموع كاذبة لعيون وقحة”.

وقصة مريومة هي واحدة من بين آلاف القصص التي تعكس الانتهاكات التي يعيشها المدنيون وسط صراع عسكري معقد. وبينما يستمر الجدل حول تفاصيل الحادثة، يبقى الأهم هو الدعوة إلى وقف كافة أشكال العنف ضد المدنيين وضمان العدالة للجميع دون تمييز.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *