مرصد نزاعات : أدلة جديدة على تسهيل إيران والإمارات وصول أسلحة للجيش والدعم السريع
قدم مرصد النزاعات، المدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، أدلة جديدة على تسهيل إيران والإمارات وصول أسلحة إلى الجيش وقوات الدعم السريع.
ويمثل مرصد النزاعات، الذي يرصد أنشطة الصراع في السودان، تعاونًا بين مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل وشركتي نظم المعلومات الجغرافية إسري وبلانت سكيب أي آي.
وقال المرصد، في تقرير اطلعت عليه “سودان تربيون”، إنه تتبع 35 رحلة بين يونيو 2023 ومايو 2024، مؤكداً أن الإمارات سهلت عبرها وصول الأسلحة إلى قوات الدعم السريع من خلال مطار أم جرس في تشاد.
وتنفي الإمارات تقديم الدعم والعتاد الحربي إلى قوات الدعم السريع، رغم الاتهامات المدعمة بالأدلة التي قدمها الجيش السوداني ومنظمات حقوقية مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.
أدلة إضافية
وأفاد المرصد بأن ثلاثاً من أصل أربع طائرات أقلعت من الإمارات إلى مطار أم جرس لها تاريخ في تهريب الأسلحة، حيث كانت جزءًا من جسر جوي إماراتي لدعم خليفة حفتر في ليبيا.
وقال إن الطائرة EX76015 قامت برحلة واحدة من قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي بالإمارات إلى مطار أم جرس، وكانت ضمن الجسر الجوي لدعم حفتر، منتهكة قرار حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي.
وذكر أن الطائرة EX76003 قامت برحلة واحدة من قاعدة الظفرة إلى مطار أم جرس في 27 سبتمبر 2023، وكانت أيضًا جزءًا من الجسر الجوي لدعم حفتر.
وأوضح أن الطائرة EX76010 قامت برحلتين من قاعدة الظفرة إلى مطار أم جرس، ضمن عملية نقل جوي تنتهك حظر الأسلحة.
واستند التقرير، الذي أُجري بدعم مالي من مكتب عمليات الصراع التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، إلى المصادر المفتوحة وصور الأقمار الصناعية وإشارات البث التلقائي في برامج تتبع الرحلات الجوية.
وشدد مرصد النزاعات على أن تقارير نقلت عن دبلوماسيين ومصادر مفتوحة أكدت أن الإمارات استخدمت مطار أم جرس كنقطة طريق لتسهيل وصول الأسلحة لقوات الدعم السريع.
وبيّن أن صور الأقمار الصناعية تؤكد وجود بنية عسكرية في مطار أم جرس، بما في ذلك حظائر الطائرات والسواتر، مما يثير شكوكًا حول أن بناء المطار مخصص فقط للمستشفى في منطقة أم جرس.
وتقول الإمارات إنها أنشأت مستشفى في منطقة أم جرس لعلاج الفارين من النزاع في السودان، لكن اللاجئين يتواجدون في مدينة أدري، وكثير منهم نظم احتجاجات على استخدام أبو ظبي لمطار أم جرس.
واعتبر المرصد تقديم الإمارات قرضًا بقيمة 1.5 مليار دولار إلى تشاد قبل توسيع المطار بمثابة دليل جيوسياسي داعم للجسر الجوي وتسهيل نقل الأسلحة.
وأكد عدم وجود أدلة على أي عمليات عسكرية من المطار من قبل تشاد أو الدول المتحالفة معها ضد الجماعات المسلحة في البلاد أو شمال أفريقيا، مما ينفي النظريات البديلة للبناء العسكري في المطار وإمدادات الأسلحة.
توترت العلاقات بين الخرطوم وأبو ظبي بسبب هذا الدعم العسكري، لكنها لم تصل إلى مرحلة القطيعة الدبلوماسية، رغم اتهام الإمارات للجيش السوداني بقصف مقر إقامة سفيرها في الخرطوم، وهو ما نفته الحكومة مرارًا.
دعم طهران
وقال مرصد النزاعات إنه “يكاد يكون على يقين من أن إيران سهلت وصول الأسلحة إلى الجيش السوداني عبر رحلات جوية لطائرة EPFAB إلى مطار بورتسودان في الفترة من ديسمبر 2023 إلى يوليو 2024”.
وأشار إلى أنه حدد 7 رحلات جوية من طهران إلى بورتسودان والعودة، علاوة على رحلتين إضافيتين قامت بهما طائرة EPFAB على الأرجح إلى بورتسودان.
وأضاف: “انتهت 4 من الرحلات السبع التي قامت بها طائرة EPFAB في طهران عند ساحة انتظار القوات الجوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مطار مهرآباد، مما يشير إلى احتمال وجود شحنة عسكرية، فيما لم تكن هناك إشارات ADSB متاحة للجمهور للرحلات الثلاث المتبقية”.
وأوضح أن الطائرة EPFAB لديها تاريخ سابق في تسهيل شحنات الأسلحة من إيران، حيث لوحظت زيادة في الأسلحة الإيرانية في ساحة معارك السودان منذ أن بدأت الطائرة رحلاتها إلى البلاد.
وتدير شركة طيران قشم فارس طائرة EPFAB وهي من طراز 747200، حيث فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الشركة بسبب تسليمها شحنات أسلحة إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا.
وأشار المرصد إلى أن طائرة EPFAB متخصصة في نقل المعدات الكبيرة، حيث يمكنها تفريغ البضائع من مقدمتها، وهو ما لوحظ في رحلاتها إلى بورتسودان.
وتقع بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وهي المدينة التي اتخذها قادة الجيش مركزًا لإدارة شؤون البلاد بعد الدمار الواسع الذي لحق بالعاصمة الخرطوم جراء النزاع الذي اندلع في 15 أبريل 2023.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في 9 سبتمبر الماضي إن الجيش وقوات الدعم السريع حصلا على أسلحة ومعدات عسكرية حديثة من صنع أجنبي.
وأفادت بأن المعدات الجديدة تشمل طائرات بدون طيار مسلحة وأجهزة تشويش على الطائرات وصواريخ موجهة مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ متعددة مثبتة على شاحنات وذخائر هاون، أنتجتها شركات مسجلة في الإمارات والصين وإيران وروسيا وصربيا.
وفي 25 يوليو 2024، أكدت منظمة العفو الدولية استمرار تدفق أسلحة حديثة الصنع من الصين وصربيا وتركيا والإمارات وروسيا واليمن إلى السودان.
سودان تربيون
المصدر: صحيفة الراكوبة