مرافعة عن حرب البرهان الحاذقة اللطيفة..!!

د. مرتضى الغالي

أستاذنا دكتور عبد الله علي إبراهيم في مقاله بعنوان (الحرب كارثة حاذقة) بدا وكأنه يلقي بنكات في موكب عزاء أو مثل الذي يصدح بمونولوج ضاحك أمام نساء ثاكلات..!

لقد وجد الرجل سبيلاً ليمارس هوايته في الهجوم على قوى الحرية والتغيير، وحين تقرأ مقاله بطوله وعرضه لا تجد فيه غير انه (متضايق) غاية الضيق من مجابهة هذه القوى للكيزان و(حركتهم الاسلامجية) وتحميلها وزر الانقلاب وجريمة هذه الحرب الملعونة…. فهل كذبت هذه القوى في زعمها..؟!

وهو يسخر من تباين رؤى القوى السياسية ومن تسمّى منها بأسماء “الحرية والتغيير” و”تقدم” و”صمود”.. فما المشكلة في ذلك..؟! وما هي المذابح الدموية التي نتجت عن هذه التسميات..؟! ألم تبّدل حركتكم الاسلامجية أسماءها تمويهاً من “جبهة ميثاق” إلى “جبهة قومية” إلى “إنقاذ” إلى “حركة إسلامية” إلى “كيان خاص” إلى “كتائب ظل” إلى “براءون براءون يا رسول الله”..؟!

يقول في مقاله: (إنهم يقولون أن الحرب اندلعت للقضاء على ثورة أرادت بناء دولة تسع الجميع) وكأنه لا يوافق على هذه البديهة.. هل هناك شك في ذلك يا رجل..؟!

أراد أن يجرّم وصف القوى المناهضة للحرب بأنها عبثية..!! ولتسفيه هذا الوصف قال إن الحرب (كارثة حاذقة) مستنداً في ذلك على مقولة نسبها إلى “ونستون تشيرشل” بمعنى أنها حرب حاذقة (ذكية ولطيفة) لا يصح أضاعتها جزافاً.. وتسميتها حرب عبثية..!. (ياخي حتى البرهان قال عنها حرب عبثية)..!

إنه يهاجم القوى المدنية التي تقول (لا للحرب) على امتداد مقالاته وكأن هذه القوى هي التي أشعلت الحرب وقصفت الناس وأزهقت الأرواح وشرّدت الملايين وصنعت قوات الدعم السريع وأفرخت كل هذه المليشيات التي لا تجد من الدكتور مثل هذا الهجوم الصاخب على القوى المدنية..! ولا أحد يدري ما هو (الثأر البايت) بين د. عبد الله وبين هذه القوى المناهضة للحرب..؟!

إنه يسهب في مهاجمة ما يسميه (النُخب المتنازعة) ولا يتحدث عن الحركات المسلحة المتنازعة والمتشاكسة بالرصاص فيما بينها، وبينها وبين الجيش المتنازع أيضاً مع نفسه، ومع مليشياته التي صنعها بيديه، ومع مليشيات الحركة الاسلامجية.. ومع (أولاد قمري)..! وكلهم يوجّهون بنادقهم إلى صدور المواطنين الأبرياء.. فهل أدى تنازع القوى المدنية إلى قتل قط ضال..؟!!

إنه يسميهم مجموعة (لا للحرب) وكأن معارضة الحرب رزيلة ونقيصة ووصمة عار وفضيحة أخلاقية أو صك إدانة وجريمة يعاقب عليها القانون..!

د. عبد الله علي إبراهيم يجتهد في إغاظة من يرى أنهم خصومه في الموقف السياسي أو الفكري حتى ذهب مذهباً أعلن فيه تأييده لمواصلة هذه الحرب الفاجرة مهما تطاولت.. على ذات قول ياسر العطا (ولو استمرت مائة عام) ولكن د. عبد الله يربط بين مواصلة الحرب وبين وصول البرهان وعسكر الانقلاب والكيزان إلى قناعة (بسلامة موقفهم التفاوضي)..!!

هل المطلوب الاعتبار بكارثة هذه الحرب العبثية بمواجهة الفاعلين ومحاسبة الجلاد أم (باللف والدوران)..!

هذه (كتابات مُضرّة) تتلاعب بالكلمات في زمن حز وجز الرءوس بسواطير الجهل وبنادق القهر..!

ألا يرى هذا الرجل هذه الحقيقة الناصعة ويعترف (يوماً واحداً) بما فعل الكيزان بالسودان وبمسؤوليتهم عن هذا الانقلاب الدموي وعن إشعال هذه الحرب (الحاذقة) التي أهلكت الحرث والنسل..!

نأمل أن تحل كل القوى السياسية والمدنية المناهضة للحرب نفسها وتسرّح كوادرها.. لنرى ماذا يفعل د. عبد الله بكل هذا المخزون الهائل من التحامل..!

الله لا كسّب الإنقاذ..!!

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.