مدنية الفاشر … تكلفة الرمزية التاريخية والموقع من خارطة الحرب
إبراهيم سليمان
لاشك أن للأمكنة أقدار ، وأن للشهرة ثمن ، قد تكون تداعيات الأهمية الجيوسياسية أرواح غالية ودماء طاهرة.
يبدو أن السياقات التي أبقت مدينة فاشر السلطان صامدة في وجه التحولات الدراماتيكية لمدن إقليم دارفور فما بعد الخامس عشر من أبريل 2023م هي التي جعلتها تدفع الثمن مضاعفا عما دفعتها المدن الأخرى في الجنينة وزالنجي والضعين وحتى نيالا.
ذلك أن المواجهات المسلحة في المدن الأخرى ، كانت ثنائية الأطراف ، بينما دخل طرف ثالث في حرب الفاشر. وأن أقدار مجريات الحرب ، ربط مصير الإقليم الغربي (دارفور وكردفان) ربطاً محكما بمآل المعارك الضارية في مدنية الفاشر الآن. بل هنا من يرى أن مصير مدينة الفاشر ، ربما يضع مصير وحدة البلاد على المحك.
أن خارطة المعارك وتداعيات التحالفات السياسية والعسكرية ، علّقت اتفاق جوبا للسلام بأسوار قصر السلطان على دينار على الضفة الغربية للمدينة ، فإن انهدّ السور السلطاني ، سقطت الاتفاقية تلقائياً ، وانفض سامر التحالف ما بين الجيش السوداني وما عرفت بحركات (المشتركة).
كل هذه العطيات القدرية ، وجدت مدينة الفاشر ، مجبرة على سداد تكاليفها الباهظة من أرواح أبنائها ، وبنياتها التحتية ، وليس بإمكان أحد التكهن بمصيرها في قبل الأيام ، فهي بين ناريّ الصمود ضمن خارطة السودان القديم (دولة ــ 56) أو الانعتاق نحو آفاق مفتوحة ، تتخلق ملامحها في مخاص عسير ، ولكلا الخيارين تكلفتها ، والمؤسف فاشر السلطان ليست لديها خيار ، استسلمت لأقدار التاريخ وصيرورته ، وفي انتظار المصير المحتوم! نتمنى ألاّ يطول الانتظار ، لكي لا تتضاعف التكلفة أرواحاً ودماءً ومنشآت حيوية.
# لا للحرب .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة