مخاوف من تأثيرات سد النهضة .. زلزال بقوة 5.5 درجة يهز إثيوبيا و السلطات تجلي المواطنين
ذكر مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي أن زلزالا بقوة 5.5 درجة ضرب إثيوبيا، اليوم الجمعة، ومؤخراً شهدت إثيوبيا العديد من الزلازل بدرجات متفاوته ما أثار مخاوف تأثيرها على جسم سد النهضة.
التغيير ـــ وكالات
وقال المركز إن الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات، بحسب وكالة “رويترز”، وفي وقت سابق، أفادت هيئة إذاعية وتلفزيونية تابعة للدولة في إثيوبيا ومكتب جيولوجي حكومي بأن هناك بوادر على بدء ثوران بركان بشمال شرق البلاد، الجمعة، مما دفع السلطات إلى نقل سكان لأماكن إيواء مؤقتة.
سد النهضة
ونوه أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي، إلى أن عدد الزلازل في إثيوبيا قد ارتفع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في العام الحالي، حيث تم تسجيل عدد غير مسبوق من الهزات الأرضية، مقارنة بالأعوام السابقة.
واستطرد «شراقي»، أنه تم تسجيل 41 زلزالًا متوسط الشدة في إثيوبيا، مقارنة بخمسة إلى ستة زلازل سنويًا قبل بناء سد النهضة، و أشار إلى أن هذا الارتفاع يثير تساؤلات حول العلاقة المحتملة بين هذه الزلازل وبناء سد النهضة.
و اليوم الجمعة نشر المعهد الجيولوجي الإثيوبي مقطع فيديو على صفحته على “فيسبوك” يظهر ما يبدو أنه غبار ودخان يتصاعدان من بركان في أواش فنتالي بمنطقة عفار.
ونقلت هيئة “فانا” للإذاعة والتلفزيون عن مسؤول إداري في عفار قوله إن السلطات أجلت السكان من المنطقة المتضررة التي تبعد نحو 165 كيلومترا عن العاصمة أديس أبابا.
وقال شيفراو تيكليمريم، مفوض لجنة إدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية، إن من السابق لأوانه وصف هذا النشاط بأنه ثوران بركاني، لكن السلطات لن تخاطر بالسكان.
وكانت المنطقة، التي تشهد نشاطا بركانيا، عرضة أيضا للزلازل والهزات الأرضية في الشهور القليلة الماضية.
نشاط بركاني
و حذر الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، من تطور الزلازل الإثيوبية إلى نشاط بركاني، وبدأ بانفجار بركان دوفن Dofen، لافتا إلى أنه بدأ صباح اليوم الجمعة 3 يناير 2025 نشاط بركان دوفن (منطقة عفار) الذي يقع في منطقة الزلازل المستمرة حاليا والتى بدأت في 21 ديسمبر الماضى وبلغت أكثر من 120 زلزال بين 4.3 5.2، حيث انبعاث الأبخرة والغازات والغبار، والنشاط الزلزالى مستمر حيث وقعت اليوم حوالى 8 زلازل (حتى الساعة 3 مساء) بقوة تتراوح بين 4.5 و5 درجات على مقياس ريختر وعمق 10 كم
وأوضح شراقي أن بركان دوفن من النوع الطبقي (متعدد النشاط) يبلغ ارتفاعه 1151 م فوق سطح البحر، 450 م أعلى المناطق المجاورة، ولم يسجل نشاطا كبيرًا من قبل سوى تدفقات حمم بركانية صغيرة من خلال التشققات، وقد يزداد النشاط البركانى إلى مزيد من الحمم البركانية، وقد يمتد أيضا إلى بعض البراكين المجاورة أهمها بركان فنتالي Fentale إلى الجنوب، والذي سجل آخر نشاط كبير له منذ أكثر من 200 سنة (1820) ويبلغ ارتفاعه 2007 أمتار ويتميز بفوهة بركانية كبيرة بقطر 4 كم وعمق 350 م.
وأشار أستاذ الموارد المائية إلى أنه يوجد في منطقة الأخدود الإثيوبية حوالى 59 بركانا تكونت في العصر الجيولوجى الحديث منذ حوالى 12 ألف سنة، معظمها خامد عدا بركان «إرتا أليه» الذي بدأ نشاطه الحديث منذ عام 1967 ويزداد نشاطه بين الحين والآخر ففى عام 2005 حدث انفجار كبير أدى إلى نفوق 250 رأسا من الماشية وأجبر آلاف السكان على الفرار.
الأخدود الأفريقي العظيم
المنطقة الإثيوبية تعد واحدة من أكثر المناطق نشاطًا للزلازل في القارة الأفريقية، ويرجع ذلك إلى سبب جيولوجي معروف وهو وجود الأخدود الأفريقي العظيم.
و يعتبر هذا الأخدود هو أكبر فالق على سطح الأرض، وهو نشط جيولوجيًا، مما يجعله سببًا رئيسيًا في حدوث الزلازل والبراكين في المنطقة، ما يعتبرها بعض العلماء أن الزلازل التي تشهدها إثيوبيا حاليًا هي نتيجة طبيعية لهذا النشاط التكتوني.
المصدر: صحيفة التغيير