محمد كردفاني يعلن عن فيلمه الجديد عن “الحب وقوانين سبتمبر”

يقدم الفيلم شخصيات خيالية تتحرك ضمن واقع سياسي واجتماعي مأزوم، ليقدّم من خلالها كردفاني معالجة إنسانية لعلاقة الحب والحرية والسلطة في لحظة مفصلية من تاريخ السودان الحديث..

التغيير: الخرطوم

أعلن المخرج السوداني محمد كردفاني عن انطلاق مشروعه السينمائي الجديد بعنوان “عن الحب وقوانين سبتمبر”، وهو فيلم درامي رومانسي تدور أحداثه في سياق سياسي وتاريخي مستلهم من التحولات الكبرى التي شهدها السودان في مطلع ثمانينات القرن الماضي، بين تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية واندلاع ثورة أبريل 1985.

ويقدم الفيلم شخصيات خيالية تتحرك ضمن واقع سياسي واجتماعي مأزوم، ليقدّم من خلالها كردفاني معالجة إنسانية لعلاقة الحب والحرية والسلطة في لحظة مفصلية من تاريخ السودان الحديث.

وجاء الإعلان عن المشروع بالتزامن مع مشاركة الفيلم في سوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث يخوض حالياً مرحلة التطوير والتمويل.

وأعرب كردفاني عن امتنانه الكبير للمهرجان، مؤكداً أن “البرنامج كان وما يزال داعماً أساسياً لمسيرته السينمائية منذ فيلمه الأول وداعاً جوليا، الذي فتح أمامه أبواباً واسعة للوصول إلى جمهور عالمي”.

وكتب كردفاني في صفحته على فيسبوك: “أنا متحمس لانطلاق رحلة تطوير وتمويل الفيلم من سوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي كان داعماً أساسياً لمسيرتي منذ البداية. هذا المشروع يمثل خطوة جديدة في مساري الفني، وسعياً لمواصلة رواية تاريخ السودان الحديث عبر السينما.”

ويشارك في كتابة الفيلم إلى جانب كردفاني خالد الوليد، بينما يتولى الإنتاج المشترك خالد عوض عبر شركة كلوزيوم ستوديوز. ويمثل المشروع تعاوناً دولياً واسعاً بين السودان وفرنسا وألمانيا والسويد، بمشاركة المنتجين مارك إرمير ومايكل هنريكس وإسراء الكوقلي عن شركة ريفر فلاور ستوكهولم السويدية.

ويعكس هذا التعاون المكانة المتنامية للسينما السودانية على الساحة العالمية، واهتمام صنّاع الأفلام الأوروبيين بالمشاركة في رواية القصص الإفريقية بمنظور أصيل وإنساني.

ويسعى كردفاني، من خلال “عن الحب وقوانين سبتمبر”، إلى استكشاف علاقة الفرد بالنظام السياسي والديني في مرحلة اتسمت بالتحولات الجذرية في السودان. ويأتي الفيلم كجزء من مشروع فني أوسع يعمل عليه المخرج لتوثيق تاريخ السودان الحديث عبر السينما، مستكملاً ما بدأه في فيلمه الأول وداعاً جوليا، الذي نال إشادة نقدية دولية وجوائز متعددة، بينها جائزة الحرية في مهرجان كان السينمائي.

مرحلة مهمة

وعبّر عدد من المبدعين السودانيين عن سعادتهم بالمشروع الجديد، ومن بينهم المخرج محمد العمدة الذي كتب مهنئاً كردفاني قائلاً: “مبروك لكردفاني مشروع فيلمه الروائي الجديد عن الحب وقوانين سبتمبر. إنها مرحلة من تاريخ السودان تعكس إلى أين وصلنا.”

وأضاف العمدة أن العمل الجديد يمثل خطوة مهمة في مسار السينما السودانية التي بدأت تستعيد حضورها الإقليمي والدولي بفضل جهود مبدعين حقيقيين يحملون همّ الوطن في أعمالهم.

ويشكل فيلم “عن الحب وقوانين سبتمبر” إضافة نوعية مرتقبة في المشهد السينمائي السوداني والعربي، إذ يجمع بين البعد التاريخي والسياسي والرؤية الإنسانية العميقة، في عمل يتوقع أن يواصل مسيرة كردفاني المتميزة في طرح أسئلة الهوية والحرية والمصالحة عبر الفن السابع.

ومع انطلاق رحلة التطوير في سوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، يترقب جمهور السينما في المنطقة والعالم تفاصيل أكثر عن هذا العمل الطموح الذي يحمل توقيع أحد أبرز الأصوات السينمائية السودانية المعاصرة.