مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر يوافق على خطة “السيطرة الكاملة على غزة”، فما تفاصيلها؟

صدر الصورة، Getty Images

أقر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، (الكابينت)، الخطة التي اقترحها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لفرض “سيطرة عسكرية كاملة” على قطاع غزة حسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت ومراسل موقع أكسيوس الأمريكي باراك رافيد.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إنه بعد أكثر من عشر ساعات من المشاورات المتواصلة، قرر مجلس الوزراء التصويت لصالح مقترح نتنياهو بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة، رغم تحذيرات رئيس أركان الجيش من هذه الخطوة.

وتمنح الخطة العسكرية التي تمت الموافقة عليها، القوات العسكرية الإسرائيلية الضوء الأخضر للسيطرة على كامل مساحة قطاع غزة.

ماذا نعرف عن خطة “السيطرة العسكرية الكاملة”؟

في حين يقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر حالياً على حوالي ثلاثة أرباع غزة، فإن الخطة التي اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي تسعى للسيطرة على كامل أراضي القطاع بما في ذلك الأماكن التي يكتظ فيها أكثر من مليوني فلسطيني أغلبهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية في تقرير لها، إلى أن الموافقة على خطة نتنياهو، تعني أنه سيكون من المتوقع أن يبدأ الجيش الإسرائيلي العمل في مناطق جديدة لم ينشط فيها حتى الآن في قطاع غزة، بما يشمل السيطرة على المخيمات الواقعة في وسط القطاع ومدينة غزة، رغم تحذيرات رئيس الأركان من تبعات هذه الخطوة.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة، أن “الخطة التدريجية” تشمل عدة مراحل، منها توجيه نداء لسكان المناطق المستهدفة بالتحرك نحو الجنوب، ثمّ فرض طوق أمني على مدينة غزة، ويليها تنفيذ عمليات اقتحام إضافية داخل التجمعات السكنية في وقت لاحق.

وتقول وسائل إعلام إسرائيلية، إنه سيتم إرسال عشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين لقطاع غزة لتنفيذ الخطة المقترحة.

أشارت تقارير إلى أنه وفقاً لمراحل الخطة، فإن القوات الإسرائيلية ستُركّز في البداية على السيطرة الكاملة على مدينة غزة، ونقل سكانها البالغ عددهم مليون نسمة إلى الجنوب.

غزة

صدر الصورة، Getty Images

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

ثمّ في المرحلة التالية، ستسيطر القوات الإسرائيلية على مخيمات اللاجئين في وسط غزة والمناطق التي يُعتقد أن هناك رهائن محتجزين فيها، والتي امتنع الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ عمليات داخلها في وقت سابق بسبب احتمالية وجود رهائن أحياء، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

كما أشارت تقارير إلى إمكانية تنفيذ هجوم آخر بعد أسابيع بالتوازي مع زيادة في المساعدات الإنسانية.

وتزامناً مع ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، إن حكومته قررت “احتلال” قطاع غزة بالكامل، لكنها “لا تفكر في حكمه أو الاحتفاظ به”.

وأوضح نتنياهو أن إسرائيل لديها ثلاث مهام أساسية تسعى لإنجازها في غزة، أولها هو “القضاء على حماس كقوة حاكمة وعسكرية في غزة”، ثمّ تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، وأخيراً ضمان أن غزة “لن تشكل تهديداً لإسرائيل مرة أخرى”، على حد وصفه.

وأضاف نتنياهو لفوكس نيوز: “نحن نسير على الطريق الصحيح” في سبيل تحقيق ذلك.

وأثارت خطة نتنياهو ردود فعل واسعة، إذ اعتبرت الأمم المتحدة التي تقدّر أن 87 في المئة من قطاع غزة يقع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية أو يخضع لأوامر إخلاء أن أي تحرك لتوسيع العملية العسكرية في غزة، سيكون له “تداعيات كارثية”.

غزة: من الانسحاب والحصار، إلى إعادة “الاحتلال”

ويمتد قطاع غزة الذي يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتحده إسرائيل من الشمال والشرق، ومصر من الجنوب، على مساحة إجمالية تبلغ نحو 365 كيلومتراً مربعاً، على شكل شريط ضيق بطول 41 كيلومتراً، ويتراوح عرضه بين 6 إلى 12 كيلومتراً.

ويُسمّى القطاع نسبة إلى مدينة غزة، أكبر مدنه ومركزه الإداري، ويضم خمس محافظات رئيسية، وهي: غزة، شمال غزة، دير البلح، خان يونس، ورفح.

ويعيش في القطاع أكثر من 2.1 مليون نسمة، معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا من مناطقهم عام 1948، ما يجعله من أكثر الأماكن اكتظاظاً على مستوى العالم، إذا ما تمّت مقارنة التعداد السكاني مع مساحته.

ويتركز سكان القطاع في عشرات التجمعات والمخيمات، أبرزها جباليا وبيت حانون ورفح وخان يونس.

على مدى السنوات، شهد القطاع أعمال عنف عديدة، حتى عام 2004، حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، أرييل شارون، عن خطة أحادية الجانب تُعرف باسم خطة فك الارتباط، بهدف إعادة تموضع إسرائيل خارج قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية.

وجاءت تلك الخطة في سياق تصاعد العنف خلال ما عُرف بالانتفاضة الفلسطينية الثانية، إذ سعت الحكومة الإسرائيلية آنذاك لتقليل الاحتكاك المباشر مع الفلسطينيين، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

قطاع غزة

وبدأ تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي في منتصف أغسطس/آب 2005، وشمل إخلاء 21 مستوطنة إسرائيلية في قطاع غزة، كانت تضم نحو 8,000 مستوطن، بالإضافة إلى إخلاء أربع مستوطنات صغيرة في شمال الضفة الغربية. كما انسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من داخل القطاع، منهياً بذلك وجوداً عسكرياً دام قرابة 38 عاماً.

ورغم ذلك، احتفظت إسرائيل بالسيطرة على المعابر الحدودية، والمجال الجوي، والمياه الإقليمية، ما اعتبره السكان حصاراً إسرائيلياً على القطاع، خاصة وأن القطاع كان يعاني من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

بدأ صعود حركة حماس إلى السلطة في القطاع عام 2006 حين فازت الحركة بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، لكنها سيطرت على القطاع رسمياً عام 2007 بعد أن رفض إسماعيل هنية قرار إقالته من رئاسة الحكومة وتسليمها لسلام فياض حينها، وقرر تشكيل حكومة في غزة حكمت القطاع على مدار السنوات التالية.

وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفّذ عناصر من حماس هجوماً غير مسبوق على بلدات غلاف غزة، تسبب في مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز قرابة 250 آخرين كرهائن، لتبدأ إسرائيل بعدها عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع، قالت إنها تهدف لإعادة الرهائن و”القضاء” على حركة حماس وضمان أن لا تشكل غزة أي تهديد مستقبلي لإسرائيل.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.