مجزرة «الشريف مختار» بالجزيرة.. جريمة مكتملة الأركان
تسببت مجزرة قرية الشريف مختار بولاية الجزيرة في نزوح غالبية السكان إلى مدينة المناقل غرب الولاية وولاية النيل الأبيض بعد مقتل 14 شخصاً.
التغيير: عبد الله برير
لن ينسى سكان قرية الشريف مختار بولاية الجزيرة وسط السودان أواخر شهر فبراير 2024م الذي اختتمته قوات الدعم السريع بمجزرة راح ضحيتها 14 من سكان القرية.
وأصيب وقتذاك عدد مقدر من الشباب عند تصديهم لمحاولات الدعم السريع دخول القرية الواقعة جنوب غرب ولاية الجزيرة.
وبحسب شاهد عيان فإن القوات المهاجمة استخدمت صواريخ من طراز كاتيوشا في مواجهة المدنيين العزل.
واستشهد في الحال 14 شخصاً منهم مدير مدرسة القرية وهو الأستاذ حمزة عبد الرحمن، والمحامي محمد علي عبد الله، والطبيب عبد الله عباس سليمان، و محمد علي أبو نمرة، عبد الرحمن موسى التهامي، محمود محمد عبد الفضيل، عبد القادر الكليس، محمد عثمان آدم، صابر علي أبو حجل و بلال علي فضل السيد.
وتسبب الهجوم في نزوح غالبية سكان الشريف إلى مدينة المناقل غرب ولاية الجزيرة وولاية النيل الأبيض المتاخمة لها.
قتل وسلب ونهب
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة في 18 ديسمبر الماضي وسرعان ما غزت قرى ومحليات الولاية، وصاحبت هجماتها عمليات سلب ونهب وتقتيل وترويع كثيرة للسكان.
واستسلمت بعض القرى فيما رفضت قرى أخرى الرضوخ وأخرجت شبابها لمواجهه المليشيا وأغلقت الطرق المؤدية مما جعل هذه المناطق تجابَه بعنف كبير من القوات المهاجمة وبالتالي مقتل وجرح ونزوح وسرقة ممتلكات السكان.
وبحسب المرصد المركزي لحقوق الانسان في السودان، فإن قوات الدعم السريع هاجمت 39 قرية بالجزيرة خلال ثلاثة أسابيع.
واستغلت القوات انقطاع خدمات الاتصالات والانترنت بالولاية وقتذاك وارتكبت جرائم أسفرت عن مقتل 46 مدنياً وإصابة أكثر من 90 بحسب الإحصاءات الأولية.
هجوم عسكري
وسبق أن تعرضت قرية الشريف مختار للهجوم ديسمبر الماضي لتتكرر الحادثة بصورة أبشع ويصاحبها سقوط القتلى والجرحى مع نهب واسع للآليات الزراعية والهواتف والذهب والمقتنيات والسيارات.
ورفض المحامي أسامة خضر حميدة وهو من سكان القرية محاولة نسب الأحداث التي وقعت بالشريف مختار إلى متفلتين، ووصف ما تم بأنه هجوم عسكري بعربات قتالية استخدمت فيها صواريخ كاتيوشا لمهاجمة القرية.
وقال في حديثه لـ(التغيير): الهجوم السافر نتج عنه إصابة ومقتل العشرات ونزوح وتهجير البقية ورعب للأهالي وهروب إلى القرى والمدن المجاورة وتشتت شمل الأسر في ظل انقطاع الاتصالات.
وتساءل: لماذا يهاجموننا نحن في قرية نائية ليس بها مسؤول حكومي ولا وزير ولا خفير ولم تحكم في دولة 56 المزعومة؟.
واضاف: لا يتذكروننا إلا في وقت الانتخابات ونحن لا نملك مستشفى ولا مركز صحي حتى، هذه القوات هاجمتنا بـ100 مقاتل، وندعو عبركم الجهات المسؤولة والمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات ووقف الهجوم على القرى الآمنة التي ليس لها علاقة بالحرب.
المصدر: صحيفة التغيير