مجزرة «أم حفيرة».. قصة حصاد الموت في ليالي الحرب بشمال كردفان
تقع منطقة أم حفيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها «1500» نسمة شمال مدينة الرهد وشرق مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان غرب السودان.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
بعد ساعات من هجوم قوات الدعم السريع عليها، أفادت مصادر محلية «التغيير» بمقتل عشرات المدنيين.
و تعددت التأويلات، مع تضارب الروايات، في اعقاب المجزرة التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء لتلحق بالمجازر التي ارتكبت منذ اندلاع الحرب بين الجيش و قوات الدعم السريع.
و في رواية لأحد سكان المنطقة المجاورة الذي قال لـ«التغيير» ان مجموعة من قوات الدعم السريع حاولت نهب شاحنة بالقرب من المنطقة الا ان اصحاب الشاحنة كانوا قد استنجدوا بسكان المنطقة لانقاذهم.
و يمضي في حديثه إلى أن سكان المنطقة نجحوا في انقاذ اصحاب الشاحنة و هرب فرد من قوات الدعم السريع الذي ابلغ قواته بما حدث.
و يضيف ان قوات الدعم السريع حاصرت منطقة ام حميرة ليلا و بدأت بعد ذلك باطلاق الاسلحة الثقيلة داخل المنطقة و من ثم بدأوا بالتفتيش داخل القرية.
و قال المواطن ان عدد الضحايا وصل إلى «26» قتيلا بينهم اطفال و هنالك اخرون حاولوا الهروب و لكن لم يسلموا من الرصاص و قتل منهم نحو «10» مجهولي الهوية بالقرب من منطقتي ام شٍقيل و بولي بالقرب من المنطقة.
و على مدى ثلاثة ايام منذ وقوع المجزرة لم يستطع احد الوصول إلى المنطقة لإغاثة المنكوبين داخل المنطقة نتيجة للحصار الذي كان قد فرضته قوات الدعم السريع عليها.
و في رواية اخرى يقول احد الناجين من المجزرة ان ما يقارب « 20 » سيارة تتبع لقوات الدعم السريع كانت قد هاجمت المنطقة عقب صلاة المغرب مستخدمة المدفعية و الاسلحة الثقيلة.
هجوم انتقامي بالأسلحة الثقيلة
و كان شهود عيان قالوا لـ«التغيير» ان سكان المنطقة باعوا مواشيهم خارج القرية و اثناء رجوعهم حاولت قوات الدعم السريع قطع الطريق لنهب اموالهم و حدث اشتباك فيما بينهم .
و لاحقا عادت قوات الدعم السريع بمهاجمة القرية ليلا بالاسلحة الثقيلة مما ادى الى سقوط عدد من الضحايا المدنيين .
و حرقت المنازل و المتاجر و عدد من السيارات إلى جانب المخازن و المحاصيل التجارية و حتى الحيوانات لم يسلموا من وابل الرصاص .
و بعد ثلاثة أيام من المجزرة استطاع المواطنين بالقرى المجاورة من دفن اكثر من « 20 » جثة من بينها جثث مجهولة الهوية بعضها كان قد تفحم بسبب الحرائق .
و بحسب مصادر كانت قد تحدثت لـ«التغيير» فإن قوات الدعم السريع هاجمت القرية بالاسلحة الثقيلة و اضافوا ان المنطقة و مناطق اخرى مجاورة ما زالت تحت حصار القوات.
و ظلت قوات الدعم السريع ما يقارب اسبوع تمارس النهب و السرقة حول القرى الواقعة بالقرب من مدينة الرهد التى كان قد هاجمتها سابقا .
و منذ اكثر من اسبوع ظلت قوات الدعم السريع تفرض حصار على مدينة الأبيض في عدد من الاتجاهات مع انتشارها في قرى و مناطق مجاورة للمدينة .
المصدر: صحيفة التغيير