متى نحترم عبد الحي يوسف وبقية علماء الدين؟
العلماء ليس معصومين من الخطأ . كما يستدرك عليهم ويحق نقدهم .
قال الشيخ عبد الحي في تسجيله الاخير (ان الحرب اتى بها الله لتاتي للحركة الاسلامية بريقها والقها !!!. ان الله لا ياتي بالحرب ولا ياتي بالشر ولا ياتي بالتدمير يا شيخ فهو اللطيف بعباده وهو الرحمن الرحيم .. لو كان الله ياتي بالحرب والقتل لارسل لنا الحجاج بن يوسف رسولا )
العلماء بشر كغيرهم ولا يمنع ان يكون الاستدراك والنقد عليهم بعلم . ولكن كلما اقتربوا من السياسة وربطوا فتاويهم بالتسييس كلما زاد القدح فيهم وستغتابهم الناس ويكثر الحديث عنهم . وغيبتهم والحديث فيهم فيه ضرر للاسلام وللعقيدة . واذا كان للانبياء حق التبجيل والتعظيم والتكريم من الطبيعي لورثتهم وهم العلماء نصيب من ذلك وفي توقيرهم توقر الشريعة التي يحملونها وباهانتهم تهان الشريعة وفي اذلالهم وسقوطهم امام اعين الناس سوف يذل العلم الذي يحملونه في صدورهم ولم يبق لهم قيمة وكثرة احتقارهم والاذراء عليهم فيه ضياع للشريعة وتمزيقها وتجريحها . لذلك الافضل لهم وللدين ان يبتعدوا عن السياسة والسياسيين
نحترم علماء الدين ولا يغتابهم الناس عندما لا يكونوا علماء لاغراضهم الخاصة وطوائفهم واحزابهم وينظروا ما يرضيهم . اذا رأوهم علي شي افتوا بما يرضيهم ثم يحاولوا ان يحرفوا النصوص من اجل موافقة اهواءهم
وان لا يكونوا علماء الدولة والسلطان ينظروا ماذا تريد الدولة فيفتوا بما تريده ولو كان ذلك تحريف كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
وكذلك تكون لحومهم مسمومة ومحترمين ولا يتحدث عنهم احد بسوء اذا ما كانوا علماء للملة وللانسانية جمعا وينشروا دين الاسلام بالموعظة الحسنى وليس بالترهيب والتخويف ويفتوا بدين الاسلام عن علم ولا يبالوا بما دل عليه الشرع اوافق اهواء الناس والسلطان ام لم يوافق
الملاحظ لمواقف علمائنا وما يسمون رجال الدين غالبيتهم كانوا يعظون الناس في كل شي الا فيما بحتاجونه اليه حقا . ومنهم من لم يكتفوا بالسكوت عن الحق بل أعانوا الظالم علي الظلم هؤلاء السبب الاصيل في تخلفنا
اذن فكيف تكون لحومهم مسمومة ونحترمهم ؟
ومن شأن تدخل علماء الدين في السياسة من غير دراية والبعيدة عن الاحداث من اجل اغراض شخصية او لحزب او طائفته ستقلل من قيمة العلم الذي في صدورهم والذي يعلمونه للناس وتتبدت الثقة في ما بينهم وما بين من يعلمهم ولا يقبل الناس بما يأتون به من العلم وهذا فيه ضرر كبير علي الدين مما يضطر الناس ان يخوضوا في الحديث عنهم واحيانا عدم احترامهم
ياسر عبد الكريم
المصدر: صحيفة الراكوبة