أطلقت شبكة أطباء السودان تحذيرًا حول الوضع الإنساني الكارثي في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي ترزح تحت حصار خانق أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية والغذائية إلى مستويات غير مسبوقة. الشبكة، وفي بيان رسمي وصفت الوضع في المدينة بأنه “كارثة إنسانية متكاملة الأركان”، مطالبة بتدخل دولي عاجل لإنقاذ المدنيين من الجوع والمرض والموت.
الفاشر: التغيير
وتشير البيانات الواردة في البيان إلى أن المدينة وصلت إلى المرحلة الثالثة من مراحل انعدام الأمن الغذائي وفقًا للتصنيفات الدولية، وهي مرحلة ما قبل المجاعة. هذه المرحلة تعني، بحسب خبراء الإغاثة، أن السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء، مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.
وأكدت الشبكة أن آلاف العائلات داخل المدينة لم تعد تجد ما تسد به رمقها، في ظل شح المواد الغذائية، وغياب أي إمكانية لتوفير احتياجاتها الأساسية من الغذاء أو المياه النظيفة، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، والذي منع بشكل تام دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية إلى المدينة.
الخدمات الصحية تنهار بالكامل
لم يكن القطاع الصحي أفضل حالًا، فوفقًا للبيان، تعاني المستشفيات والمراكز الصحية في الفاشر من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية، بما في ذلك المحاليل الوريدية، والمضادات الحيوية، وحتى مستلزمات الجراحة الطارئة.
هذا الوضع يعرض حياة مئات الجرحى والمرضى للخطر، لا سيما مع ازدياد حالات سوء التغذية الحاد والتفشي المحتمل للأوبئة نتيجة لتردي الأوضاع الصحية وتلوث مصادر المياه.

حصار خانق ومساعدات ممنوعة
قالت شبكة أطباء السودان إن الحصار المفروض على المدينة ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا إنسانيًا. حيث يتم منع قوافل الإغاثة، سواء التابعة للمنظمات الدولية أو المحلية، من دخول المدينة، ما أدى إلى توقف تام في سلاسل الإمداد الغذائي والدوائي. كما أشارت إلى أن المعابر التي كانت تستخدمها فرق الإغاثة سابقًا قد أُغلقت، ما جعل المدينة محاصرة تمامًا، ومعزولة عن العالم الخارجي.
ووجهت الشبكة نداءً عاجلًا إلى الحكومة السودانية والسلطات المحلية في شمال دارفور، بالإضافة إلى الأمم المتحدة ووكالاتها، ومنظمات الإغاثة الدولية، من أجل التحرك الفوري لفتح ممرات إنسانية آمنة، والسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين المحاصرين.
وقالت في بيانها:”مدينة الفاشر اليوم تُطلق صرخة استغاثة. الجوع ينهش أجساد الأطفال، والمرض يفتك بالضعفاء، والموت بات أقرب إليهم من أي وقت مضى. نناشد كل من يحمل ضميرًا إنسانيًا أن يتدخل الآن… وليس غدًا”.
صمت دولي
يأتي هذا النداء في وقت يزداد فيه القلق الدولي من تفاقم الأوضاع في إقليم دارفور بشكل عام، بعد أشهر من التصعيد العسكري، وانهيار البنية التحتية، وتفاقم معاناة السكان في مناطق النزاع. ومع استمرار الحصار على الفاشر، يحذر مراقبون من أن المدينة قد تتحول إلى بؤرة كارثة إنسانية قد يصعب احتواؤها، ما لم يتم التحرك العاجل لرفع الحصار وتقديم الدعم الإنساني اللازم.
المصدر: صحيفة التغيير