اخبار السودان

ما يحدث في السودان جعلنا علي حافة الكفر بالمسلمات

طلعت محمد الطيب

طلعت محمد الطيب

كم هو محزن ما يحدث في بلادنا من قتل وتشريد ونزوح وتدمير .
بسبب موضوع الشر ووجوده في العالم كان أبو الليبرالية
جون ستيورات مل قد رفض التصور القائل بأن الله ذو قدرة كلية .
Omnipotent
حاول مل “انسنة” مفهوم الله لأن الديانات الابراهيميه الثلاثة قالت بأن الله خلق الإنسان علي صورته.
الوحيد الذي خرج من هذا التصور هو الفيلسوف باروخ اسبينوزا لانه جعل قوانين الطبيعة هي الإله نفسه.
لكن المهم في التصور الابراهيمي بعاليه هو ان لودفيغ فيورباخ وهو احد الهيجيليين الشباب الألمان عكس هذا التصور بأن قال إن الانسان هو من خلق الله علي صورته.
ماركس وانجلز كانوا ايضا من الهيجيليين الشباب وكانوا متحمسين لافكار فيورباخ ولكنهم “ضلوا الطريق وفقدوا البوصله” بادعائهم إنهم استعدلوا ديالكتيك هيجيل الذي كان مقلوبا باعتبار أن المادة تسبق الروح في الوعي وسموها المسألة الأساسية في الفلسفة.
هيجيل بدوره كان قد ضل الطريق بمحاولات هدمه لافكار كانط خاصة قوله بإمكانية المعرفة عن طريق التناقضات.
ديالكتيك الحضور والغياب مثلا يمكن ان يستدل به علي وجود الغائب وهو الله وذلك علي طريقة البعرة تدل علي البعير.
تصور ساذج مقارنة بافكار إيمانويل كانط حول طبيعة المعرفة وطبيعة العقل البشري وعدم امكانية تصور المجردات.
لكن تبقي أهمية أفكار هيجيل تتمثل في أن الفكرة ونقيضها يمكن ان تتحول بالحوار والتلاقح إلي فكرة جديدة أو ان تنتج عنها فكرة أفضل.
لاحظ اننا نتحدث هنا عن الانسان والمجتمع وليس عن المادة كما تصور ماركس وانجلز.
هذا الجانب الهيجيلي في الماركسية هو ما ساهم في تطوير اليسار الديمقراطي في الغرب وكان أهم رموزه آخر مفكري مدرسة فرانكفورت يورغن هابرماس.
فكرة “انسنة الله” هي الشيء المهم في القضية التي خلقت تعقيدات لا حصر لها.
لذلك كتب الراحل الخاتم عدلان في ورقته الداخلية ” ان اوان التغيير وذلك أبان ما عرف داخل الحزب الشيوعي بفتح المناقشة العامة عقب سقوط النموذج السوفيتي ، كتب يقول أنه حينما كان ماركس صبيا وكان يري العمال الفرنسيين والالمان في طريق عودتهم إلي بيوتهم مساء كل يوم بعد اكثر من ١٢ ساعة عمل شاق ، ” ان العرق الذي يبللهم بمثابة نبل يشع من اجسادهم”.
هنا جاء تعليق المرحوم الخاتم بأن حس ماركس العميق بالعدالة حين استفزه شقاء العمال ، جعله بأن اسبغ عليهم التصور الديني الخاص بالمسيح المخلص الذي سيأتي آخر الزمان كي يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا .
مفهوم الطبقة العاملة ذو أصل ونزعه دينية في الأساس وبمثابة محاولة أخري “لانسنة الله”.
نسأل الله أن يبعد عن السودان شبح الحرب ورائحة الموت والنزوح.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *