اخبار السودان

ما وراء إفاداته!؟ السودانية , اخبار السودان

محمد القاضي

قال عبد الحي يوسف “إن الله (سبحانه، وتعالى) ساق هذه الحرب ليعيد للحركة الاسلامية ألقها وقوتها”! ومن الغريب في الأمر _ ابتداء_أن عبد الحي عبر عن ذلك، في ندوة (إخوانية) في مركز علي عزت بيجوفيتش. وهنا تقفز إلى الذهن مقارنة حتمية، بين تراث علي عزت بيجوفيتش الوطني، ضد جارة سيطرت على بلدة، وشنت عليها حرب هي أقرب للإبادة؛ فكان مسوغ ظهور شخصية وطنية مثل بيجوفيتش منطقياً.

وحتى كتبه التي ألفها تعبر عن نسخة متسامحة للإسلام؛ بينما نجد أن عبد الحي يستثمر وضعيته الدينية المصنوعة على يدي نظام الإنقاذ، ولا يعبر عن نزعة وطنية، ولا يساهم في خدمة القضية الوطنية، ناهيك عن تقديم رؤية متسامحة للإسلام، وهذا ما تعبر عنه أطروحاته وسيرته الداعية للعنف في أكثر من موضع. وهو يساند بقوة إعادة إنتاج نظام الإسلاميين على جثة الوطن ومواطنيه. شتان ما بين بيجوفيتش، وعبد الحي الذي أتيحت له الفرصة، ليجلس في مركز يخلد ذكرى الأول؛ ليمارس دوراً لصالح جهة سياسية تتعارض رؤيتها ومصالحها، مع سلامة ومصلحة الوطن.!

وبعيداً عن نسبته أمر الحرب لله، وقوله على الله، ما ترغب فيه نفسه؛ فإن الرجل_ وبالطبع_ لم/ولن يجب على السؤال الذي يتبادر للذهن: لماذا فقدت هذه الحركة ألقها وقوتها؟! ذلك أن هذا السؤال سيطرح كيفية هذا الفقد وملابساته، وهو سيقود بالضرورة للتطرق للثورة التي اندلعت على نظام الإنقاذ الفاسد، مما سيفتح الباب أمام أسئلة علاقاته بالنظام الإنقاذي. وخسارته للمال والمكانة بفعل الثورة. والتي_ أي الثورة_ قد أدخلته في امتحان: الصدق والمصداقية، والولاء للقيم، والذي فشل فيه.

كان جلياً رغبة القوم في محاربة الثورة وضمان عدم الوصول لغاياتها. وبالتالي نهاية تأثير الحركة الإسلامية التاريخي، ونهاية إمكان تسلطها سياسياً في المستقبل، ولو ديمقراطياً. بدا ذلك في السعي الحثيث لاستعادة هذا الألق والقوة والهيمنة_ ولو حرباً_ عبر تحركات القوم، المتتالية، من لدن: الزحف الأخضر، مروراً بمواكب الكرامة، وانتهاء بالافطارات الرمضانية، وبالطبع الفعاليات غير المعلنة. وانتهى ذلك بشن الحرب، والتي سبقتها تهديدات معلنة على لسان رموز الحركة، أبرزهم: أنس عمر، الناجي عبدالله، الحاج آدم وآخرون!.

ولكن كيف ستعيد الحرب للحركة ألقها وقوتها؟! أوضح عبد الحي ذلك عبر ما يسمى بـ(المقاومة الشعبية) وهي تسمية بديلة للجهاد كما قال، من باب المخادعة المزدوجة، وهي تستهدف طرفين: أطراف خارجية كما يظنون، وداخلية تستهدف عامة السودانيين، مستثمرين في انتهاكات أفراد الدعم السريع، لدعوة الناس لحمل السلاح_ دون وعي منهم بمن أطلق تلك الدعوة وأهدافه_ تحت راية ما يسمى (بالمقاومة الشعبية).

ونوه في حديثه إلى أن انخراط الشباب في هذه الحالة (الجهادية) يماثل ذات الحرب الجهادية، التي وصف بها نظام الإنقاذ معاركه آنذاك مع الحركة الشعبية. هنا يتضح التمثل بما كان، والرغبة في استعادة ما مضى، طلباً لاستعادة السلطة على جماجم المستنفرين، والذين يمثلون _ كذلك في آن _وسيلة وغاية استقطابية جماهيرية داعمة، لغاياتهم لما بعد الحرب، أي: الهيمنة على السلطة بدعم شعبي!

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *