ما هي قصة 13 اجنبيا قُتلوا في الضفة الغربية وقطاع غزة؟
ما هي قصة 13 اجنبيا قُتلوا في الضفة الغربية وقطاع غزة؟
قُتلت فتاة أمريكية تركية تبلغ من العمر 26 عاماً بالرصاص في الضفة الغربية المحتلة خلال احتجاج يوم الجمعة، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار.
كانت إيسينور إزجي إيجي، تشارك في احتجاج ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في بلدة بيتا بالقرب من نابلس في الضفة الغربية. وأصيبت إيجي برصاص القوات الإسرائيلية، وفقاً لتقارير إعلامية فلسطينية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “ينظر في تقارير تفيد بمقتل مواطنة أجنبية نتيجة إطلاق النار في المنطقة”.
وقال أحد المحتجين لبي بي سي، إن مظاهرة يوم الجمعة كانت المرة الأولى التي تحضر فيها السيدة إيجي احتجاجاً مع حركة التضامن الدولية، وهي مجموعة مؤيدة للفلسطينيين.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن أسفه لـ “الخسارة المأساوية”، بينما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإجراء الإسرائيلي بأنه “بربري”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
ولم يلق البيت الأبيض باللوم على إسرائيل، لكنه دعاها إلى التحقيق في الأمر.
إيجي ليست الأولى، فمن هم أبرز الأجانب الذي قُتلوا في الضفة الغربية وغزة؟
“قُتلت بجرافة”
لقيت الناشطة الأمريكية راشيل كوري حتفها عندما قتلتها جرافة إسرائيلية كانت بصدد هدم منزل فلسطيني في قطاع غزة، في 17 مارس/آذار عام 2003.
ولدت كوري عام 1979 في أوليمبيا بولاية واشنطن الأمريكية وعُرفت بميولها الليبرالية، وبعد وفاتها أشاد بها والداها لاهتمامها بحقوق الإنسان وكرامته، مشيرين إلى أنها “كرست حياتها من أجل الجميع”.
انظمت كوري لحركة التضامن العالمية التي انتهجت وسائل سلمية كما تصف الحركة نفسها، ويتركز عمل نشطاء الحركة في التصدي للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وغزة.
وكانت كوري بين ثمانية نشطاء آخرين من حركة التضامن الدولية، الذين جعلوا من أنفسهم دروعاً بشرية لحماية مخيم رفح للاجئين.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أغلق ملف التحقيق الذي أجراه بمقتل الناشطة الأمريكية في عام 2003، قائلاً: “إن مقتل راشيل كان حادثاً عرضياً، ولن يُحاسب الجنود الإسرائيليون على حادث لا يتحملون مسؤوليته”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الشرطة العسكرية التي كانت تحقق في الحادث وجدت أن راشيل قُتلت نتيجة انهيار بناء عليها عندما كانت تحاول تسلق تلة من الأنقاض كانت الجرافة تقوم بتسويتها في مخيم رفح للاجئين.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنه: “في الوقت الذي يعبر فيه الجيش الإسرائيلي عن الحزن لمقتل الناشطة الأمريكية، فإنه يعتقد أن الأعمال غير المسؤولة وغير القانونية التي تقوم بها حركة التضامن العالمية ساهمت في الحادث المأساوي الذي أدى إلى مقتل راشيل كوري”.
“محاكمة تاريخية”
توفي توم هرندل ناشط السلام البريطاني إثر إصابته على يد أحد جنود الجيش الإسرائيلي قرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وأُصيب هرندل برصاصة في رأسه أطلقها قناص إسرائيلي في غزة، وتركته هذه الإصابة في غيبوبة لمدة 9 أشهر وتوفي في 13 يناير/ كانون الثاني عام 2004، عن عمر يناهز 22 عاماً.
كان هرندل عضواً في حركة التضامن الدولية (ISM)، وتقول الحركة حول مقتل هرندل، “كان الجيش الإسرائيلي يغزو مدينة رفح في قطاع غزة عندما رأى توم هرندل ومتطوعون آخرون في الحركة مجموعة من الأطفال في شارع حيث كان القناصة يطلقون النار. يقول شهود العيان إن الرصاص كان يُطلق حول الأطفال، الذين أصيبوا بالشلل من الخوف وأصبحوا غير قادرين على الحركة. نجح توم في سحب طفل إلى مكان آمن، ولكن عندما عاد لجلب طفل آخر، أصيب برصاصة في رأسه أطلقها قناص”.
واتهمت السلطات الإسرائيلية هرندل بأنه كان متورطاً بالتظاهر ضد الجيش الإسرائيلي في رفح، إلى أن أُدين الرقيب في الجيش الإسرائيلي، تيسير الهيب بتهمة “القتل غير العمد” لإطلاقه النار على هرندل.
وحُكم على الهيب بالسجن سبع سنوات بتهمة القتل غير العمد وسنة واحدة بتهمة عرقلة العدالة.
وقالت شقيقة هرندل آنذاك تعليقاً على الحكم “إنه حدث كبير، إنه حدث تاريخي، إنها المرة الأولى التي يُدان فيها جندي بتهمة القتل غير العمد منذ الانتفاضة الأولى، ومن الواضح أن الأمر استغرق وقتاً طويلاً”.
“رغم العلم الأبيض قُتل ميلر”
قتل البريطاني جيمس ميلر، 34 عاماً، أثناء تصويره فيلماً في مخيم للاجئين الفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزة عام 2003، لرصد واقع الأطفال الفلسطينيين هناك.
وكان ميلر مصوراً ومنتجاً ومخرجاً وحاصلًا على العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز إيمي الشهيرة، وحمل آخر أفلامه الذي حاز على إحدى جوائز إيمي، اسم “الموت في غزة”.
وأُغلقت تحقيقات الشرطة العسكرية الإسرائيلية في وفاة ميلر في 2005، بإعلان أن الجندي المشتبه به في إطلاق النار “لن يتم توجيه الاتهام إليه؛ لأنهم لم يتمكنوا من إثبات أن رصاصته كانت مسؤولة عن الوفاة، على الرغم من أنه سيعاقب لانتهاكه قواعد الاشتباك وتغيير روايته للحادث”.
في 2006، أصدرت هيئة محلفين التحقيق في محكمة سانت بانكراس كورونر، في لندن، “حكماً بالقتل غير المشروع”، حيث وجدت أن ميلر “قُتِل بشكل غير قانوني بقصد قتله”.
وقالت المراسلة سايرا شاه، التي كانت تقف بجانب السيد ميلر عندما أُطلق عليه الرصاص: “اقتربنا ببطء من جنود الجيش الإسرائيلي ونحن نرفع العلم الأبيض عالياً، لكن ميلر كان قد أُصيب إصابةً حرجة”.
وقال مفتش شرطة العاصمة لندن آنذاك، روبرت أندرسون، إن إسرائيل كانت “غير متعاونة مع شرطة العاصمة حيث لم تسمح لنا بالوصول إلى الجنود والشهود”.
وقال وزير الخارجية البريطاني آنذاك، كيم هاولز: “نشعر بخيبة أمل لأن تحقيق الشرطة العسكرية لم يوصِ بتوجيه اتهام وأن أحداً لم يُحاسب على وفاة جيمس”.
“تقرير أممي لم يحسم الرواية”
قتل 9 من النشطاء الأتراك كان أحدهم يحمل أيضا الجنسية الأمريكية إضافة إلى التركية عندما باغتت وحدات كوماندوز تابعة للبحرية الإسرائيلية السفينة، سفينة مافي مرمرة، التي كانت ضمن “أسطول الحرية” المتوجه إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي، في 31 مايو/أيار 2010.
وضم الأسطول ست سفن كانت في المياه الدولية على بعد نحو 130 كيلومتر من سواحل إسرائيل.
وقامت قوات الكوماندوز الإسرائيلية بعملية إنزال من مروحيات على أكبر سفن الأسطول وهي مافي مرمرة.
اختلفت روايتا الجانبين، فالناشطون قالوا إن الجنود الإسرائيليين بدأوا إطلاق النار فور نزولهم على سطح السفينة، أما المسؤولون الإسرائيليون فقالوا إن الجنود أطلقوا النار بعد أن هاجمهم الناشطون بالسكاكين والمضارب واستولى أحدهم على مسدس من جندي.
وقد بث الجيش الإسرائيلي شريط فيديو للعملية لكنه ينتهي قبل بدء إطلاق الرصاص، في المقابل لم تتمكن لجنة التحقيق التي شكلتها الأمم المتحدة من تحديد النقطة التي بدأ عندها الكوماندوز في إطلاق الذخيرة الحية.
المصدر: صحيفة الراكوبة