ما مصير مفاوضات وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله ؟
ما مصير مفاوضات وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله ؟
شهدت المفاوضات لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله “تقدماً ملحوظاً” في الساعات الأخيرة، وفق ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين.
وأشار موقع أكسيوس الأمريكي نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن المبعوث الأمريكي الخاص للبنان آموس هوكشتاين، ومستشار الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك ناقشا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان، و”استئناف المفاوضات بشأن غزة”.
“مسوّدة الاتفاق”
تتضمن مسوّدة الاتفاق، بحسب موقع أكسيوس، التزاماً من جانب الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية باتخاذ خطوات نحو التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب عام 2006 في لبنان.
كما نشر موقع أكسيوس أن الاتفاق سيتم تنفيذه خلال فترة 60 يوماً، تلتزم إسرائيل بموجبه بسحب كافة قواتها من لبنان على مراحل لا تزيد عن سبعة أيام بعد إعلان وقف إطلاق النار، واستبدالها بقوات من الجيش اللبناني تحت مراقبة من الولايات المتحدة ودول أخرى، وانتشار 10 آلاف جندي من الجيش اللبناني في جنوب لبنان.
وتشير مسوّدة الاتفاق إلى أن كل اتفاق لبيع أسلحة إلى لبنان أو صناعة أسلحة فيه سيكون بموافقة الحكومة اللبنانية، وأنها ستمنح القوى الأمنية الصلاحيات اللازمة لتطبيق قرار “منع تسلح حزب الله”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وتقول المسوّدة بحسب أكسويس، إن الولايات المتحدة تلتزم بتعيين ضابط عسكري أمريكي كبير ومسؤول كبير في الأمن القومي الأمريكي لرئاسة آلية المراقبة.
وبحسب مسودة الاتفاق، فإن الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق لبنان ستكون لغرض الاستخبارات فقط “ولن تكون مرئية بالعين المجردة إلى الدرجة الممكنة” ولن تخترق حاجز (أو جدار) الصوت، وفق ما نشره موقع أكسيوس.
“تحركات دبلوماسية عالية الوتيرة”
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
وفي حديث لبي بي سي، يقول سهيل دياب الدكتور في العلوم السياسية، إنه خلال الأسبوعين الماضيين، كان هنالك تغيراً في الوضع الإقليمي، بعد أن كان العامل الأساسي المسيطر هو الجانب الميداني والعسكري والأمني دون أي أفق دبلوماسي، مشيراً إلى أنه “الآن نشهد مزيجاً كبيراً بين العمليات العسكرية والتحركات الدبلوماسية عالية الوتيرة”.
ويُعزي دياب هذه التحركات الدبلوماسية لثلاثة أسباب، أولها: قرب الانتخابات الأمريكية، لافتاً إلى ما وصفه بالـ “حاجة الأمريكية الماسة” للوصول إلى التهدئة، ما قد يعطي أجواءً إيجابية للناخب الأمريكي، خاصة في الولايات المتأرجحة، لصالح حملة كامالا هاريس.
أما السبب الثاني من وجهة نظر دياب، أنه منذ أسبوعين إسرائيل بدأت “تتململ وتتألم في الميدان” خاصة في الجنوب اللبناني، كيث كانت الخسائر البشرية والمادية “كبيرة”، موضحاً أن التقييمات الإسرائيلية، بإمكانية “تقويض” دور حزب الله العسكري، خاصة بين 17 27 من سبتمبر/أيلول ، حين قامت إسرائيل بالعديد من “الخطوات والإنجازات العسكرية والأمنية تجاه حزب الله”، ومؤكداً أن النتائج جاءت “عكس هذه التقييمات”، على حد تعبيره.
ويشير دياب إلى السبب الثالث والمتمثل بعودة الاحتجاجات الإسرائيلية الداخلية ضد حكومة نتنياهو، بدءاً من أهالي الأسرى، وصولاً إلى تعمق الخلافات أكثر بين الجانب العسكري والسياسي في الداخل الإسرائيلي، بين وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى حالة “التململ” داخل أوساط الجنود، إذ أشار إلى أن أرقام أعداد قتلى وجرحى الجنود الإسرائيليين الصادرة في الأسبوع الأخير، كانت صادمة للمجتمع الإسرائيلي على حد وصفه.
ويرى دياب أن عودة المسار الدبلوماسي، يعد رغبة إسرائيلية من أجل “تبريد الساحة الداخلية وتقليل الخلافات الداخلية”، لافتاً إلى أن ما نشهده اليوم يعد مزيجاً من المسارين الدبلوماسي والعسكري.
“مصلحة إسرائيل في التهدئة”
يقول دياب إن إسرائيل قامت “وفق تقارير الأمم المتحدة بـ39 ألف اختراق لقرار1701 منذ 2006″، مشيراً إلى أن أي حل في لبنان يجب أن يعتمد على قرار 1701 كاملاً دون زيادة أو نقصان.
ويؤكد أن الداخل اللبناني، متفق على أن الأمر الأساسي يجب وقف الحرب أولاً، بالإضافة لأخذ فترة زمنية من شهر إلى شهرين ، للنقاش في وسائل تنفيذ قرار 1701 بطرق أفضل مما كانت عليه في السابق والتفاصيل تأتي لاحقاً”، على حد تعبيره.
ويقول إنه حتى قبل شهر من الآن “كانت الجبهة اللبنانية هي جبهة إسناد للقضية الفلسطينية وكان الموقف يتمثل بضرورة إيقاف الحرب في غزة، لوقف جميع الجبهات وليست فقط لبنان.”
ويشير، في حديث لبي بي سي، إلى أنه ومنذ الاجتياح البري في لبنان، “أدخلنا في مرحلة ثانية وهي مرحلة الحرب المباشرة بين إسرائيل والأوساط اللبنانية ليس حزب الله فحسب”.
ويضيف: “أي توقيف لأي جبهة لبنانية وانسحاب القوات الإسرائيلية كاملة مع العودة إلى ما قبل 30 أيلول سبتمبر، كفيل بأن ينهي حالة الحرب القائمة بين إسرائيل ولبنان، لكنه لا ينهي جبهة الإسناد اللبناني لحزب الله لقضية غزة. فالمسألتان مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً”، بحسب تعبيره.
ويضيف دياب أن هنالك أصوات تتعالى في المشهد الإسرائيلي، مطالبة بتوحيد الجبهات، “هناك أصوات عالية في إسرائيل من الجهازين السياسي والأمني، يقولون إن مصلحة إسرائيل الآن في التهدئة في وحدة الساحات”.
ويلخص دياب من وجهة نظره أن المؤشرات العسكرية والأمنية تقول إنه “لا يوجد أي سبب لإبقاء هذه الحرب إطلاقاً”، مشيراً إلى أن “ذلك ما تعتقده الأجهزة الأمنية الإسرائيلية”.
كما أكد أن من يقف ضد أي إمكانية لوقف الحرب هي “حكومة نتنياهو اليمينية الفاشية المتطرفة” ليس لأسباب أمنية وعسكرية وليس لتحقيق الأهداف المعلنة، بإعادة الأسرى وعودة النازحين إلى الشمال، وإنما لأهداف أيدولوجية توسعية استيطانية بعيدة المدى”، بحسب وصفه.
“لا يمكن أن توافق إسرائيل على ما وافقت عليه في عام 2006”
يؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان، أن هنالك موافقة إسرائيلية على الاتفاق وتوصية من الجيش، نظراً لأن “معظم الأهداف التي وضعتها الحكومة أمام الجيش قد تم تحقيقها”، على حد قوله.
وأشار نيسان إلى أنه في حال “لم يتم تطبيق البنود على أرض الواقع في حال الاتفاق عليها، فإن الجيش الإسرائيلي سيواصل عمله بشكل خاص” .
ويضيف نيسان أن هناك بعض الخلافات حول بنود الاتفاق، مؤكداً أن “الخلاف الجوهري” هو رفض حزب الله لأي نشاط إسرائيلي جوي فوق لبنان لجمع معلومات استخباراتية، لافتاً إلى أن إسرائيل تريد منع محاولة حزب الله “لإعادة قوته العسكرية، وتنظيمها”.
وقال نيسان إنه من ضمن المطالب الإسرائيلية، وضع قوات أمريكية على الحدود بين لبنان وسوريا لعدم تهريب الأسلحة “التي تصل من إيران لسوريا ومن ثم من سوريا إلى لبنان”، على حد وصفه.
وأشار إلى أنه خلال الأيام القليلة القادمة سننتظرنتائج الاجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهوكشتاين، بالإضافة إلى ما إذا كانت هناك “نية صافية لحزب الله في التوصل لاتفاق”، على حد تعبيره.
وفي تعليق على تصريح نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حول تطبيق الاتفاق 1701 بلا أي تعديل، يؤكد نيسان أن هذا “ما ترفضه إسرائيل” نظراً لأن الأوضاع اليوم بعد ضرب حزب الله و”الخسائر الفادحة التي تكبدها”، لا يمكن أن توافق إسرائيل على ما وافقت عليه في عام 2006، على حد تعبيره.
كما علّق نيسان على خطاب نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله، وهو يتحدث عن ربط بين ما يحدث في قطاع غزة بلبنان، ويطرح تساؤلاً حول “ما مدى القوة التي يتمتع بها نعيم قاسم اليوم ليقول هذا الكلام؟” مشيراً إلى أن الحزب اليوم في “حالة تخبط”.
ويؤكد نيسان في حديثه لبي بي سي، أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل وعلى الحكومة في لبنان، للتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويرى نيسان، من وجهة نظره، أن الرأي العام في إسرائيل منقسم إلى قسمين، النصف الأول “يعاني من إطلاق الصواريخ اتجاه اسرائيل” على عكس النصف الآخر، ما يرى أنه سبباً لممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية.
وفي ختام حديثه يشير إلى أنه في حال “إصرار حزب الله على عدم القبول بالشروط التي وضعتها إسرائيل” ، فإنه يتوقع أن يجتمع المجلس المصغر ويعطي أوامر أخرى للجيش الإسرائيلي لمواصلة الحرب ضد حزب الله.
المصدر: صحيفة الراكوبة