اخبار السودان

ما تأثير عودة حمدوك على الشأن السياسي في السودان؟

وجّه «حزب الأمة القومي» السوداني انتقادات حادة لـ«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، وألمح إلى «إعادة النظر» في استمراره في التحالف حال عدم إجابة مقترحاته، ومن بينها انتقاده توقيع إعلان أديس أبابا مع قوات «الدعم السريع»، و«عدم حياد» التحالف المدني بين طرفي الحرب، وترجيح دور منظمات المجتمع المدني على الأحزاب، ومساواة الحركات المسلحة بها، وعدم مراعاة أوزان الأحزاب في هياكل التحالف، وأعطى مهلة أسبوعين لإجراء الإصلاحات المرجوة ليحدد بموجبها مصير استمراره في التحالف من عدمه.

تعصف الحرب الجارية الآن بكافة أركان الحياة هناك؛ مع تدهور مروع للأوضاع الإنسانية، وسط محاولات لحل الأزمة آخرها تحركات رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك في القاهرة ومحاولة التوصل لهدنة بين طرفي الصراع.

هل العودة ممكنة؟

يعتبر عبدالله حمدوك، رمز من رموز السودان التي عرفت للجميع عقب الثورة السودانية الأخيرة التي أطاحت بعمر البشير، وهو كما يقول المحللون شخصية معروفة بتفانيها من أجل الديمقراطية والتغيير الإيجابي؛ وحتى قبل كونه رئيس الوزراء في السودان، كان له مسار دراسي وحياتي مميز في الولايات المتحدة الأمريكية، وفق ما قاله الإعلام الأمريكي.

الدكتور أحمد عبدالله، الباحث في الشأن السوداني، إن حمدوك كان رئيس وزراء الفترة الانتقالية، وترأس أول حكومة انتقالية بعد التغيير، لكنه لم يستطع تنفيذ أجندة الانتقال رغم الشعبية التي حظي بها من قبل الثوار.

وأوضح الدكتور أحمد عبدالله، في تصرحات خاصة لـ”الراكوبة”، أن عدم مقدرة رئيس الحكومة السابق على القيادة الصحيحة للمرحلة الانتقالية هو ما أوصلنا إلى الحالة التي نعيشها اليوم، لذلك لا أعتقد أنه يمكن أن يحقق أي جديد عبر بوابة الأمم المتحدة أو مراعاه الوساطة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ويرى الدكتور أحمد عبدالله، زن هناك محاولات حثيثة من جانب واشنطن إلى إشراك حمدوك في العملية السياسية، وتريد في الوقت نفسه الحفاظ على قدرتها على إثارة الصراع المسلح في السودان في أي وقت، حتى تتمكن بعد ذلك ضمان مصالحها في المنطقة.

ويأتي ظهور حمدوك علي الساحة مرة أخري مع تصاعد الصراعات في السودان بعد شهور من الحرب، حين أدركت أغلب القوي الدولية والإقليمية المتدخلة في الأزمة السودانية أن الدعم المقدم لقوات الدعم السريع لم يكن كافيا لاستعادة الاستقرار.

ويرى الدكتور أحمد عبدالله، إنه إذا تم التوصل إلى هدنة مؤقتة تعقبها عودة حمدوك إلى السلطة، فهذا يعني الفشل في حل الأزمة بشكل جذري واستمرارها، كما يعني استمرار التدخل الأجنبي في السودان، ولن يأتي بأي نتائج إيجابية على المدى القريب والبعيد.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *