اخبار السودان

ما بين جُبران والشافعي ..!

صديق النعمة الطيب

لو كنا نسمع أو نعقل لجعلنا من قول جُبران خليل جُبران مذهباً في الحياة والفكر!

“أولادكم ليسوا لكم
أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم!”

ولأزلنا من مدوناتنا قول الشافعي الذي وَرِّط أمةً بكاملها وأجيالاً تتلاحق جيلاً بعد جيل، لمخالفته لمنهج القرءان والعقلِ والحسِّ السليمِ:

“العِلمُ ما كانَ فيهِ قالَ حَدَّثَنا..
وَما سِوى ذاكَ وَسواسُ الشَياطينِ!!”

العيبُ هنا ليس على الشافعيِّ، فهو نتاج وقته وزمانه، ولكن العيبُ فيمن تلقى أقواله بلا وعيٍّ ولا نقد، وعطَّل العقل وقدَّس النقل.

فكانت النتيجة أمة لم تستطع حتى اليوم أن تبتكر لنفسها منهجاً علمياً للتفكير والنقد السليم، تفشل كل يوم عن أن تخطط لحياتها وضرورات معاشها…!

المفارقة أن جبران في نظر المسلم كافر، والشافعي مُسلم، رغم أن جُبران وافق قوله منهج القرءان بينما خالفه الشافعيُّ:

﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ مَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِی قَرۡیَةࣲ مِّن نَّذِیرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَاۤ إِنَّا وَجَدۡنَاۤ ءَابَاۤءَنَا عَلَىٰۤ أُمَّةࣲ وَإِنَّا عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ﴾

صاغ الشافعي شعره بعقلية الفقيه فسجن الكلمة في طابعها الأداتي، فخانه الابداع والابتداع، فأماتت رؤيته أمة، وصاغ جبرانُ أبياته بحسٍ فنيٍّ، فحرر الكلمة والفِكرَة من طابعها الأداتي فانطلقت حرة في عالم الخلود.

الخلاصة:
التراث الفقهي مادة خام! لا تصلح للاستخدام المباشر، ولا بد من أن تخضع لعمليات تحويلية وتأويلية ضخمة، وإلا فهي مواد خطرة.

نحن هنا لنصنع لأنفسنا حياةً جديدة، لا أن نعيد انتاج حياة من سبقونا، ولا ينبغي لنا أن نُلزم بها أبنائنا!

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *