ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟

سمية أمين صديق
قراءة في كتاب (عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام)، دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس/ ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، 2024م (1013)
إهداء المؤلف لكتابه :
“إلى شعوب السودان والإسلام والإنسانية جمعاء، وهي تتوق إلى التحرير والتغيير، فإني أهديكم هذا الكتاب، مستدعياً مقولة المفكر التونسي الدكتور يوسف الصديق : (محمود محمد طه هو المنقذ)”. المؤلف
محمود محمد طه في الفضاء الإسلامي والكوكبي
عن راهن ومستقبل التعاطي مع فكر الأستاذ محمود محمد طه
حجم الأطروحات الجامعية والندوات والكتب والأوراق العلمية عن فكر محمود محمد طه
سألني البعض : هل هناك اليوم اهتمام بفكر محمود محمد طه؟ لماذا ننشغل بفكر لا يهتم به أحد؟
وهل يصلح فكر محمود محمد طه بأن يكون ميداناً للحوار العلمي ومادة لإعداد الرسائل الجامعية؟
تساءل المعلق في فيلم : “أفكار على حبل المشنقة”، الذي بثته قناة الجزيرة الوثائقية عام 2016م ، قائلاً : هل بقي من فكر محمود محمد طه ما يمكن أن يقدم؟ أو أن يدعا له، أم أنه انتهي بمقتله؟
من خلال بعض المحاور أعلاه، نقف اليوم على الحلقة العاشرة من القراءة في كتاب الدكتور عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام. تمثل المحاور جزءاً من الفصل التاسع من الكتاب. تناول الفصل موضوع: محمود محمد طه في الفضاء الإسلامي والكوكبي : الأطروحات الجامعية والندوات والكتب والأوراق العلمية عنه. وقف الفصل عند الإجابة على عدة أسئلة منها ما جاء أعلاه، وكذلك: لماذا المجال الأكاديمي؟ وغيرها. ثم قدم محوراً بعنوان : الأكاديميا والفهم الجديد للإسلام : ساحة التفوق على العلم المادي وبزه وميدان إجراء المقارنة. وفي إجابته عن الأسئلة قام المؤلف برصد حجم التفاعل الأكاديمي مع فكر الأستاذ محمود محمد طه، وسيرته، ومدى تزايد الاهتمام، والذي هو في نماء متسارع في الفضاء الإسلامي وفي مختلف أنحاء العالم. ثم قام عبدالله برصد الدراسات التي تناولت الأستاذ محمود محمد طه، من خلال الأطروحات الجامعية (الدكتوراه والماجستير)، والكتب، وأوراق علمية وفصول في كتب، والمؤتمرات والندوات، والمحاضرات، واللقاءات الإعلامية، والترجمات لأعمال محمود محمد طه وللأعمال حوله. وغطى المؤلف (34) دولة جاء فيها التناول لفكر الأستاذ محمود محمد طه وسيرته الفكرية، والدول هي (مرتبة ترتيباً هجائياً): الأردن إسبانيا أستراليا ألمانيا الإمارات إندونيسيا إيران البحرين بريطانيا بلجيكا تركيا تونس تنزانيا الجزائر جنوب السودان السعودية سلطنة عمان سويسرا السودان العراق فرنسا فلسطين قطر كندا الكويت لبنان ليبيا ماليزيا مصر المغرب المكسيك النرويج هولندا الولايات المتحدة)
أستهل المؤلف عبد الله هذا الفصل بحديث الأستاذ محمود محمد طه، القائل : “وحين كانت معجزة الرسالة الأولى من الإسلام هي بلاغة القرآن، فإن معجزة الرسالة الثانية من الإسلام هي (علمية) القرآن .. فإن هذا العصر الحاضر هو عصر العلم.. العلم المادي التجريبي.. هذا هو أعظم شيء في صدور الناس الآن، وسيجئ الحق، في الرسالة الثانية من الإسلام بصورة تشبه هذا العلم، ولكنها تبزه وتتفوق عليه.. وسيذعنون لها، وستستيقنها نفوسهم، وسينقادون لها .. لا يشذ عنها شاذ، ولا يعصي أمرها عاص”.
وكتب عبدالله في صدر الفصل، قائلاً : يقدم هذا الفصل إجابات مجملة وموجزة و أولية، عن أسئلة واجهته في منابر مختلفة. وقد أجاب عنها المؤلف بإيجاز وقتئذ، واليوم يقدم بعض التوسع في تلك الإجابات. بيَّن المؤلف أن الأسئلة تمحورت حول الموقف من فكر الأستاذ محمود محمد طه، وراهن ومستقبل التعاطي معه. عبرَّت بعض الأسئلة عن موقف سلبي، وبعضها الآخر تبني موقفاً إيجابياً. جاءت الأسئلة من مختلف شرائح المجتمع، من المثقفات والمثقفين، وأهل التخصص من الأكاديميين، ومن الباحثات و الباحثين و الطلاب، و كانت على شاكلة، هل هناك اليوم اهتمام بفكر محمود محمد طه؟ لماذا ننشغل بفكر لا يهتم به أحد؟ فلقد نسي الناس فكر محمود محمد طه؟ هل يصلح فكر محمود محمد طه بأن يكون ميداناً للحوار العلمي ومادة لإعداد الرسائل الجامعية؟ لماذا تم إقصاء مشروعه الفكري : الفهم الجديد للإسلام، وسيرته الفكرية والسياسية، عن الدوائر الأكاديمية في السودان، وفي الفضاء الإسلامي؟ هل بدأ اهتمام أكاديمي بفكر محمود محمد طه، وهو فكر للناس كافة؟ و أشار المؤلف لسؤال ورد خلال عرض الفيلم الوثائقي :”أفكار على حبل المشنقة”، الذي كان عن الأستاذ محمود محمد طه، و قد بثته قناة الجزيرة الوثائقية عام 2016م، تساءل المُعلق ضمن الفيلم، قائلاً : هل بقي من فكر محمود محمد طه ما يمكن أن يقدم؟ أو أن يدعا له، أم أنه انتهي بمقتله؟ وغيرها من الأسئلة.
يقول المؤلف : لما كانت إجابات بعض الاسئلة أعلاه، أو جزء منها قد ورد في هذا الكتاب، مثل أسباب إقصاء الفهم الجديد للإسلام ، و السيرة الفكرية والسياسية لصاحبه ولمعتنقيه عن الدوائر الأكاديمية في السودان، وفي الفضاء الإسلامي ، وفي كتب أخرى للمؤلف تم الإشارة لها، فإن المؤلف وجه تركيزه إلى التدليل على مدى الاهتمام اليوم بفكر الأستاذ محمود محمد طه في الفضاء الإسلامي والكوكبي بعد تاريخ 18 يناير 1985″ يوم تجسيد المعارف على منصة الإعدام”، ويقول عبد الله: ولما كانت جل الأسئلة تخاطب مدى انشغال الأكاديميا في السودان، وفي الفضاء الإسلامي، بهذا الفكر، فإن الإجابات والتدليل سيكون من خلال الرصد للمنجزات في الفضاء الأكاديمي، وبعض مؤسسات تكييف الرأي العام مثل المؤسسات الإعلامية، وذلك من خلال نماذج، على سبيل المثال، لا الحصر، من الكتب التي صدرت عن الأستاذ محمود محمد طه، و الرسائل الجامعية ( ماجستير و دكتوراة)، التي أعدت عنه، و الأوراق العلمية التي نُشرت عنه، إلى جانب اللقاءات الإعلامية، و المحاضرات، و المؤتمرات العلمية التي عقّدت عنه، فضلاً عن الترجمة لأعماله، و للأعمال التي كانت حوله. وبيَّن عبد الله أن هذا الرصد ليس رصداً حصرياً أو شاملاً، و إنما رصد أولي يقدم مجرد نماذج من دول مختلفة، ويوعدنا المؤلف بأن كل هذا يمثل طرفاً من كتاب قادم له بعنوان: محمود محمد طه : دراسة بيوجرافية بيلوجرافية بيليومترية. يقول المؤلف أن الرصد الذي تم في هذا الفصل من الكتاب لم يتضمن المقالات الصحفية، فهي كثيرة بصورة يتعذر معها رصدها في هذه المساحة الضيقة، وكذا الحال بالنسبة للفعاليات، مثل الاطروحات الجامعية، والندوات، و المحاضرات، واللقاءات الإعلامية، التي قدمها البعض في الدول المختلفة، ولم يتم تضمينها، وذلك نسبة لأن معلومات نشرها غير مكتملة لدي المؤلف، وجاري العمل لاستكمالها. كذلك هناك بعض الجامعات في دول مختلفة، تقوم بتدريس فكر الأستاذ محمود محمد طه، وهي في ازدياد، وسيكون تفصيل كل ذلك في كتاب المؤلف القادم والمذكور أعلاه. كما أشار المؤلف إلى أنه أورد الترجمة المتوفرة للكتب والأوراق التي كانت باللغة الإنجليزية، سواء عبر مؤلفيها، أو كانت منشورة باللغة العربية. أما ترجمة جميع ما ورد في هذا الفصل باللغات الأجنبية (الإنجليزية والفرنسية والألمانية)، إلى اللغة العربية فسيكون في كتابه القادم.
نلتقي في الحلقة الحادية عشر عبر المحاول الآتية: لماذا المجال الأكاديمي؟ ولماذا الاهتمام بالأكاديميا؟ الأكاديميا والفهم الجديد للإسلام ساحة التفوق على العلم المادي وبزه وميدان إجراء المقارنة.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة