اخبار السودان

ماني غرقان في التمني .. ولاني سارح بالأماني

خالد فضل

إعتبارا من 1/1/2025م , سندخل كل أبناء /بنات جيلي وشخصي؛ من مواليد العام 1965م عامنا الستين في الحياة , لمن زيد له في الأجل حتى تاريخه (720) شهرا ,(21600) يوم ,من سار/ت في سلك الوظيفة ذات الإسكيلات المعلومة في الخدمة العامة عندنا في السودان لابدّ وقد ترقى الآن إلى أعلى سلّم الهرم الوظيفي . وفي الرتب العسكرية إلى مصافها القيادي. وفي الأعمال الخاصة إلى مصاف الريادة ربما . من أنفق سنوات وسنوات مذ شبابه الباكر في حياة الإغتراب بعضهم/ن ما يزال كما هو , إنْ كان طبيبا عموما سيمضي بقية عمره هكذا ؛خاصة في بلاد البتروريال كما يصفونها . من شقّ/ت طريقا إلى العالم الحُر ؛ سيكون الآن أمريكيا كامل الأهلية الإنسانية يتهيأ لإستقبال سنوات المعاش البهية يترقبها بشوق المحب المستهام , ومثله من نال حظ أنْ يصبح أوربيا غربيا , ربما سيكون قد شارك في إحتجاجات الفرنسيين قبل بضعة شهور ضد قانون رفع سن التقاعد لعامين إضافيين . هناك حيث الحياة تبدأ بعد بلوغ سن المعاش , يا أيها الإنسان في تلك البلدان إنّك كادح في سنين عمرك كلها قبله لتبلغه , لتسترد رفاهية العيش مبجلا عزيزا كريما بحقّ جهدك الذي بذلت وليستلم الراية من بعدك جيل يسير في المسار الصاعد , هكذا تُبنى الدول وتترقى اليلدان وتسعد الشعوب . ليس هناك وقت يضيع عليها في الجغم والبل والمتك والفتك والدواس , والله غالب ! ستصبح يا ابن جيلي وبنته يا من سعدتم بنيل الأوراق الثبوتية (بلغة إفرنجية) تورثونها لذريتكم المحظوظة _يا د. حامد بشرى _ بمنأى عن المزايدات الوطنية وهلاويس ومكائد ودسائس (نائب عام) ينوب عن السلطان الباطش في نزع هويتك البشرية . لن تصبح على كل حال (بدون) لأنّ وجهك غريبا , أو صدف ميلادك في أقاليم موسومة بالتمرد وقبائل مدموغة (بالإرتزاق) لأنّ جدودك في الصحراء هناك أو بعض عقابك من (أزواد) . كل ذلك بسبب أنّ بعضا من مواطنيك يريدون أنْ يعيدوا إليك مشروعك الحضاري عبر (الحساب التجميعي) وسنن التمكين !!

وماني غرقان في التمني , وما بجيب سيرة الخبوب , أيوا الخبوب وهي صفة نطلقها في أرضنا بالجزيرة على الطين شبه السائل بلزوجته تلك .يشد رجليك (تتلكك) لا تستطيع منه فكاكا . ويظل حال البلد واقف تقع مِحنة . والعام الستين يطل لمن تكتب له بقية من حياة . ونتحمل نصيبنا غير منقوص في دوامة الفشل أيتها النخب , أنفقنا زمنا عزيزا نتحجج ببرد الشتاء وحمّارة الغيظ , بعضنا وليس كل الجيل حتى لا نظلم الناس . من أعتلى منّا صهوة جواد الإنقاذ الجامح ونحن بعد في أوان تفتّح الشباب قبل بضع وثلاثين سنة , غادر مداد القلم , ودلق دورق المعمل, وامتشق الكلاشنكوف أو أمسك بسوط العنج في زنازين الأشباح ليقتل ويعذّب الآخرين وفيهم بضع رفاق وزملاء من اشتغل في يوميات تشييد الباطل , من سنّ تشريعات البطش ومن أسس المليشيات . كلهم في جيلي من الخاسرين . قطعا ساستثني من صمد . ولكن إذا كان الديسمبريون يهتفون نحن الجيل الراكب راس , فالستينيون نحن الجيل الذي أنشأ مليشيا الدفاع الشعبي وما تناسل منها من ذرية غير صالحة . نحن الجيل الذي سنّ سنة فيالق المجاهدين ونتكفّل الآن بتدريب ابنه كتائب المستنفرين . نحن جيل من قالوا سندفن الحل السياسي المدني السلمي الديمقراطي وسندفن معه الثورة والثوّار , رغم نصح ناس مصطفى عثمان إسماعيل .بالمناسبة ؛ ناس البرهان وحميدتي وجيليهما يلامسان جيلنا بزياد قليلة ونقصان , نحن وهم مسؤولون ولا أعذار . ماذا سنقول لعبدالعظيم وهزّاع وسارة وست النفور عندما تلتقي هناك الأرواح ؟ ما حجتنا يوم السؤال عن روح (مطر) وقصيّ وزمر الشهداء الأخيار ؟ سنقول .. المليشيا الإرهابية المرتزقة العملاء ناس قحت وتقدّم والإمارات وبرنامج التصنيف المتكامل للأمن الغذائي ؟ وماني غرقان في التمني ولاني سارح بالأماني جاني خاطرا بلّ شوقي واحتواني ..

 

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *