ماسرا ينقلب على صناديق الإقتراع بدعم خارجي.. ماذا يحدث في التشاد؟
“المهزلة الإنتخابية” هكذا وصف نائب رئيس حزب “المُغيِّرون”، سيتاك يومباتينا، الإنتخابات الرئاسية التي جرت في السادس من مايو الجاري، وبعد إعلان الهيئة الوطنية لإدارة الانتخابات في تشاد، الخميس الماضي، فوز الرئيس المؤقت محمد إدريس ديبي بالانتخابات بـ61.3 في المئة من الأصوات، وفقاً لنتائج أولية، في حين جاء رئيس الوزراء ورئيس حزب “المُغيِّرون”، سيكسيه ماسرا، في المركز الثاني بفارق كبير بنسبة 18.53 في المئة من الأصوات.
وبحسب الأنباء أعلن ماسرا، من خارج الأراضي التشادية، تقدمه بطلب إلى المجلس الدستوري لإلغاء نتائج الإقتراع والكشف عن حقيقة ما حدث من تلاعب بالأصوات، وكيف إحتل ديبي المركز الأول بعدما كان ماسرا متقدم بفارق كبير وفقاً لما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي مثل “فيسبوك” و “أكس”. هذا وقبل مراسم الكشف عن النتائج مباشرة، أعلن ماسرا فوزه في بث مباشر على “فيسبوك” ودعا قوات الأمن وأنصاره إلى رفض ما وصفها بمحاولة “سرقة الانتخابات”.
وبعيداً مطالب ماسرا لرفض نتائج الإنتخابات، تقدم عدد من قادة الدول بأحر التهاني لمحمد إدريس ديبي، بينما إلتزمت كلاً من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية الصمت ولم يصدر عنهما أي بيان حول نتائج الإنتخابات الأولية الأمر الذي وصفه عدد من الخبراء في الشأن السياسي بالرفض المبطن لدول الغرب بنتائج الإنتخابات الرئاسية.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر من داخل حزب “المحولون” عن إنعقاد عدد من الإجتماعات بين ماسرا وأعضاء من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكية بهدف فرض عقوبات إقتصادية صارمة على الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي وأتباعه. بالإضافة إلى مساعي ماسرا للانقلاب على الديمقراطية وضمان إستمرا الفوضى السياسية في البلاد لتحقيق مصالح واشنطن وباريس اللتان فقدتا نفوذهما في القارة السمراء في الأونة الأخيرة.
الخبير السياسي والكاتب الصحفي، أبكر خالد علي، يرى أن رئيس الوزراء ماسرا، سيعمل جاهداً بالتعاون مع دول الغرب لتثبيت جريمة إغتيال زعيم المعارضة التشادي، يحي ديلو، وإستخدام هذا الملف لتمرير فكرة أن ديبي ديكتاتور يعمل على قمع المعارضة، ومن ثم يحشد الشعب ضده وينتهي الأمر بمظاهرات عارمة في جميع أنحاء البلاد بقيادة أنصار ماسرا وينتهي الأمر بفوضى سياسية وأمنية تُقحم البلاد في مستنقع التدخل الأجنبي السافر في الشأن الداخلي.
المصدر: صحيفة الراكوبة