تعيش مدينة بارا بولاية شمال كردفان أوضاعاً مأساوية تتسم بالفوضى وعمليات نهب واسعة وانتهاكات متزايدة وذلك عقب سيطرة الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه على المدينة بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
الأبيض: التغيير
و قال أحد سكان بارا لـ «التغيير» اليوم الاثنين إنه لا توجد معلومات دقيقة حتى الآن عن حجم الانتهاكات و عمليات النهب داخل المدينة.
و أكد أنه بالفعل تعرض في أسواق مدينة الأبيض كميات كبيرة من الأثاثات والأدوات الكهربائية التي تعود لمواطنين من بارا تم نهبها على يد أفراد من القوات المشتركة والكتائب الإسلامية.
وأكد أن ما تداوله “الناشط محمد خليفة” عن الأوضاع في المدينة صحيح ويتطابق مع ما يعيشه الأهالي بالمنطقة .
و كان قد كتب الناشط السياسي والمدون محمد خليفة على صفحته في (فيسبوك) متحدثا عن الأوضاع في مدينة بارا بعد دخول الجيش والمجموعات المقاتلة معه أن المدينة تشهد حالة من الفوضى وعمليات نهب وسرقة وابتزاز.
سرقة وإرهاب
وبحسب ما دونه خليفة فإن بعض عناصر الجيش والقوات المشتركة يقتحمون المنازل لسرقة الأثاث والأدوات الكهربائية وحتى أدوات الطبخ إضافة إلى إرهاب الأهالي واتهامهم بالتعاون مع الدعم السريع تحت تهديد السلاح.
وأضاف أن المنازل الخالية لم تسلم من السرقة حيث تجمع المنهوبات في مواقع محددة قبل أن ترحل إلى مدينة الأبيض وتباع هناك في أسواق مختلفة تحت ما يسمونه “غنائم الحرب”.
و بحسب شاهد عيان تحدث لـ «التغيير» إنه أثناء سفره على الطريق الرابط بين بارا والأبيض شاهد أفرادا من القوات التي تقاتل في صفوف الجيش ينقلون أثاثات وأدوات منزلية مختلفة تخص المدنيين محملة على سيارات عائدة إلى مدينة الأبيض.
مدينة استراتيجية
وتأتي استعادة مدينة بارا في سياق المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، التي تسببت في مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين داخل السودان وخارجه.
وتكتسب بارا أهمية خاصة باعتبارها إحدى أبرز مدن شمال كردفان، وتقع على طريق إمداد حيوي يربط العاصمة الخرطوم بغرب السودان.
ومنذ بداية النزاع، تبادل الطرفان السيطرة على عدد من المدن والطرق الرئيسية، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة إنسانية متفاقمة وسط تحذيرات دولية من خطر المجاعة وانتشار الأوبئة، إلى جانب تعثر مساعي الوساطة الإقليمية والدولية للتوصل إلى تسوية سياسية توقف القتال.
المصدر: صحيفة التغيير