اخبار السودان

ماذا نعرف عن زلزال ميانمار المدمّر وتوابعه حتى الآن؟

ماذا نعرف عن زلزال ميانمار المدمّر وتوابعه حتى الآن؟

صدر الصورة، Shutterstock

التعليق على الصورة، من ميانمار من أمام معبد هدّمه الزلزال في مدينة ماندالاي

ضرب زلزال بلغت قوّته 5.1 درجة على مقياس ريختر منطقة تقع على مسافة 27.4 كيلومترا شرقيّ ماندالاي ثاني أكبر مُدن ميانمار، بعد منتصف يوم الأحد.

فيما رُصدت في وقت مبكر من صباح الأحد أيضا، هزّة أرضية أخرى بقوة 4.2 درجة قرب منطقة شويبو، التي تقع على مسافة 109.4 كيلومترا شمال غربي ماندالاي.

يأتي ذلك بعد يومين من تعرّض البلد الواقع في جنوب شرقي آسيا لزلزال مدمّر بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، فيما يُعدّ أحد أقوى الزلازل التي ضربت ميانمار منذ مئة عام.

ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن الزلزال الأخير وقع على عُمق بسيط تحت الأرض، ما يزيد من قدرته على إنزال أضرار. وأشارت الهيئة الأمريكية إلى أن هذا الزلزال يأتي ضمن سلسلة من التوابع التي تضرب ميانمار منذ يوم الجمعة.

وتقع ميانمار على ما يُعرف بـ “صدع ساغينغ” وهو حدّ فاصل بين صفيحتَي بورما وسوندا، ويمُرّ في وسط ميانمار من شمال البلاد إلى جنوبها، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

وارتفعت حصيلة الوفيات جرّاء الزلزال وتوابعه في ميانمار منذ يوم الجمعة وحتى الأحد إلى 1,700 شخصا على الأقل، فيما أصيب حوالي 3,400، فضلاً عن 300 شخصا في عِداد المفقودين، حسبما قال قائد الجيش في ميانمار لبي بي سي.

وتقدّر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن يصل عدد الوفيات في ميانمار إلى 10 آلاف شخص، وأن تتجاوز الخسائر الاقتصادية حجم الناتج الاقتصادي السنوي للبلاد.

طفل على صدر أمه تحت الأنقاض

صدر الصورة، Getty Images

ولا تزال عملية إحصاء الخسائر قائمة، بينما تجري الجهود على قدم وساق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تحت الأنقاض.

وتقدّمت ميانمار بطلب للحصول على مساعدات طارئة من المجتمع الدولي. وبالفعل، أرسلت دول الجوار إلى ميانمار سُفناً حربية وطائرات مُحمّلة بمواد إغاثية وبطواقم الإنقاذ، في أعقاب الزلزال.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها أطلقت حملة لجمع تبرّعات تناهز قيمتها 113.3 مليون دولار من أجل تقديم المساعدات لنحو 100 ألف شخص على مدى الـ 24 شهراً المقبلة.

ووصف المدير الإقليمي لآسيا والمحيط الهادي في الصليب الأحمر، ألكسندر ماثيو، الوضع في ميانمار بأنه “أزمة إنسانية مُعقدة” تفاقمتْ بسبب الحرارة الشديدة والرياح الموسمية.

وأرسلت منظمة الصحة العالمية ما يقرب من ثلاثة أطنان من الإمدادات إلى المستشفيات في ماندالاي ونايبيداو في وسط البلاد.

ودمّر الزلزال منشآت بِنْية تحتية حيوية في ميانمار، بما في ذلك مطار، وطرق رئيسية وجسور ما أثّر على سرعة عمليات الإغاثة، وفقا للأمم المتحدة.

جسر قريب من ماندالاي

صدر الصورة، Shutterstock

التعليق على الصورة، جسر قريب من ماندالاي

وفي مدينة ماندالاي، دمّر الزلزال جامعة وعددا من المواقع الأثرية.

وتعاني المستشفيات في وسط وشمال غربي ميانمار، بما في ذلك مدينتا ماندالاي وساغينغ في سبيل استيعاب أعداد المصابين، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

كما تعاني المَحارق في ماندالاي، أكثر المدن تضرراً، في سبيل استيعاب العدد المتزايد من الجثث، وفقا لوكالة أنباء “ميانمار ناو”، التي نقلت اليوم الأحد عن أحد العاملين في المحارق القول: “أمس السبت أحرقنا أكثر من 300 جثة، واليوم صباحاً أحرقنا أكثر من 200 جثة أخرى

وضربت هذه الزلازل ميانمار، التي تعاني بالأساس من الفوضى ومن حرب أهلية اشتعلت بعد انقلاب عسكري وقع في 2021، ما ترك اقتصاد البلاد في أزمة وشرّد أكثر من 3.5 مليون شخص، وأضرّ بالخدمات الحكومية الحيوية كالرعاية الصحية.

من آثار الدمار الذي خلفه الزلزال

صدر الصورة، Reuters

ولم تشهد ميانمار منذ وقت طويل زلزالا بهذه القوة؛ وفي عام 1990، ضرب زلزال ميانمار وتسبب في سقوط 32 مبنى. وفي عام 1988، ضرب زلزال آخر ميانمار وتسبب في مقتل عشرات الأشخاص.

ويخشى العلماء من ارتفاع أعداد الضحايا جراء هذا الزلزال الأخير الذي ضرب ميانمار، وذلك لأنه وقع على عُمق ضئيل نسبيا حوالي ستة أميال تحت سطح الأرض، على غرار الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 2023.

ويمكن لمثل هذه الزلازل التي تقع على عُمق ضئيل أن تخلّف أضراراً أكبر من تلك التي تحدث على عُمق بعيد تحت الأرض.

علاوة على أن هذا الزلزال وقع على مسافة قريبة جدا من ماندالاي، ثاني أكبر مدن ميانمار؛ ويعيش في هذه المدينة حوالي 1.5 مليون نسمة.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *