ماذا نعرف عن المحادثات التي ستستضيفها جدة بين الأمريكيين والأوكرانيين؟

ماذا نعرف عن المحادثات التي ستستضيفها جدة بين الأمريكيين والأوكرانيين؟
صدر الصورة، AFP
تبدأ غدا الثلاثاء في مدينة جدّة السعودية على البحر الأحمر، محادثات بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين، تستهدف التوصل إلى هدنة جوية وبحرية مع روسيا.
تأتي هذه المحادثات بعد نحو عشرة أيام من مشادة كلامية أمام الكاميرات في البيت الأبيض بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من ناحية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس من ناحية أخرى.
وتوفّر محادثات جدة لقاءً بين أعلى مستوى لممثلين عن الولايات المتحدة وأوكرانيا منذ مشادّة البيت الأبيض.
كما تأتي هذه المحادثات بعد نحو شهر من أول جولة مفاوضات بين وفد روسي وفريق ترامب.
ويرى الرئيس الأوكراني في محادثات جدة فُرصة لبدء مفاوضات من أجل وقف الاجتياح الروسي لبلاده والذي بدأ قبل ثلاث سنوات.
وأكّد زيلينسكي، مساء الأحد، على أن كييف تؤيد “حواراً بَنّاء”، معرباً عن أمله في “تحقيق نتائج سواءً على صعيد الاقتراب من تحقيق السلام، أو مواصلة الدعم” الأمريكي لبلاده.
“لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجوّ والبحر .. مثل هذه الهُدنة يسْهُل تثبيتها ومراقبتها، ويمكن أن تمثّل بداية”، حسبما نقلت الوكالة الفرنسية للأنباء عن مسؤول أوكراني طلب عدم الإفصاح عن هويّته.
“ورقة ضغط”
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
وأعرب الرئيس ترامب عن تفاؤله “بإحراز الكثير من التقدّم”، لكنه أردف بالقول إنه ليس متأكداً من قدرة أوكرانيا على تجاوُز الاجتياح الروسي.
وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إن روسيا هي “السبب الوحيد” لاستمرار الحرب. لكن في أثناء الاجتماع الذي شهد مشادة كلامية في البيت الأبيض مع زيلينسكي، قال الرئيس الأمريكي إن نظيره الأوكراني لم يكن مستعداً لإنهاء القتال.
وجدّد الرئيس ترامب اتصالاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما انتقد زيلينسكي، ما أثار مخاوف في العاصمة الأوكرانية كييف وفيما بين الحلفاء الأوروبيين، من أنّ الرئيس الأمريكي إنما يحاول إجبار أوكرانيا على قبول تسوية تصبّ في مصلحة روسيا.
وذكرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن كييف لن تقبل باتفاق يحُدّ من قدرتها على إعادة التسلح، أو يعترف بالأراضي المحتلة على أنها روسية، أو يتدخل في السياسة الأوكرانية من خلال الإصرار على الانتخابات.
وأوقف ترامب المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وأوقف التعاون الاستخباراتي مع كييف.
“وإذا ما استمر هذه التوقف عن التعاون الاستخباراتي مع الأمريكيين، فسوف يعزّز ذلك نفوذ روسيا على أرض المعركة” بحسب ما قال المسؤول الأوكراني لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف المسؤول الأوكراني بأن هذا التوقف عن التعاون الاستخباراتي أعاق قدرة أوكرانيا عن صدّ هجوم مضاد للجيش الروسي في منطقة كورسك غربي روسيا.
وكانت القوات الأوكرانية قد سيطرت على أجزاء من كورسك الروسية في أغسطس/آب الماضي.
وكانت أوكرانيا تأمل في أن تمثّل هذه السيطرة على أراض روسية ورقة ضغط بيدها في أي محادثات مع موسكو.
لكنها خسرت تلك الورقة بخسارة تلك السيطرة في كورسك بوتيرة سريعة خلال الأيام الماضية، لتمضي أوكرانيا إلى هذه المحادثات وهي في موقف صعب على صعيد القتال.
“سنحقق الكثير من التقدم”
لكن، أمس الأحد، أعلن ترامب أنه بصدد إنهاء توقّف التعاون الاستخباراتي مع كييف، منوّهاً في الوقت ذاته إلى فرض رسوم جمركية على روسيا.
وقال ترامب إنه يعتقد إن الأوكرانيين سيوقّعون اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة، “أريدهم أن يرغبوا في السلام”.
وسُئل مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن احتمال توقيع اتفاق المعادن في جدة، فأكد أن زيلينسكي “عرض توقيعه، وسنرى إن كان سيفعل”.
وقال ترامب للصحفيين، الأحد: “سنحقق الكثير من التقدم، اعتباراً من هذا الأسبوع على ما أعتقد”.
وقال مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية لصحيفة وول ستريت جورنال: “حقيقة أنهم قادمون إلى هنا بتثميل رفيع هي مؤشر جيد بالنسبة لنا على أنهم يرغبون في الجلوس وعلى أنهم مستعدون للمضيّ قُدما”.
ويُبدي كثير من الأوكرانيين استعداداً للسلام، بحسب ما كشفت استطلاعات رأي حديثة، ولكن ليس على أن يكون الثمن هو الاستسلام الذي طالما أراده بوتين.
ويتمثل هدف أوكرانيا الأساسي في عودة الولايات المتحدة إلى الوقوف بجانبها، كما أن ذلك يتصدّر أولويات أوروبا، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وفي هذا الاتجاه، أوفد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مستشاره للأمن القومي جوناثان باول إلى العاصمة الأوكرانية كييف من أجل حثّ الأوكرانيين على إجراء المحادثات.
وعرضت السعودية استضافة مفاوضات سلام محتملة بين كييف وموسكو، بل وأوّل محادثات مباشرة وجهاً لوجه بين بوتين وترامب. وباستضافة هذه المحادثات، تعزّز السعودية نفوذها على الساحة الدولية.
صدر الصورة، EPA
مَن سيحضر المحادثات؟
وصل زيلينسكي الاثنين إلى السعودية، قبل إجراء المحادثات المقررة الثلاثاء، للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم الاثنين.
وكشف زيلينسكي عن أن فريقاً من بلاده يضمّ رئيس الأركان أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندريه سيبيغا، ووزير الدفاع رستم عمروف سيشارك في محادثات جدة.
واستبق زيلينسكي هذه الزيارة للسعودية، بزيارة قام بها إلى الإمارات العربية المتحدة، والتي تعتبر مضيفاً محتملاً لمحادثات السلام بين كييف وموسكو.
وفي يوم الجمعة، قال زيلينسكي: “نواصل اتخاذ خطوات مناسبة مع شركائنا الراغبين في السلام، ممن يرغبون فيه تماما كما نرغب نحن أيضا فيه”.
ومن الجانب الأمريكي، سيشارك في المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو، على رأس فريق من بلاده.
كما سيحضر المحادثات مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك وولتز، ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ومن المتوقع، وفقاً للإندبندنت، أن يقترح المسؤولون الأوكرانيون وقفاً جزئيا لإطلاق النار جواً وبحراً مع روسيا بما في ذلك استخدام مسيّرات وصواريخ طويلة المدى، فضلا عن وقف العمليات القتالية في البحر الأسود.
وكان الرئيس زيلينسكي تحدّث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه المقترحات، بعد هجوم شنّته روسيا ليلاً بصواريخ ومسيّرات، ما أسفر عن سقوط 14 قتيلا وعشرات المصابين.
لكن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وصفت الأسبوع الماضي أيّ شكل من أشكال الوقف الجزئي لإطلاق النار بأنه “غير مقبول على الإطلاق” بدون التوصل إلى “تسوية نهائية”، على حد قولها.
المصدر: صحيفة الراكوبة