ماذا قال النقاد عن الجزء الثاني من مسلسل “لعبة الحبار”؟
ماذا قال النقاد عن الجزء الثاني من مسلسل “لعبة الحبار”؟
- Author, بول غلين
- Role, مراسل بي بي سي للشؤون الترفيهية
تلقى الموسم الثاني من مسلسل “لعبة الحبّار” تقييمات متباينة، وأطلق عليه النقّاد توصيفات تراوحت بين “الرائع” و “المخيّب”.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إنه وبعد “بداية بطيئة جداً” للمسلسل، يتحول في النهاية إلى “عرض تلفزيوني يجعلك متعطشاً للدماء بشكل غير مريح”.
فيما وصفته صحيفة التايمز البريطانية أيضاً، بالقصة “الدقيقة ومتعددة الطبقات عن الانتقام والخلاص”.
وعاد العرض الأصلي الأكثر شهرة لمنصة “نتفلكس”، مجدداً إلى الشاشات بعد يوم من الكريسماس “بوكسنغ داي”، مع شخصيته الرئيسية سيونغ جيهون، الذي يؤدي دوره “لي جونغ جاي”، والمعروف أيضاً باللاعب رقم 456، وذلك بعد ثلاث سنوات على فوزه بسلسلة من ألعاب الأطفال “القاتلة” في الموسم الأول.
* تحذير: هذه المقالة تحتوي على “حرق” للأحداث
تتبّع الموسم الأول من الدراما الكورية الجنوبية قصة مجموعة من 456 شخصاً غارقاً في الديون، يصارعون حتى الموت من أجل جائزة مالية ضخمة.
في الموسم الجديد، ينضم إلى الفائز السابق مئات من المتنافسين الجدد، الذين يحاول إرشادهم إلى بر الأمان.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
لكن في الحلقات الجديدة من المسلسل، يبدو البطل “مصرّاً على الانتقام من الأثرياء المتلاعبين الذين صمموا هذه اللعبة القاتلة”، وفقاً لما ذكرته ريبيكا نيكلسون من صحيفة الغارديان، التي قيّمت المسلسل بثلاث نجوم.
وقالت نيكلسون إن الحلقات الأولى من الموسم تبدو وكأنها تتبع “أسلوباً يعتمد التأخير”. و”الحلقات عادية تماماً مقارنة بما هو متوقع من مسلسل لعبة الحبّار”.
وأضافت “حين ينتقل المسلسل إلى مرحلة الألعاب، تبدأ الدراما الكورية ذات النجاح الساحق بالتكشير عن أنيابها”، لكن المسلسل، برأيها، استهلك الكثير من الحلقات الأولى بنمط من “التباطؤ الممل”.
وترى نيكلسون أن الموسم الثالث من المسلسل، والمقرر أن يُعرض في 2025 “يجب أن يكون أفضل”.
وكتبت نيكلسون “بالرغم من عدم التوازن الذي شاهدناه، وخاصة في المراحل التمهيدية للأحداث داخل المسلسل، إلا أن هناك تطوراً نوعياً يبدو فعالاً في الأحداث، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان ذلك مميزاً بما فيه الكفاية عن أحداث الموسم الأول”.
وأضافت “حين تظن أنك تعرف إلى أين تسير الأمور، تبدأ بالانحراف عن مسارها، فتتصاعد التكهنات. لكن المؤسف هو الوقت الطويل الذي يحتاجه المسلسل للوصول إلى هذه النقطة”.
الموسم الأول، الذي وصفه تيم غلانفيلد من صحيفة التايمز بأنه “سرد بائس عن علل الرأسمالية في مراحلها المتأخرة”، كان أضخم المسلسلات التي أطلقتها نتفلكس، وشوهد من قبل 111 مليون مشترك خلال أول 28 يوماً من عرضه.
وقيّم غلانفيلد الموسم الثاني بأربع نجمات، قائلاً إن مفتاح نجاح هذه “العودة الرائعة” للمسلسل هو الوتيرة المدروسة والحذرة لأحداثه، إلى جانب “ومضات من الضوء تظهر داخل الظلام المروّع”.
وقال: “على الرغم من أن الإغواء الأساسي في المسلسل يتمثل في قذف المشاهد داخل ميدان من الرعب، حيث يتم التلاعب بـ 456 لاعباً جديداً، وتشويههم بطرق أكثر إبداعاً، إلا أن الحلقات الأولى من المسلسل مكرّسة لاستكشاف الحياة في الخارج”.
وأضاف “هذه قصة انتقام وخلاص، بطبقات متعددة أكثر، وبدقة أعلى وبتعقيد أكبر من الموسم الأول”.
أما إد باور، من صحيفة التلغراف، فقد قيّم الموسم الثاني بثلاث نجمات فقط، وقارنه بـ “ألبوم صعب ثانٍ يصدره نجم بوب وجد نفسه مشهوراً بين ليلة وضحاها”.
وأضاف باور أن الموسم الثاني فيه الكثير “مما أحببته من الموسم الأول، لكن دون اهتمام كبير بالتفوق عليه، ناهيك عن الانقلاب عليه”.
“من المستحيل تكرار الصدمة”
لم يكن من المؤكد طرح موسم ثانٍ من لعبة الحبّار. وعند مرحلة معينة، أقسم المؤلف والمخرج هوانغ دونغ هيوك أنه لن يؤلف موسماً ثانياً، بسبب الضغط الذي تعرض له أثناء إعداد الموسم الأول، وتسبب بخسارته بعض أسنانه.
ويبدو أن وجوده في الموسم الثاني مدفوع بشكل أساسي بالعائد المادي، تماماً مثل الشخصيات في المسلسل.
وقال هوانغ لبي بي سي إنه ورغم النجاح العالمي الباهر للموسم الأول، إلا أنه لم يحصل على عائد مادي كبير، لذا سيساعد إخراج موسم ثاني على “تعويضه أيضاً عن النجاح الذي حققه في الموسم الأول”.
وأضاف أنه لم ينه بعد القصة بشكل كامل.
وضرب سرده السوداوي عن “اللامساواة في الثروة”، على الوتر الحساس للمشاهدين حول العالم.
لكن وبالنظر إلى موت معظم الشخصيات في الموسم الأول، توجّب على هوانغ البدء من الصفر، مع طاقم عمل جديد، وألعاب جديدة، وتوقعات كبيرة من المشاهدين هذه المرة.
وقالت أنابيل نوجنت، من صحيفة الإندبندنت البريطانية، إنها تعتقد أن المخرج “حقق غايته بأسلوبه”، وقيّمت المسلسل بأربع نجمات.
وكتبت أنابيل “الموسم الثاني من لعبة الحبّار ليس صادماً بقدر الموسم الأول، لكن أليس هذا المطلوب؟”.
وأضافت “من المستحيل تكرار صدمة الموسم الأول، والمؤلف هوانغ دونغ هيوك أحسن عملاً بعدم محاولته فعل ذلك”.
من بين الشخصيات الجديدة التي لاحظتها نوجنت في المسلسل، كانت شخصية تُدعى “نو يول”، وهو منشقّ كوري شمالي، أُجبر على الرحيل تاركاً طفليه وراءه. وكذلك جيونغ سيوك، وهو رسّام كاريكاتير يعمل في مدينة الملاهي ويحتاج إلى المال لدفع تكاليف علاج ابنته المصابة بالسرطان. إضافة إلى ميونغ جي، وهو نجم يوتيوب سابق وخبير بالعملات الرقمية المشفّرة، خسر كل أمواله في عملية احتيال.
ويحاول بطل المسلسل “سيونغ جي هون” مساعدة هذه الشخصيات، إلى جانب شخصيات أخرى مثل “الفتاة الصغيرة الحبلى التي تخفي بطنها المتنامي أسفل بدلتها الرياضية الفضفاضة”، و “المتحولة جنسياً، سابقاً ضابط في الجيش، في بحث عن حياة جديدة وأكثر ترحيباً في تايلاند”.
وكتبت ناجنت: “في حين اعتمد الموسم الأول على إحداث الصدمة بالرعب، حيث يسقط كل موت كضربة سريعة على مؤخرة رأسك، فإن الموسم الثاني يستمد الرعب مما نعرفه كمشاهدين للموسم الأول، فيضع مجدداً شخصية (جي هون) في موضع الممثل لنا”.
وقالت “يعرف البطل كذلك ما الذي سيحدث تالياً، لكنه ورغم هذه المعرفة عاجز عن إيقافه”.
وأضافت ناجنت أن من المخاطرة “تحييد الصدمة وكشف الغموض الذي كان يحيط بالموسم الأول”، لكن ذلك سمح للكاتب، برأيها، بكشف رسالة مسلسله “المناهضة للرأسمالية بشكل صارخ”.
ووصف دانييل فاينبرغ من مجلة “هوليوود ريبورترThe Hollywood Reporter” الموسم الثاني بـ “خيبة أمل”، بقوله إنه لا يمثل “خللاً في جوهر مسلسل لعبة الحبّارSquid Game”، لكن الموسم الثاني “ببساطة لا يعمل”.
المصدر: صحيفة الراكوبة