اخبار السودان

ماذا بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟

حماس ترفض تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق مع انتهائها اليوم

صدر الصورة، Getty Images

بعد مرور 42 يوماً على بدء وقف إطلاق النار في غزة، تنتهي السبت الأول من مارس/ آذار، المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تضمنت تبادلاً لعدد من الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

الاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وحركة حماس، بواسطة أمريكية قطرية مصرية، ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني، يتضمن ثلاث مراحل، لكن الغموض يكتنف مستقبل الاتفاق، علماً بأن وقف إطلاق النار من المفترض أن يستمر بشكل دائم بمجرد الدخول في المرحلة الثانية.

من جانبها، أكدت حماس في بيان الجمعة، “التزامها الكامل بتنفيذ كافة بنود الاتفاق بجميع مراحله وتفاصيله”، إلا أن إسرائيل ترغب في تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، بحسب ما نقله موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي، وهو ما رفضته الحركة الفلسطينية.

وزار القاهرة الجمعة وفد إسرائيلي في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة لمدة 42 يوماً إضافياً، لكنه عاد دون التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد، فيما تمسكت حماس بالمطالبة بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وفقاً لوكالة رويترز.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

تبادل اتهامات

صورة سابقة لمرور مركبات عسكرية إسرائيلية عبر ممر فيلادلفيا في جنوب قطاع غزة

صدر الصورة، Reuters

خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، أفرجت حماس وفصائل فلسطينية أخرى عن 33 من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، بينهم جثث. وفي المقابل، كان من المفترض أن تطلق إسرائيل سراح 1900 سجين فلسطيني لديها، إلا أن هذا العدد بلغ 1737 فقط بحسب ما أفادت به هيئة شؤون الأسرى لبي بي سي.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

كما سُمح بخروج دفعات من مرضى القطاع للعلاج بالخارج، فيما أتاحت الهدنة زيادة كميات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، إلا أن حماس تتهم إسرائيل بعرقلة دخولها، فيما عدته انتهاكاً للاتفاق.

وقالت مصادر في الهلال الأحمر المصري إن إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات إلى القطاع الجمعة، وإن شاحنات تحمل مواد غذائية وكرافانات ومعدات ثقيلة عالقة عند الحدود.

وفي جنوب غزة، قال الجيش الإسرائيلي الجمعة، إنه نفذ ضربة على “مشتبه بهما” اقتربا من قواته، فيما أفاد مصدر في المستشفى عن مقتل أحدهما، وفق وكالة فرانس برس.

وقد انسحب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم، ما سمح بعودة آلاف الفلسطينيين إلى شمال القطاع، لكنه بقي متمركزاً في محور فيلادلفيا.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن محور فيلادلفيا “سيبقى منطقة عازلة”، وأكد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أن إسرائيل لن تنسحب من المحور الحدودي بين قطاع غزة ومصر إلا بعد إعادة المختطفين والقضاء على حماس وإخلاء غزة من السلاح والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع.

واعتبرت حماس ذلك “خرقاً” لاتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب الاتفاق، كان من المقرر أن يبدأ التفاوض بشأن المرحلة الثانية، خلال المرحلة الأولى التي استمرت ستة أسابيع، الأمر الذي واجه عقبات بسبب تبادل الاتهامات بخرق الاتفاق.

ومن المقرر إعادة الرهائن المتبقين خلال المرحلة الثانية التي تنص على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب. وقد أبدت حركة حماس استعدادها لإعادة كل الرهائن “دفعة واحدة” خلال تلك المرحلة.

تمديد المرحلة الأولى؟

تتفاوض إسرائيل حالياً على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً، بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية مصرية.

وقال مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع، إن إسرائيل ستحاول تمديد المرحلة الأولى، مع إطلاق حماس سراح ثلاث رهائن أسبوعياً مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.

في الخميس الماضي، أرسلت إسرائيل وفداً إلى القاهرة لبحث الهدنة في غزة.

وفي الجمعة، قال مسؤولان إسرائيليان إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية ووزراء، بعد عودة وفد إسرائيلي من القاهرة دون التوصل لاتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.

وقال المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، في تصريحات للتلفزيون العربي، إن “تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها الاحتلال مرفوض بالنسبة لنا، والمطلوب من الوسطاء والدول الضامنة إلزام الاحتلال بالاتفاق بمراحله المختلفة”، مشيراً على عدم وجود أي مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية.

وقال قاسم إن “الاحتلال يريد من حديث عن تمديد المرحلة الأولى استعادة أسراه مع إمكانية استئناف العدوان على القطاع، وهذا عكس نص الاتفاق”، محملاً إسرائيل “مسؤولية عدم بدء مفاوضات المرحلة الثانية” التي كان من المتفق أن تبدأ في اليوم 16 لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وذكر مصدر مصري لبي بي سي أن الوسطاء يحاولون جَسر الخلافات بين حماس وإسرائيل، بهدف استمرار وقف إطلاق النار والانتقال إلى المراحل التالية.

وأضاف أن هناك طلباً إسرائيلياً بتمديد المرحلة الأولى دون الانسحاب من القطاع أو التعهد بوقف الحرب، وهو ما ترفضه حماس بصيغته المعروضة.

وكانت الهيئة العامة للاستعلامات الرسمية في مصر قد أفادت الخميس، بأن “وفدين من إسرائيل وقطر وصلا إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بمشاركة ممثلين عن الجانب الأمريكي”.

وأضافت أن “الأطراف المعنية بدأت مباحثات مكثفة لبحث المراحل التالية من اتفاق التهدئة، وسط جهود متواصلة لضمان تنفيذ التفاهمات المتفق عليها”، من دون أن تقدّم تفاصيل إضافية بشأنها.

وقالت حركة حماس في 25 فبراير/ شباط، إن وفداً من حماس بقيادة خليل الحية اختتم زيارته إلى القاهرة، حيث التقى مع المسؤولين المصريين، و”جرى التباحث في مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى واستشراف مفاوضات المرحلة الثانية منه”، وفق بيان لها.

فريق من الصليب الأحمر يعيد جثة سُلمت لإسرائيل كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل السجناء إلى غزة بعد أن قال ​​إنها لا تعود إلى رهينة

صدر الصورة، Getty Images

وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً داخلية للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، بينما يريد البعض داخل الحكومة اليمينية العودة إلى الحرب لتحقيق هدفهم المتمثل في القضاء على حماس.

وكان وزير المالية وزعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، قد طالب بوقف الاتفاق مع انتهاء المرحلة الأولى منه، والعودة إلى الحرب.

وذكر مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق أن إسرائيل مستعدة لاستئناف القتال في غزة إذا لم تستعد الرهائن المتبقين كافة.

واستبعد المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، ماكس روديندبك، أن تبدأ المرحلة الثانية بمجرد انتهاء الأولى، مضيفاً لوكالة فرانس برس بأنه يعتقد أن “وقف إطلاق النار ربما لن ينهار أيضاً”.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أهمية صمود وقف إطلاق النار في القطاع المدمّر، الذي عانى أزمة إنسانية كارثية بسبب الحرب.

وقال غوتيريش: “يجب أن يصمد اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. لا ينبغي على الطرفين ادّخار أي جهد لتجنب انهيار هذا الاتفاق”.

ويتزامن انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة مع بداية شهر رمضان في غزة والأراضي الفلسطينية السبت.

ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما يزال 58 إسرائيلياً محتجزاً داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد توفوا، أما الرهائن الأحياء، فجميعهم رجال، معظمهم تحت سن الثلاثين.

وقد أسفر هجوم حماس عن مقتل نحو 1200 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، فيما أدّت الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة على مدى 15 شهراً إلى مقتل 48.365 على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في القطاع.

“خطة متكاملة للتعافي المبكر”

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، السبت، في القاهرة.

التعليق على الصورة، رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، السبت، في القاهرة.

وأعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إعداد حكومة بلاده “خطة متكاملة للتعافي المبكر” وإعادة إعمار قطاع غزة مع “الإبقاء على المواطنين الفلسطينيين في القطاع” أثناء عملية الإعمار.

وجاءت تصريحات مدبولي خلال استقباله رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، السبت، في القاهرة.

ووفق بيان لرئاسة مجلس الوزراء المصري، “تناول الاجتماع جهود التنسيق بين الجانبين المصري والفلسطيني لمتابعة الانتهاء من صياغة خطة إعادة إعمار فطاع غزة، تمهيداً لعرضها على القمة العربية الطارئة المُقرر عقدها الرابع من مارس/ آذار الجاري، إضافة إلى التنسيق مع المؤسسات الأممية الإنسانية للمساهمة في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار”.

وأكد مدبولي استمرار الجهود المصرية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكافة مراحله، مشددًا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير واستقلال الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بحسب البيان.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *