ماذا إذا توقف اطلاق النار في السودان الآن؟ الحلقة (2)
في مقالنا الأخير بتاريخ 1أكتوبر 2024م ، ركزنا علي أهمية التوافق بين القوي المدنية المنادية بايقاف الحرب وبالتحول المدني الديمقراطي ، رغم تباين الرؤي والتشظي الذي يعتريها الآن. وأمنا علي هذة الأهمية بطرح السؤال الملح:
ماذا اذا تم وقف اطلاق النار الآن؟
بطبيعة الحال ، للإجابة علي هذا السؤال ، يجب أن يضع المتصدي للإجابة في الحسبان ، بأن ثمة عملية سياسية تتطلب إجماع القوي المدنية المنادية بالتحول المدني الديمقراطي علي :
تقديم الإغاثة والعون الإنساني العاجل ، للجماهير العريضة المنكوبة ،
إبعاد القوات المسلحة والمليشيات من العمل السياسي ، وبناء جيش وطني مهني واحد بعقيدة قوامها حماية حدود البلاد وأمن شعبها ودستورها المدني الديمقراطي.
تقديم كل من أجرم في حق الشعب للعدالة ، مع ضمان عدم الإفلات من العقاب.
اصلاح مؤسسات الدولة العدلية ، الأمنية والمدنية.
قيام نظام حكم مدني ديمقراطي (انتقالي) ، مهامه الأساسية ضمان تنفيذ المهام أعلاه.
وبصدد وضع هذة المهام موضع التنفيذ طرحنا أيضاً التساؤل المشروع التالي :
هل يعقل أو يعتبر منطقياً ، أن تتصدر المشهد أو أن تنوب عن جماهير الشعب السوداني ، كلها ، احدي التجمعات او الفصائل من : “تقدم” ، “الجذريين”، “قوي ميثاق سلطة الشعب”، “فصائل الكفاح المسلح المناهضة للحرب”، مهما كان حجمها ومهما كانت درجة قبول المجتمع الدولي او المحلي لها؟ .
يبدو أن هنالك أمل يلوح في الأفق ، للوصول إلي إجابة صحيحة ومنطقية علي التساؤلات أعلاه. هذا التفاؤل نابع من حدث هام جداً تم في القاهرة مصر حيث انعقد في يوم الإثنين النافق 4 نوفمبر 2024م ، لقاء هام ، ضم 15 فصيلا من القوي المدنية المناهضة للحرب والمؤمنة بالتحول المدني الديمقراطي ، بعد التشظي المؤسف الذي اعتراها منذ اندلاع هذة الحرب المشئومة.
بلا شك ، هذا الحدث ، يعتبر بكل المقاييس ، خطوة هامة في الطريق الصحيح وشرط ضروري لإنهاء الحرب والتحول المدني الديمقراطي المنشود.
من المؤكد أنه لا بديل عن التوصل إلي درجة من التوافق بين هذة القوي في هذا المنعطف الحرج من تاريخ بلادنا ، ولنؤجل خلافاتنا التي لا ولن تنتهي ، الي مرحلة ما بعد الحرب وممارسة الديمقراطية بعد تثبيت قواعدها.
قوموا الي “توافقهم” يرحمكم الله ، باعتماد الآليات المناسبة لذلك.
ونعيد دعاءنا :
اللهم اهدي قوانا السياسية الوطنية الديمقراطية ، الي ما يؤهلها للخروح ببلادنا الي بر الأمان ، إنك سميع مجيب.
المصدر: صحيفة الراكوبة